إعلان

هيوستن تستعد لتشييع جورج فلويد وبايدن يعزي عائلته

02:58 م الثلاثاء 09 يونيو 2020

طوابير بالآلاف لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان جور

برلين (دويتشه فيله)
في ضوء الاستعدادات لتشييع جورج فلويد في مسقط رأسه بهيوستن، توجه الآلاف لإلقاء النظرة الأخيرة جثمانه، والمرشح الديمقراطي جو بايدن يزور العائلة ويقدم عزاءه، وسط تصاعد الضغوط المطالبة بإصلاحات في الشرطة الأمريكية.

تستعد مدينة هيوستن في تكساس الثلاثاء لتشييع جورج فلويد غداة مثول الشرطي المتهم بقتله لأول مرة أمام القضاء.

وكان قد تم الاثنين تكريم ذكرى الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاماً في هذه المدينة التي عاش فيها فترة طويلة وتسببت وفاته بإطلاق شرارة غضب وتظاهرات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ ستينات القرن الماضي والتحرك للحقوق المدنية.

وتجمع أكثر من ستة آلاف شخص أمام كنيسة "فاونتن اوف برايز" لوداعه قبل جنازته الثلاثاء التي ستشارك فيها عائلته فقط بحسب منظم. توجه آلاف الأشخاص إلى إلقاء نظرة الوداع على جثمان جورج فلويد في مسقط رأسه.

ومن المقرر أن تبدأ جنازته عند قرابة الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي. وبحسب محامي الأسرة بنيامين كرامب سيتولى القس والزعيم الأمريكي للحقوق المدنية آل شاربتون التأبين الجنائزي.

وكشف بث تليفزيوني حي مشاهد لصفوف متواصلة من المشيعين يقتربون من النعش الذهبي، الذي يحمل جسد فلويد في الكنيسة الواقعة بجنوب غربي المدينة.

وأقيمت لفلويد ليل الاثنين/ الثلاثاء مراسم عامة لإحياء ذكراه قبيل الجنازة الخاصة التي ستقام له غداً الثلاثاء.

وارتدى بعض المشيعين قمصاناً تحمل صورة لوجه فلويد وكلمات "لا أستطيع التنفس"، والتي كانت آخر كلماته حين كان شرطي مدينة مينيابولس الأبيض جاثماً بركبته على رقبته طيلة لنحو تسع دقائق وهو ما أدى إلى اختناقه، حسب تقريرين للطب الشرعي.

بايدن يزور عائلة فلويد

في غضون ذلك سافر المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى هيوستن لتقديم العزاء بنفسه لعائلة الفقيد. ونشر محامي العائلة بنيامين كرامب على موقع توتير أن بادين "قضى مع عائلة فلويد أكثر من ساعة زمن وقدم عزاءه. ومواساته للعائلة المنكوبة يعني لك الكثير".

ولأسباب أمنية لن يشارك جو بايدن في جنازة الثلاثاء، لكن تسجيلاً مصوراً له سيُبث في مراسيم الجنازة بالكنيسة، وفق تقارير إعلامية محلية.

وتأتي زيارة بايدن إلى عائلة جورج فلويد بعد أسبوعين من وفاته وهو رهن احتجاز الشرطة مما فجر احتجاجات بأنحاء البلاد للمطالبة بالعدالة ووقف التمييز ضد السود.

وغالباً ما يشيد مؤيدو بايدن، وهو نائب الرئيس السابق، بقدرته على تخفيف الحزن عمّن هم في حالة حداد، خاصة وأن القدر لم يستثني الرجل من ضرباته. فقد لقيت زوجة بايدن الأولى وابنته الرضيعة حتفهما في حادث سيارة، كما توفي ابنه بو (46 عاماً) الذي كان يعاني من سرطان في الدماغ.

انحاءة الديمقراطيين لضحايا التمييز العنصري

وجه بايدن في الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رده على الاحتجاجات، التي كانت سلمية إلى حد كبير، لكنها كانت تؤدي من حين لآخر إلى اشتباكات عنيفة وأضرار لحقت بالممتلكات. وتحدث بايدن عن "لحظات صادمة" تمر منها بلاده للنهوض من أجل التخلص من التمييز العنصري وعنف الشرطة.

في المقابل كان منافسه الرئيس دونالد ترامب يصر على الخيار الأمني والإجراءات الصارمة لإنهاء المظاهرات ما تخللها من اضطرابات.

وفي حركة تحمل رمزية كبيرة، ركع نواب ديموقراطيون في الكونغرس الاثنين على ركبة واحدة في تكريم صامت لذكرى جورج فلويد وضحايا العنصرية، قبل كشف النقاب عن حزمة إصلاحات شاملة لعمل الشرطة.

وانضمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى ما يقرب من عشرين نائباً في قاعة التحرير، التي سميت بهذا الاسم تكريماً للسود المشاركين في تشييد مبنى الكابيتول الأمريكي في القرن الثامن عشر.

وركع النواب لمدة ثماني دقائق و46 ثانية في إشارة إلى المدة التي وضع فيها ضابط الشرطة الأبيض ركبته على عنق فلويد، المواطن الأمريكي الأسود الأعزل البالغ 46 عاماً.

وقال النواب الديموقراطيون إن مشروع قانونهم يهدف إلى إحداث "تغيير هيكلي هادف يضمن حق كل أمريكي في الأمان والعدالة المتساوية". وذكر بيان أنّ التشريع يسعى إلى "إنهاء وحشية الشرطة ومساءلة الشرطة وتحسين الشفافية في عمل الشرطة".

ووضعت بيلوسي، كما النواب الآخرين، وشاحا مستوحى من الألوان المرتبطة بالتراث الأفريقي للأميركيين السود، وتحدثت بعد ذلك عن "استشهاد جورج فلويد" والحزن على الرجال والنساء السود الذين قتلوا على أيدي الشرطة. وأكّدت أنّ "حركة المعاناة القومية تتحول إلى حركة عمل وطني".

ومن شأن قانون العدالة والشرطة، الذي تم تقديمه في مجلسي الكونغرس، تسهيل محاكمة الضباط على الإساءات مع اعادة النظر في كيفية تجنيدهم وتدريبهم. لكنّ فرصة تمريره في مجلس الشيوخ، حيث الأغلبية للجمهوريين، غير مؤكدة إلى حد كبير.

"خفض موزانة الشرطة" في صلب الصراع الانتخابي

الملفت أن جو بايدن والرئيس ترامب عارضا مقترح تخفيض موازنة أجهزة الشرطة، رغم أن ترامب اتهم جو بايدن في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام أنه من هو الراعي لهذا المقترح.

بيد أنه بالأصل صادر عن وجوه من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، وكذلك عن بعض المتظاهرين. ولم يدمج الديموقراطيون هذا الاقتراح في مشروع الإصلاح العميق لقوات الأمن الذي أودعوه الكونغرس الاثنين.

وأوضح المتحدث باسم جو بايدن (77 عاماً) أندور بايتس إن نائب الرئيس السابق "لا يعتقد أنه يجب خفض موازنة الشرطة"، بل إن هناك "الحاجة العاجلة لإصلاح" الشرطة، وهو ما يتطلب تمويلاً إضافياً، خصوصاً لتعزيز التنوع العرقي لعناصرها، ودعمها بتجهيزات على غرار الكاميرات التي يضعها العناصر على بزاتهم، وفق بايتس.

ويشمل برنامج بايدن تخصيص 300 مليون دولار لتعزيز خدمات الشرطة، شرط أن يعكس المنخرطون الجدد "التنوع الموجود في الأحياء التي يخدمونها".

في المقابل، ردت إدارة حملة ترامب الرئاسية على تصريحات المتحدث معتبرة أن بيان بايتس "ضعيف". وقال مدير التواصل في الحملة: "لم نسمع بعد رأي بايدن شخصياً حول الحراك الراديكالي داخل الحزب الديموقراطي لخفض تمويل الشرطة"، معتبراً أن الاقتراح "يدعو إلى الفوضى".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان