لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الصومال وجيبوتي.. هل ضغطت إثيوبيا لتغيير موقف الدولتين تجاه سد النهضة؟

07:34 م الأربعاء 24 يونيو 2020

سد النهضة

كتبت – إيمان محمود:

أصدرت الجامعة العربية، في دورتها غير العادية التي عقدت، الثلاثاء، قرارًا بشأن سد النهضة الإثيوبي، مؤكدة أن الأمن المائي لمصر والسودان هو "جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي".

وأقرّ مجلس الجامعة، مجموعة من القرارات بهذا الشأن، بموافقة وزراء خارجية الدول المجتمعة، فيما تحفظت كل من جيبوتي والصومال على البند الخامس منه، والذي يؤكد على "ضرورة امتناع كافة الأطراف عن اتخاذ أي إجراءات أحادية، بما في ذلك امتناع إثيوبيا عن البدء في ملء خزان سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، حول قواعد ملء وتشغيل السد، لما يمثله هذا الإجراء من خرق صريح لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في الخرطوم، بتاريخ 23 مارس 2015".

وهذه ليست المرة الأولى التي ترفض فيها الشقيقتان العربيتان والأفريقيتان الوقوف إلى جانب الحقوق المائية التاريخية لمصر والسودان، ففي مارس الماضي، رفضت وزارة الخارجية الصومالية مشروع قرار قدّمته مصر لجامعة الدول العربية، بشأن سدّ النهضة الإثيوبي تؤكّد فيه حقوقها التاريخية في مياه النيل.

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي أحمد عيسى عوض، وقتذاك، إن بلاده اتخذت موقفًا محايدًا إزاء ما أسماه بـ"النزاع القائم بين مصر وإثيوبيا"، لافتًا إلى أن الطريق الوحيد المفتوح أمام بلاده هو أن "تساعد في حل الخلاف".

ونفى عوض في مقابلة مع إذاعة "دلجر"، التقارير التي تحدثت عن أن الصومال وقّع على قرار الجامعة العربية الذي أدان إثيوبيا ثم تراجع عنه بسبب "الضغوط الإثيوبية"، ووصف ذلك بأنه عار عن الصحة تمامًا.

وأضاف أن البلدين أبلغا إثيوبيا أن المشكلة "لن تُحل بالطريقة التي انتهجتها الجامعة العربية، مشيرًا إلى أنهم يأملون في أن تتخذ الدول الأخرى الأعضاء في الجامعة بمثل موقف الصومال وجيبوتي".

وقبل أن تُصدر الصومال هذا التصريح، كان جيدو أندارجاشيو وزير الخارجية الإثيوبي، أعلن في مقابلة مع جريدة "دا ريبورتر" الصادرة في أديس أبابا، أن الصومال وجيبوتي "اعتذرا عن دعم موقف مصر من أزمة سد النهضة".

وأشار الوزير إلى أن الحكومتين الصومالية الجيبوتية "بعثتا بعد أن طلبت أديس أبابا منهما تفسيرات فيما يتعلق بموقفهما من قرار الجامعة العربية الداعم لمصر- رسائل إلى الحكومة الإثيوبية أكدتا فيها أن القرار لن يحل الأزمة القائمة بل يزيد الوضع سوءا"، وهو التصريح الذي أثار الشكوك حول الضغوط الإثيوبية على كلتا الدولتين.

ويرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن موقف الصومال وجيبوتي يدل على أن الدولتين وقعتا تحت ضغوط من إثيوبيا لتغيير موقفهما تجاه مصر.

وأكد فهمي، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن الموقف الصومالي على الأخص يُعد مفاجئًا، بسبب الخلافات التاريخية الكبيرة بين الصومال وإثيوبيا.

وقال أستاذ العلوم السياسية، إنه "من الواضح أن إثيوبيا استطاعت كسب هذه المواجهة، بالإضافة إلى أن الصومال لها علاقات جيدة مع تركيا".

وبحسب موقع "تي آر تي" التركي، فإن الصومال كان عدواً تاريخياً لإثيوبيا التي تحتل أجزاء من الصومال الكبير، وخاض البلدان جولات حروب عنيفة على هذه الخلفية، وفي المقابل فإن مقديشو امتنعت عن مقاطعة القاهرة إثر اتفاقية كامب ديفيد، وسبقت ذلك بإرسال كتيبة مدفعية للمشاركة في الجبهة المصرية في حرب أكتوبر 1973.

وساهمت إثيوبيا في ملف الانتخابات الرئاسية الصومالية فدعمت الرئيس الصومالي عبد الله فرماجو للسيطرة على الوضع السياسي في البلاد، وتدخلت القوات الإثيوبية في مدينة بيدوة الصومالية لمواجهة مظاهرات محتجة على دور الحكومة المركزية في الانتخابات الرئاسية عام 2018.

وفي جيبوتي، أعلن العام الماضي عن توقيع اتفاقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمد خط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي بتكلفة أربعة مليارات دولار، كما تعد جيبوتي أحد المواقع المرجحة للقاعدة العسكرية البحرية التي تنوي إثيوبيا بناءها بتعاون فرنسي وإحياء سلاح البحرية الإثيوبية من خلالها، بحسب "تي آر تي".

كما تمد إثيوبيا جيبوتي بالمياه من خلال مشروع دُشن عام 2017، ويهدف إلى توصيل المياه العذبة من مدينة "هدجالا" الإثيوبية إلى إقليم "علي صبيح" الجيبوتي، من خلال ضخ ما يقدَّر بنحو 100 ألف متر مكعب من المياه يومياً، حسبما أشار مدير المشروع ديميلاش مولو.

وفي كلمته خلال حفل تدشين هذا المشروع، أكد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، أهمية هذه الخطوة الاستراتيجية التي تعكس حجم التعاون بين بلاده وإثيوبيا والصين، كذلك ما يحمله المشروع من فائدة عظمى؛ لتحقيق الأمن المائي لبلاده، حسبما نقلت صحيفة "القرن" الصادرة عن وزارة الإعلام في جيبوتي.

قرار الجامعة العربية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان