في ظل تفاقم أزمة الوباء.. كيف أظهر كورونا الوجه الحقيقي لترامب؟
كتبت- هدى الشيمي:
من الطبيعي أن يحاول الرؤساء في أي مكان بالعالم منع بلادهم من الانجراف نحو كارثة، ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسب شبكة سي إن إن الإخبارية، ليس لديه ما يقوله أو يفعله ولا يملك أي إجابات بإمكانها التخفيف من حدة أزمة وباء كورونا التي تتفاقم بمرور الوقت.
تخطى عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 40 ألفاً في يوم واحد، للمرة الرابعة خلال الأيام الخمس الماضية، وأصبحت ولايات تكساس، فلوريدا، أريزونا، كاليفورنيا الولايات الأكثر تضررًا حاليًا.
قالت الشبكة الإخبارية إنه في اليوم الذي أعلن فيه الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، إنه لن يُفاجأ إذا وصل عدد الإصابات اليومية من الفيروس التاجي إلى 100 ألف حالة، رفض ترامب كسر صمته.
وفي اليوم التالي من إعراب البيت الأبيض عن مخاوفه من كسر عدد الإصابات الجديدة للأرقام القياسية، نسبت حملة ترامب الفضل في النجاح الهائل لقيادته التي وصفتها "سي إن إن" بالفاشلة لأزمة تفشي الوباء.
يعد ترامب الشخص الوحيد في السلطة في كلا الحزبين، بما في ذلك حلفائه الجمهوريين الرئيسيين، الذين يرفضون ارتداء أقنعة الوجه، والتي ثبت أنها تبطئ انتشار الفيروس التاجي، عوضًا عن ذلك اعتبره جزءا من مؤامرة ليبرالية تسعى إلى إيذائه سياسيًا.
يدعو السياسيون البارزون والفنانون والشخصيات العامة في الولايات المتحدة إلى الالتزام بارتداء أقنعة الوجه (الكمامات)، على رأسهم ميتش ماكونيل، السياسي الجمهوري وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الذي رفض التعامل مع الأقنعة باعتبارها وصمة عار، وشدد على أهمية ارتدائها عند الخروج من المنزل أو الاقتراب من أشخاص آخرين، لأن الأمر لا يتعلق بحماية النفس فقط، ولكن حماية الآخرين.
وفي تصرف ينم عن إحباط شديد، غرّد ترامب، الثلاثاء، عبر حسابه على تويتر: "المُحارب الوحيد!"، التغريدة التي فسرتها سي إن إن بأنها إعلان من الرئيس الأمريكي عن شعوره بالعزلة بعد موافقة حلفائه الرئيسيين على الأساليب العلمية التي أثبتت في أماكن أخرى فعاليتها وقدرتها على الحد من انتشار الفيروس التاجي على المدى القصير.
مع ذلك لا يضع الرئيس الأمريكي أي اعتبار للأزمة الوطنية المتفاقمة، قالت "سي إن إن" إن ترامب يخطط للاحتفال بيوم الرابع من يوليو في جبل راشمور، ولن يحترم قواعد التباعد الاجتماعي التي تُشدد حكومته على اتباعها.
تجنب الأزمة
تجنبت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كايلي ماكيناني التحدث عن أزمة الوباء خلال إيجاز صحفي عُقد في البيت الأبيض الأربعاء، أكدت فيه أن ترامب لم يفعل أي شيء بشأن مخطط الاستخبارات الروسية لمنح مكافأة لمن يقتل القوات الأمريكية في أفغانستان، ثم غادرت الغرفة قبل توجيه أي اسئلة لها علاقة بكوفيد-19.
انتقد المُرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية جو بايدن سياسة ترامب في التعامل مع الوباء لاسيما مؤخرًا، وحسب "سي إن إن" فإن تقدم بايدن في استطلاعات الرأي يرجع جزئيًا إلى طريقة ترامب في إدارة أزمة الفيروس التاجي.
سخر بايدن من تصريحات سابقة أدلى بها ترامب وصف فيها نفسه بـاعتباره "رئيسًا من زمن الحرب"، وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق: "ماذا حدث؟ يبدو أن رئيسنا القادة من زمن الحرب استسلم، ولوّح بالأعلام البيضاء وغادر ساحة المعركة".
الامتناع عن القيادة
في الوقت الذي تخطط فيه أغلب الدول الأوروبية لإعادة الفتح الحذر لبلادها بعدما استطاعت حكوماتها الحد من انتشار الفيروس نسبيًا، وحظرت دخول السياح الأمريكيين بسبب ارتفاع معدلات الإصابة في الولايات المتحدة، قالت "سي إن إن" إن الرئيس الأمريكي وجد على ما يبدو أن أفضل نهج يتبعه في هذه الحالة هو الامتناع عن القيادة.
تتطلب المرحلة الحالية في التعامل مع الفيروس وضع خطط ناجحة للاستجابة لانتشار الوباء بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية، من أجل توحيد البلاد وطرح أفكار مبتكرة، وشددت سي إن إن على حاجة الولايات المتحدة إلى رئيس يهتم بالتفاصيل، يطلق العنان للعلماء والباحثين ويتعاطف مع مواطنيه خلال هذه المرحلة المأسوية.
في المقابل، قالت "سي إن إن" إن استراتيجية ترامب للقيادة باءت بالفشل، وزادت الانقسام في الولايات المتحدة وعمقت الخلاف بين الحكام الجمهوريين الذين يتلهفون لإنهاء الإغلاق من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية والديمقراطيين القلقين من عودة الفيروس مرة أخرى.
كشف الوباء الوجه الحقيقي لترامب، حسب "سي إن إن"، التي أوضحت أن التكتيك الذي طالما اتبعه الرئيس الأمريكي في "شيطنة" معارضيه، وتزييف الحقائق وبناء واقع بديل يكون فيه كل شيء بخير لم ينجح هذه المرة.
ورغم ادعائه بأنه لديه كل الحلول، فشل الرئيس الأمريكي في العثور على حلول على مدار الأربع السنوات التي قضاها في البيت الأبيض.
أوضحت الشبكة الأمريكية أن العديد من مؤيدي ترامب منحوه أصواتهم الانتخابية في 2016 لأنهم شعروا بالخيانة والإحباط إزاء الوضع السياسي، ولا يزال العديد منهم يعتقدون أن ترامب عليه المشاركة في مكافحة الوباء، ولا يجب إلقاء اللوم على الرئيس بسبب استمرار توافد الشباب الأمريكي على الحانات والشواطئ أو الالتزام بقواعد وإجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي وارتداء أقنعة الوجه.
فيما لفتت إلى أن رفض ترامب لأن يكون نموذجًا يُحتذى به، والتعامل مع أزمة الوباء بجدية إلى جانب إعلاء مصلحته الشخصية على مصلحة بلده، تركت الكثير من الأمريكيين في حالة حيرة وارتباك.
فيديو قد يعجبك: