"الموت برصاص الشرطة أقرب".. نصائح للمتظاهرين في أمريكا للحد من انتشار وباء كورونا

كتب - محمد صفوت:

اندلعت الاحتجاجات إثر مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، في مدينة مينيابولس بالولايات المتحدة أثناء اعتقاله، وشهدت المظاهرات مشاركة الآلاف في أمريكا وعددًا من دول أوروبا، وسط جائحة كورونا المستجد (كوفيد-١٩) وتصاعدت تحذيرات خبراء الصحة من انتشار الوباء بشكل واسع بسبب الاحتجاجات.

وتحدثت صحيفة "جارديان" البريطانية، إلى ٣ من خبراء الصحة الذين شاركوا في الاحتجاجات الأمريكية، الذين أعربوا عن قلقهم من انتشار وباء كورونا خلال المظاهرات، مؤكدين في الوقت نفسه أن عنف الشرطة وباء آخر يجب وقفه.

ويقول الدكتور جورج بنيامين المدير التنفيذي لجمعية الصحة العامة الأمريكية، وهو أمريكي من أصل أفريقي، إن عنف الشرطة وصل لدرجة غيرت من حساب المخاطر، دفعت الناس للخروج لقول "لا" لسلوك الشرطة.

ويتابع بنيامين، أنه كمواطن أفريقي الأصل فإن احتمال وفاته بطلق ناري من الشرطة الأمريكية، أكبر من احتمال موته بفيروس كورونا.

وأضاف: "بعد انتهاء الاحتجاج ستحدث طفرة في عدد إصابات الفيروسات التاجية، لكن لا يزال وباء الشرطة لا يبدو له نهاية".

من جانبه يقول الدكتور كيمبرلي سو، عالم الأنثروبولوجيا، والمدير الطبي لتحالف الحد من الضرر في أمريكا، إن حسابات الناس لعوامل الخطر لحياتهم مختلفة عن بعضها البعض، ولا يوجد شكل واحد يناسب الجميع، ما يدعو إلى التحدث عما يمكن للأفراد فعله لتقليل الخطر على حياتهم.

ويتابع أنه يعرف العديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الأولية، والذي منعهم من المشاركة في الاحتجاجات، مضيفًا أنه يعتبر جسده هدية لمن لا يستطيع المشاركة في المظاهرات وعليه قرر المشاركة.

وتضيف عالمة الأوبئة ومختصة في الصحة العامة لورين باول، أنها شاركت في الاحتجاجات على طريقتها الخاصة، موضحة أنها وقفت على أحد الأرصفة خلال مرور مسيرة حاشدة منددة بسلوك الشرطة، وهتفت معهم ورفعت يدها ملوحة بقبضتها في رمز للقوة يستخدم خلال الاحتجاجات.

وتتابع أن مشاركتها في التظاهرات لا يعني أنها شخصًا لا يتبع الإجراءات الهادفة للحد من انتشار كورونا، واصفة من يزعمون أن المواطن الصالح يبقى في المنزل في تلك الظروف، بمن لديهم منظور تميزي عنصري.

وتوضح أن العنصرية هي من قتلت فلويد، ودفعت الشرطة لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، وربما تحمل زعيمًا وطنيًا إلى عسكرة البلاد.

نصائح للمتظاهرين في زمن كورونا

قدم الأطباء الثلاثة نصائح للمتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات في أمريكا وغيرها من الدول، للحد من انتشار وباء كورونا.

ويرى بنيامين، أن الأفضل خلال تلك الاحتجاجات المشاركة مع حشد صغير وارتداء الأقنعة الطبية واحضار معقم لليدين ومحاولة التباعد الجسدي بين المشاركين وتقليل وقت التظاهر، مشددا على ضرورة عدم خروج مرضى كورونا المستجد للتظاهر.

ويقول إن المشاركة في احتجاج "افتراضي" عبر الإنترنت أحد أشكال الاحتجاجات التي يمكن استخدامها والضغط بها، مؤكدا في الوقت نفسه أن الخروج في الشوارع يُعد رسالة أكبر لرفض ممارسات الشرطة.

فيما ترى باول، أن أغلب المتظاهرين يعرضون حياتهم للخطر بنزع أقنعتهم الطبية خلال الاحتجاج ونصحت بضرورة ارتداء القناع خلال التظاهر حتى لا يعرض الناس حياتهم للخطر.

وأوصى سو، بالتظاهر مرة أسبوعيًا في الشوارع والاستمرار في الضغط عبر الإنترنت، لافتًا إلى أن بعض مرضى كورونا لا تظهر عليهم أعراض العدوى وهو ما يمثل قلقا للمجتمع الطبي، في ظل الاحتجاجات.

من جانبه دعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، الأشخاص الذين يشاركون في المظاهرات واسعة النطاق للاحتجاج على العنصرية، إلى مراعاة الإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بفيروس كورونا، وذلك بعد ارتفاع معدلات الإصابة إلى نحو غير مسبوق حيث تم تسجيل 136 ألف إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأكد جيبريسيوس في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، أن منظمة الصحة العالمية تدعم المساواة والحركة العالمية ضد العنصرية، وأوضح قائلا: "بقدر المستطاع، حافظ على مسافة متر على الأقل من الآخرين ونظف يديك وغطي فمك أثناء السعال، وارتدي كمامة إذا كنت سوف تشارك في مظاهرة".

رذاذ الفلفل والغاز المسيل

انتقد سو، عدم ارتداء أغلب قوات شرطة نيويورك الذين شاركوا في الاحتجاجات للأقنعة الطبية أو المخصصة لهم.

من جانبها طالبت باول، المسؤولين بإعادة النظر في استخدام رذاذ الفلفل لفض الاحتجاجات، لافتة إلى أنه يسبب السعال ما يمكن أن يسرع من وتيرة انتشار الوباء حال وجود مرضى بين المتظاهرين، الأمر الذي يتكرر مع استخدام الغاز المسيل للدموع الذي يدفع المتظاهرين لنزع الأقنعة.

وانتقدت حملات الاعتقال التي تتم خلال التظاهرات ووضع المقبوض عليهم داخل سيارات صغيرة ما يهدد بنشر الوباء بشكل واسع.

واختتمت تصريحاتها بأن الوضع في السجون الأمريكية خطيرًا، وأن هناك انتشار واسع للوباء داخل السجون ولا يتحمل سجناء جدد من المتظاهرين