إعلان

على وقع التوترات الأخيرة.. مقارنة بين جيشي كوريا الشمالية والجنوبية

02:54 م الجمعة 19 يونيو 2020

الحدود بين الكوريتيين

كتبت- هدى الشيمي:

تصاعدت حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بعد تهديد هيئة أركان الجيش الكوري الشمالي، الأربعاء الماضي، بأن بلاده ستعيد نشر قواتها في المنطقتين الاقتصاديتين قبالة الحدود، وستعيد مواقع الحراسة التي تمت إزالتها من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين وتستأنف جميع أنواع التدريبات العسكرية بالقرب من الحدود.

غير أن مصادر عسكرية جنوبية، أفادت اليوم الجمعة، بأنه لا علامات حتى الآن على تنفيذ كوريا الشمالية لتهديدها بتعزيز وجودها العسكري بالقرب من الحدود بين البلدين، حسبما نقلت وكالة يونهاب.

فيما أكد مسؤول في هيئة الأركان الجنوبية في تصريح صحفي، أن جيش بلاده يحافظ على وضع المراقبة والاستعداد ويراقب كوريا الشمالية على مدار الساعة.

حذرت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية من "انتقام قاس"، بعد تدمير مكتب الاتصال المشترك بين الشمال والجنوب، ويستمر التصعيد بعد رفض السلطات في بيونجيانج مُقترح سول بإرسال مبعوثين خاصين إليها، وتعهدت بإعادة القوات إلى الوحدات الحدودية المنزوعة السلاح في أحدث خطوة نحو إلغاء اتفاقيات السلام بين الكوريتين، فيما أكد وزير الدفاع الكوري الجنوبي "جيونغ كيونغ-دو"، الخميس الماضي، إن بلاده سترد بقوة دون تردد، إذا قامت جارتها الشمالية بـ استفزازات عسكرية.

مقارنة بين جيشي الكوريتين:

نظرًا إلى التهديد الدائم الذي تواجهه بسبب جارتها الشمالية، تعمل كوريا الجنوبية على تعزيز قواتها العسكرية كي تكون مُستعدة للرد على أي هجوم مُحتمل، لذا وصلت ميزانية الدفاع خاصتها إلى 44 مليار دولار، مقارنة بميزانية الدفاع الكورية الشمالية التي بلغت 1,600,000,000دولار أمريكي.

جاء الجيش الكوري الجنوبي في المركز السادس بقائمة أقوى الجيوش حول العالم التي تضم 138 دولة التي أعدها موقع "جلوبال فاير"، فيما حل جيش جارتها الشمالية في المركز الخامس والعشرين.

1

اعتمد الموقع في تصنيفه على أكثر من 50 عاملاً فرديًا لتحديد حجم القوة العسكرية للبلاد، بما في ذلك القوة العسكرية، والمالية، والقدرات اللوجستية، وموقع البلد الجغرافي، ما سمح لبلاد صغيرة وأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية بالتنافس مع دول أكبر ولا تتمتع بالقدر نفسه من التطور التكنولوجي، وأظهر ما يلي:

القوة البشرية

يصل عدد القوة البشرية المتاحة للعمل في كوريا الجنوبية 25.709 مليون شخص من إجمالي عدد سكانها الذي يتجاوز 51 مليون نسمة، ويصلح للخدمة العسكرية 21.081 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد القوات العاملة في الجيش الكوري الجنوبي 580 ألفا، من بين 3,680,000 إجمالي عدد الجنود وأكثر من 3,100,000 جندي في قوة الاحتياط.

في المقابل، يبلغ عدد القوة البشرية المتاحة للعمل في كوريا الجنوبية 13 مليون شخص من إجمالي عدد سكانها الذي يتجاوز 25.381 مليون نسمة، ويصلح للخدمة العسكرية 10.123 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد القوات العاملة في الجيش الكوري الشمالي 1,280,000 من بين 1,880,000 إجمالي عدد الجنود، وأكثر من 600 ألف جندي في قوة الاحتياط.

2

القوة الجوية

تمتلك سول 1649 طائرة حربية متنوعة، من بينها 414 مقاتلات، و71 طائرة مُخصصة للهجوم، و41 طائرة نقل عسكرية، و30 طائرة للعمليات الخاصة، و803 مروحية هليكوبتر، و112 طائرات هليكوبتر هجومية.

على الجانب الآخر، يضم الأسطول الجوي الكوري الشمالي 949 طائرة حربية متنوعة، من بينهم 458 مقاتلة، و114 طائرة مُخصصة للهجوم، و4 طائرات نقل عسكري، و204 هليكوبتر، و20 هليكوبتر هجومية، ولكنها لا تملك طائرات عمليات خاصة، حسب "جلوبال فاير".

3

الدبابات والمدرعات

لدى كوريا الجنوبية 2614 دبابة، و14 ألف عربة مدرعة، و3040 مدفعية ذاتية الحركة، و575 قاذفة صواريخ، فيما تتفوق عليها كوريا الشمالية من حيث عدد الدبابات الذي يصل إلى 6045، علاوة على 10 ألف عربة مدرعة، و800 مدفعية ذاتية الحركة ، و2110 قاذفات صواريخ.

الأسطول البحري

يفوق عدد القطع في الأسطول البحري لكوريا الشمالية جارتها الجنوبية، إذ يصل إجمالي عدد المركبات لدى بيونجيانج 984، مقابل 234 مركبة فقط لدى سول.

يصل عدد المدمرات في الأسطول البحري لكوريا الجنوبي إلى 12، ولديها حاملتي طائرات، و18 فرقاطة، و12 طرادة بحرية، و22 غواصة، و111 دورية بحرية. في المقابل، لا يضم الأسطول البحري الكوري الشمالي أي حاملات طائرات ولا مدمرات، فيما يصل عدد الفرقاطات إلى 11، ولديها طرادتين بحريتين، و83 غواصة، و416 دورية بحرية.

4

كيف بدأت الأزمة الأخيرة؟

بدأت التوترات بعد ارسال منشقين كوريين شماليين منشورات باستخدام بالونات الهيدروجين إلى بيونجيانج انطلاقًا من كوريا الجنوبية، وهو ما انتقدته كيم يو جونج، شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، السبت الماضي، لاسيما وأن بلادها ترى هذا الأمر محاولة لتقويض قيادتها.

قالت كيم يو جونج بأن "منشقين" عن نظام كيم جونغ أون هم من يقفون وراء "حملة الإسقاط الجوي" المستمرة منذ عام 2004، والتي تمرر للمواطنين في كوريا الشمالية رسائل ضد نظام بيونجيانج الحالي، هذا إلى جانب تهريب عملات أجنبية وكتب دينية.

وردًا على عجز جارتها الجنوبية عن السيطرة على المنشقين الشماليين والنشطاء الآخرين ومنعهم من ارسال منشورات عبر الحدود، أعلنت بيونجيانج قطع جميع قنوات الاتصال مع كوريا الجنوبية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ نسفت بيونجيانج مكتب الاتصال المشترك بين الشمال والجنوب من أجل "معاقبة حثالة البشر الذين تحدوا كرامة وهيبة بلدنا" حسبما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، مُضيفة أنه أحدث إجراء "لقطع جميع خطوط الاتصال الخاصة بالاتصال بين الشمال والجنوب".

وهو ما يزيد الأزمة تعقيدًا، لاسيما وأن المبنى المُدمر له قيمة رمزية للغاية. وكان يهدف إلى تسهيل الحوار، ودفعت كوريا الجنوبية تكلفة تدشينه على أراضي كوريا الشمالية. ونظر إليه باعتباره نقطة تحول في العلاقات بين دولتين التزمتا بـ"عهد جديد من السلام" قبل أقل من ثلاث سنوات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان