لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيروس كورونا: كيف تبدو الحياة مع الوباء بدون إنترنت؟

01:24 م الأحد 07 يونيو 2020

كورونا في كولومبيا

كتبت- هدى الشيمي:

عندما بدأ فيروس كورونا المستجد ينتشر في بلدة يورابيا بكولومبيا، لم تحصل أنجيلا مونتيل عن معلومات بشأن كوفيد-19 إلا من جيرانها، أخبروها أن هناك فيروس قاتل يُشبه "السعال الديكي" يجتاح البلاد، وبأنه وصل إلى مدينة مايكاو القريبة، لكنها تشككت من الأمر.

قالت مونتيل، 38 عامًا، لشبكة سي إن إن الإخبارية إنه لم تكن واثقة في صحة المعلومات التي حصلت عليها من جيرانها.

وفي الوقت الذي بقى فيه أغلب المواطنين حول العالم داخل منازلهم مُلتزمين بإجراءات الإغلاق وتدابير التباعد الاجتماعي لمنع تفشي الفيروس، واكتفوا بمتابعة تطوراته عبر الإنترنت، كان هناك مليارات الأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى الشبكات العنكبوتية، وكانت مونتيل واحدة منهم.

عندما فرضت الحكومة الكولومبية حظرًا على مستوى البلاد في أواخر أبريل الماضي، نُصحت مونتيل وزوجها بالبقاء في منزلهم مع ابنائهم الثلاثة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وغسل أيديهم وارتداء أقنعة الوجه لتجنب الفيروس الذي قتل أكثر من 365 ألف شخص حول العالم.

لكن بالنسبة لمونتيل، فإن قرار إبقاء المواطنين داخل المنازل كان بمثابة "حكم بالإعدام" ولكن من نوع خاص.

1

قبل الإغلاق، كانت مونتيل تشحن شريحة هاتف تعتمد عليها لاستخدام تطبيق واتساب، ولكنها لم تستطع إعادة شحنها مع فرض الإجراءات الاحترازية لمكافحة الوباء، ولم يكن بإمكانها العمل عن بعد خاصة وأنها تصنع حقائب يدوية تقليدية اعتادت بيعها في الشارع، لكنها لم تستطع مواصلة عملها كالمعتاد بالنظر إلى القيود المفروضة.

حتى الآن، تعتمد مونتيل وعائلتها على المبالغ النقدية التي يحصلون عليها من منظمة ميرسي كوربس غير الحكومية لشراء بعض احتياجاتهم، ولكن الأطفال يجدون صعوبة بالغة في مواصلة تعليمهم لعجزهم عن الوصول إلى المواد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، ولا يحصلون على آخر تطورات الفيروس المستجد إلا من خلال المكالمات الهاتفية من أصدقائهم وباقي أفراد عائلتهم، وباستثناء ذلك فهم لا يعرفون أي شيء عن الوباء، أو ما يحدث في العالم الخارجي.

تعيش عائلة مونتيل وغيرها من العائلات في الأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى خدمات الإنترنت في يأس شديد، فبدون جهاز تلفزيون وخدمة انترنت لا يوجد مصدر لمعرفة ماذا يحدث بعيدًا عنهم. قالت مونتيل، لسي إن إن،:"لا نعرف ما إذا كان الفيروس يستمر في الانتشار، أم أنه انتهى، ولا نعلم متى علينا الخروج من المنزل أو القيام بأي شيء".

نصف سكان العالم بدون إنترنت

وفقًا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة، فإن حوالي 46 % من سكان العالم، أي نصف التعداد السكاني العالمي، لا يزالون غير متصلين بالإنترنت، ما يعني أن الإغلاق والبقاء في المنزل يحرمهم من الوصول إلى معلومات عن الصحة العامة وفرص العمل والتعليم عن بعد وكافة الخدمات الأخرى التي تتعلق بالإنترنت، بما في ذلك دروس الدين وحفلات الزفاف والجنازات التي اصبح أغلبها يعتمد على الشبكات العنكبوتية.

قالت إليانور ساربونج، نائب مدير تحالف الإنترنت بأسعار معقولة، إنه وفقًا لبعض الإحصائيات فإن حوالي 3.5 مليار شخص غير متصلين بالإنترنت، ولكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك، لاسيما وأن الأشخاص الذين اعتادوا على الوصول إلى خدمات الإنترنت من أماكن عملهم لم يعد بإمكانهم القيام بذلك.

2

حسب ساربونج، فإن كوفيد-19 أظهر الانقسام الكبير بين المواطنين حول العالم، وكان صدمة بالنسبة لبعض الحكومات التي طالبت الموظفين بالعمل من داخل منازلهم، ولكن أغلبهم لم يستطيعوا فعل ذلك نظرًا إلى العجز عن الوصول إلى الانترنت، مؤكدة أنه لم يعد رفاهية، ولكنه من أهم الأدوات التي يمكن الاعتماد عليها لتنشيط الاقتصاد، وتواصل المسؤولين مع المواطنين.

مشكلة للدول الغنية أيضًا

سلط الوباء الضوء على هذه المشكلة في الدول الغنية كذلك، وفقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن أكثر من أربعة من بين كل 10 أسر منخفضة الدخل في الولايات المتحدة لا تستطيع الوصول إلى خدمات الإنترنت، ووجد البحث أن 1.9 مليون أسرة في المملكة المتحدة لا تستطيع الوصول إلى الإنترنت، فيما ينفق العديد مبالغ كبيرة للحصول على خدمات الإنترنت، والتي غالبًا ما تكون ضعيفة للغاية.

قالت هيلين ميلنر، الرئيس التنفيذي لجود ثينجس فاونديشين، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تعمل مع الحكومة لمساعدة الناس للحصول على خدمات الإنترنت، أن معاناة الناس من الإغلاق ليست متساوية تمامًا، مُشيرة إلى أن الإقصاء الرقمي بالنسبة لكثير من الناس ما هو إلا مجرد امتداد للاستبعاد الاجتماعي الذي يواجهونه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان