تقرير: خطة ترامب لسحب قواته من ألمانيا فاجأت كبار مسؤولي إدارته
برلين (دويتشه فيله)
كشفت تقرير إعلامي أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب جزء من قوات بلاده من ألمانيا، لم تكن مفاجئة لبرلين فحسب، وإنما فاجأت أيضاً كبار المسؤولين في إدارته، فيما شكك آخرون في تنفيذ الخطوة.
أفادت وكالة رويترز، وفق خمسة مصادر وصفتها بـ "العليمة" بأن قرارالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض قوات بلاده في ألمانيا فاجأ عدداً من كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارته. وذكرت الوكالة أن وزارة الدفاع لم تتلق حتى الآن أمراً رسمياً بتنفيذ هذا القرار.
ووفق مسؤول أمريكي لم تكشف رويترز عن هويته، فإن هذا القرار "نابع من جهد بذلته القيادة العسكرية الأمريكية على مدار أشهر"، نافياً أن يكون لذلك علاقة بين التوتر الذي تشهده العلاقات الألمانية الأمريكية، علماً أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رفضت حضور قمة مجموعة السبع التي كان يحضر لها ترامب الشهر الجاري.
غير أن الوكالة أيضاً استندت إلى مصادر أخرى مطلعة قالت إن عدداً من المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) فوجئوا بالقرار وقدموا تفسيرات تتراوح من شعور ترامب بالإهانة بسبب قمة مجموعة السبع إلى نفوذ ريتشارد جرينل السفير الأمريكي السابق لدى ألمانيا وهو من الموالين لترامب.
ولا يُعرف بعد مدى الدور الذي لعبه السفير الأمريكي السابق في هذا الملف. وكان جرينل قد استقال بداية الشهر الجاري من منصبه وفقاً لما قالته متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
وردّاً على طلب للتعليق قال جرينل إن "كل هذا ثرثرة" وامتنع عن التطرق إلى أسئلة بعينها عن القرار ودوره فيه. وقال إن قرار خفض القوات "جرى الإعداد له منذ العام الماضي"، مشدداً على شعور الولايات المتحدة بالاستياء من دور ألمانيا في عدم الوفاء بهدف حلف شمال الأطلسي إنفاق اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وهو العتاب الشديد الذي كان يهاجم به ترامب ألمانيا منذ توليه الرئاسة في البيت الأبيض.
يذكر أن صحيفة "وول ستريت جونرال" كشفت الجمعة الماضية عن قرار ترامب سحب 950 جندي من القواعد الأمريكية بألمانيا، أحد أقوى حلفاء واشنطن، بما يخفض عدد القوات فيها إلى 25 ألفاً من 34500 جندي.
برلين من جهتها أكدت أنها وإلى غاية اللحظة لم تتلق أيّ إخطار من الجانب الأمريكي حول سحب القوات.
وقد حذر العديد من السياسيين الألمان وعلى رأسهم بيتر باير، المنسق الألماني للعلاقات عبر الأطلسي، من هذه الخطوة التي من شأنها أن تهز "أركان العلاقة عبر الأطلسي" على مستوى أوروبا بأسرها وليس فقط ألمانيا.
إلى ذلك، اعتبر خبراء أمنيون خطة سحب القوات بأنها "هدية" لروسيا خاصة وأنها تأتي وسط توتر شديد بين واشنطن وموسكو حول الحد من الأسلحة ودعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران وقضايا أخرى.
غير أن مسؤولين حاليين وسابقين أشاروا إلى أن إدارة ترامب أعلنت في بعض الأحيان عن خطوات لم تتحقق مثل سحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا في 2018 أو خفض تمويل القوات الأمريكية في أفغانستان بمليار دولار على الفور في مارس/ آذار.
فيديو قد يعجبك: