بعد نسفه.. ماذا نعرف عن مكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين؟

كتبت- رنا أسامة:

في تصعيد خطير بين الكوريتين، أعلنت بيونجيانج تفجير مكتب يربطها مع الجارة الجنوبية عند الساعة 14:50 ظهر الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، وذلك بعد ساعات من تجديد تهديدها باتخاذ عمل عسكري ضد الجنوب، على خلفية إرسال جماعات مُنشقة في سول منشورات دعائية إلى الشمال.

وقالت وزارة التوحيد في بيونجيانج، الثلاثاء، إنه تم تدمير مكتب الاتصال المشترك مع كوريا الجنوبية بالكامل، في تفجير وصفته بـ"المروع". ونقلت وكالة يونهاب عن مصدر عسكري إنه "تم رصد صعود دخان مصحوبا بانفجار من منطقة مجمع كايسونوج الصناعي داخل حدود كوريا الشمالية".

VIDEO: North Korea blows up inter-Korean liaison office. More here: https://t.co/UISedMR4yh pic.twitter.com/WqbaRHNjxy

— Reuters (@Reuters) June 16, 2020

افتُتح المكتب في سبتمبر 2018، بموجب اتفاق وقع عليه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، وذلك في أول قمة بينهما قبل 5 أشهر من التوقيع.

في ذلك الحين، بدأ تقارب دبلوماسي سريع في شبه الجزيرة وحولها. وكان زعيما الكوريتين على مشارف عقد ثالث قمة بينهما في أعقاب اللقاء التاريخي الذي جمع بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترمب في سنغافورة.

آنذاك، أعلنت وزارة التوحيد في سول أن المكتب سيصبح "قناة مشاورات واتصالات على مدار الساعة" لدفع العلاقات بين الكوريتين قدما وتحسين العلاقات بين واشنطن وبيونجيانج وتخفيف التوترات العسكرية.

وظل مكتب الاتصال فارغا منذ شهر يناير بسبب القيود التي فرضها مرض "كوفيد-19" الناجم عن فيروس كورونا المُستجد.

وكان عبارة عن مبنى من أربعة طوابق في منطقة صناعية في مدينة كايسونج، حيث كانت شركات كورية جنوبية توظف أشخاصا من الشمال وتسدد أجورهم لبيونجيانج. كما كان مسؤولون من الشمال والجنوب يقيمون في المجمع لتأمين التواصل المباشر في أي وقت.

أما الطابق الثاني منه فخُصص للمسؤولين من كوريا الجنوبية، فيما كان ممثلو الشمالية يقيمون في الطابق العلوي، وتفصل بينهما غرف الاجتماعات. وغالبا ما كان يتمركز في المكتب قرابة 20 شخصا من كل من الجانبين، يرأسهم مسؤول معين برتبة نائب وزير.

وكايسونج كانت في الأساس جزءًا من كوريا الجنوبية، بعد أن قسمت موسكو وواشنطن كوريا بينهما في أواخر الحرب العالمية الثانية، لكنها انضمت إلى أراضي كوريا الشمالية بعد الحرب الكورية بين عاميّ 1950 و1953، والتي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام، وفق "العربية".

والمنطقة الصناعية المشتركة أقيمت في 2004 خلال عهد الرئيس الليبرالي روه مون-هيون في كوريا الجنوبية.

غير أن الرئيسة بارك جيون-هيي أغلقته عام 2016 ردا على التجارب النووية والصاروخية لبيونجيانج. وقالت وقتذاك إن "عائدات المكتب مرتبطة ببرنامج تطوير الأسلحة الكوري الشمالي"، وفق العربية.