جوهر الخلاف وأفق الحل.. صحيفة إثيوبية تكشف سبب زيادة مياه سد النهضة
كتبت- رنا أسامة:
كشفت صحيفة "أديس فورتشن" الإثيوبية أن الخلاف الأساسي الذي انطوت عليه كافة جولات المفاوضات المُستمرة منذ 9 أعوام حول سد النهضة، يتمثل في رفض إثيوبيا الإقرار بحصة مصر من مياه النيل، حسبما نقلت عن خبير مائي طلب عدم كشف اسمه.
تتفاوض مصر وإثيوبيا والسودان، منذ بدء المحادثات عام 2011، على 6 نقاط رئيسية تتعلق بقضايا قانونية وتِقنية ونقاط تتعلق بتشغيل وملء خزان السد.
وقالت الصحيفة الإثيوبية واسعة الانتشار، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، إن الدول الثلاث تمكّنت من التوافق حول الكثير من النقاط الخلافية، لكن ثمة أسئلة حاسمة حول كيفية وتوقيت ملء السد وكمية الأمطار التي ينبغي أن يُطلقها، عالقة دون إجابة.
وبيّنت "أديس فورتشن" أن بوابة خزان السد ليست مغلقة، ويتدفق ثلث الماء تحت مجراه فيما يدخل الباقي في الخزان. وبحسب خبراء، فإن السد يحجز الآن 1770 مترًا مكعبًا من الماء في الثانية الواحدة، مع توقعات بوصول الكمية إلى 3 آلاف متر مكعب في الثانية عندما يزداد هطول الأمطار.
وقال الخبير المائي- الذي لم تُسمه الصحيفة- إن "إثيوبيا ستملأ السد بالماء، وستتركز المرحلة الثانية من المباحثات حول إطلاق المياه من خزان السد". وأضاف: "سيساعد هذا الأمر إثيوبيا في تحويل شروط التفاوض إلى عمليات سنوية لإثبات أن تعبئته لا تضر مصر".
كما توقعت الصحيفة أن ينجح سيريل رامافوسا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا، هذا الأسبوع، في حل نقاط الخلاف الأساسية التي أخفقت كلٍ من مصر وإثيوبيا في التوافق بشأنها حول السد، وذلك بعد أن باءت جولة المفاوضات الأخيرة التي استمرت 11 يومًا بالفشل وانتهت "بشكل غير حاسِم"، حسبما أعلنت الدول الثلاث.
كانت المفاوضات الثلاثية حول السد استؤنفت قبل أسبوعين برعاية الاتحاد الأفريقي مفاوضًا رئيسيًا في المباحثات. وقالت الصحيفة إن رامافوس، الذي أُلقي القبض عليه مرتين على خلفية قضايا سياسية عندما كان طالبًا ولديه خلفية أكاديمية واسعة قبل أن يدخل المُعترك السياسي في جنوب أفريقيا، قد يخلُص إلى "قرار وِدّي" يضع حدًا للأزمة المُستمرة منذ 9 أعوام.
وفور انتهاء المباحثات، أمس الاثنين، أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن مصر تسير وفقًا للتعهد الصادر في مكتب الاتحاد الأفريقي بعدم اتخاذ إجراءات أحادية، متوقعة من كافة الأطراف احترام هذه التعهدات.
وأضاف: "ستكون هناك فرصة للرؤساء أن يتداولوا في الأمر خلال الاجتماع القادم ويقرروا ما يراه كل منهم مناسبًا في إطار الخطوة القادمة"، مُشيرًا إلى أن "الجانب السوداني طرف أصيل في المفاوضات وله مصالح خاصة به ومصالح مشتركة معنا".
بالتزامن، أظهرت صور بالأقمار الصناعية نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، زيادة منسوب المياه في خزان السد، فيما رجّح المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، ويليام دافيسون، للوكالة الأمريكية أن يكون الخزان المتضخم "تراكمًا طبيعيًا للمياه خلف السد" خلال موسم الأمطار، وليس إجراءً من جانب الحكومة الإثيوبية.
ولم يُعلّق المسؤولون الإثيوبيون بعد على تلك الصور. لكن الانتكاسة الأخيرة في المحادثات بين الدول الثلاث، كما رأت "الأسوشيتد برس"، تُقلّص الآمال في التوصل إلى اتفاق قبل أن تبدأ أديس أبابا في ملء الخزان.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية إثيوبية بأنه تم البدء الفعلي لملء خزان السد في 8 يوليو. لكن وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو، نفى أمس الاثنين تلك التقارير، وصرّح بأن حكومته لم تصرّح بهذا الأمر، متعهدًا بمساءلة أي وسيلة إعلام محلية نشرت هذا الخبر.
ومن المُقرر أن ترفع كلٍ من مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم الثلاثاء، تقريرها النهائي عن مسار المفاوضات إلى جنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، تمهيدًا لعقد القمة الأفريقية المُصغّرة، حسبما اتُفق عليه في خِتام المباحثات أمس.
فيديو قد يعجبك: