عسكرة الأزمة.. هل يصعّد ترامب "احتجاجات فلويد" لتحقيق مصالح سياسية؟
كتب - محمد صفوت:
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال الجيش لإنهاء الاحتجاجات المتصاعدة في الولايات المتحدة، ردًا على مقتل رجل أسود أثناء إعتقاله من قبل الشرطة.
نشرت شبكة "سي إن إن" مقالاً تحليليًا للباحث السياسي مارشال كوهين، يقول فيه إنه "مع استمرار الاحتجاجات والعنف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، انطلق الرئيس دونالد ترامب وفريقه في العمل، لكن ليس لعلاج الأمة أو الإعلان عن الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها، وبدلاً من ذلك، تحرك ترامب للاستفادة من العنف الدائر لتحقيق مكاسب سياسية".
وأضاف الكاتب أن أزمة مقتل جورج فلويد تستدعي معالجة من الرئيس، مضيفًا: "هذا يصعب على ترامب فعله، فهو يحمل تاريخه الخاص من العنصرية، ويطلق عشرات التعليقات والتصريحات المؤججة للعنصرية والمحرضة عليها على مدار عقود".
وفلويد أمريكي من أصل إفريقي، ركع شرطي أبيض بركبته على رقبته، لأكثر من ٩ دقائق، توسل خلالها فلويد لمساعدته، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ويرى كوهين، أن ترامب عسكر الأزمة وسلحها، بإلقاء اللوم على خصومه السياسيين وإثارة نظريات المؤامرة، لتعزيز فرص إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المقرر لها نوفمبر المقبل.
وهدد ترامب بنشر الجيش في البلاد، في الوقت الذي بدأت الشرطة بتفريق احتجاج سلمي قرب البيت الأبيض، بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، أمس الإثنين، ليلتقط الرئيس صورًا تذكارية أمام كنيسة سانت جونز.
واليوم، ضغط الرئيس الأمريكي، على حكام الولايات لنشر قوات الحرس الوطني في محاولة لتعزيز مكانته كزعيم يفرض القانون والنظام، وذلك بعد ليلة لجأ فيها ترامب للقوات الاتحادية في واشنطن لإظهار القوة ضد المتظاهرين.
وقال ترامب، إن عليهم "السيطرة" على المتظاهرين لقمع اندلاع أعمال العنف.
وعلى مدار أيام الأزمة، دأب ترامب على نشر خطاب استفزازي وحرض على عنف الدولة وحث الشرطة بالقتال وهدد بإطلاق كلاب شرسة على المتظاهرين، ودعا لزيادة الاعتقالات، واستعان بعبارة تاريخية استخدمها قائد شرطة في ستينيات القرن الماضي، وكان مشهورًا بتحريضه على حملات القمع العنيفة من الشرطة، حيث قال: "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار".
حمّل ترامب، الديمقراطيين وحركة أنتيفا اليسارية حتى منافسه جو بايدن لم يسلم من تصريحاته، واستدعى حكام الولايات ورؤساء البلديات الديمقراطيين الذين تشهد مدنهم الجزء الأكبر من تلك الاحتجاجات، وطالب الأمريكيين بألا يلقوا باللوم على الآخرين، وفجأة ادعى بلا سند أن أصحاب العرق الأبيض المتفوق "لا يتورطون" في العنف.
وفي مؤتمر صحفي مضلل خلال عطلة نهاية الأسبوع، قدم وزير العدل بيل بار، مساعدة لترامب، بادعاءه أن الاحتجاجات كانت منظمة ومخطط لها من متطرفين وفوضويين ويساريين متطرفين باستخدام تكتيكات شبيهة بما تستخدمها حركة "أنتيفا".
ويرى الكاتب أن هذا ربما يكون صحيحًا في بعض أجزائه لكنه بعيد كل البعد عن الصورة الكاملة.
وكانت "سي إن إن" نشرت في تقرير لها الأحد الماضي، أكدت فيه أن سلطات تطبيق القانون على علم بالمجموعات المنظمة للاحتجاجات بمختلف أطيافها السياسية والتي تستغل الأزمة، بينهم حركة "أنتيفا" ومجموعات يمينية تدعم الإيديولوجيات المناهضة للحكومة.
ونقل التقرير، اعترافًا للسناتور الجمهوري ماركو روبيو عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، الذي أقر أن مجموعات يمينية، تشجع على العنف خاصة حركة "بوجالو" وهي مجموعة يمينية متطرفة ناشئة تسعى إلى إشعال حرب أهلية في الولايات المتحدة.
يقول الكاتب، إن هذه الحقائق لا تلائم ترامب، وأثار خطابه دعاة نظرية المؤامرة والمجموعات التي تنتهجها على مدى سنوات، والتي يعود تاريخها إلى دعمه لحركة "الرصيف" العنصرية بشأن جنسية الرئيس باراك أوباما.
وآخرها إعادة نشره تغريدات مؤيدي "كيو أنون" وهى مجموعة نشأت في ٢٠١٧، من أتباع نظرية المؤامرة، ويعتقدون أن مؤامرة من الدولة العميقة ونخب ديمقراطية تحاك ضد ترامب.
ويقول الكاتب إن ترامب وجد لنفسه قضية وهدفًا مشتركًا مع هذه المجموعات، وبات يعتبرها جزءًا من قاعدته. ويتابع: "ربما لهذا السبب قفز إلى استنتاجات تتناسب مع روايته المعدة مسبقًا، ويحاول انتزاع أي مصالح سياسية من الأزمة، بغض النظر عن عدد الأمريكيين الذين يتعرضون للضرر".
فيديو قد يعجبك: