لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تصعيد إعلامي وتحركات عسكرية.. هل تشعل سرت حربًا إقليمية؟

02:47 ص الأربعاء 15 يوليه 2020

الجيش الليبي

كتب - محمد صفوت:

عادت مدينة سرت الليبية، التي تمثل المدخل الرئيسي لآبار النفط شرق البلاد، ومسقط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، إلى الواجهة لتشكل مجددًا محور النزاع الليبي، وخطًا أحمر يمكن لتخطيه إشعال حرب إقليمية.

وصعّد الجيش الليبي، من تصريحاته أمس الثلاثاء، بعد رصد آلاف المرتزقة والإرهابيين وهم يحتشدون بمحيط سرت، متوقعًا انطلاق معركة كبرى بمحيط المدينة، التي تسهل لمن يسيطر عليها التحكم في النفط الليبي.

وأعلن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، عن رصد تحركات عسكرية لميليشيات الوفاق وتركيا، في محيط سرت والجفرة.

وقال المسماري، مساء الثلاثاء في كلمة متلفزة، إن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة.

وأكد أن الجيش الليبي يتوقع المعركة في أي وقت ويستعد لها، موضحًا أن الجيش يربط التصعيد في التصريحات الإعلامية القطرية والتركية، بالحشد الذي تقوم به العناصر الإرهابية والتركية في محيط سرت.

وأكد الجيش الليبي أن مصر شريك أساسي في الأمن ويحق لها التدخل عسكريًا كونها الشريك الحقيقي للأمن الليبي، وأنه مستعد لأي هجوم في أي وقت قد يشنه الإرهاب والمرتزقة بعد حشدهم لعناصرهم بمحيط سرت.

ونفذ الجيش الليبي ما وصفه "بانسحاب تكتيكي" عقب هجوم ميليشيات الوفاق على قاعدة الوطية العسكرية، بعدما ألقت تركيا خلال الأشهر الأخيرة بثقلها العسكري خلف ميليشيات الوفاق، وتراجع الجيش "اختياريًا" نحو الغرب الليبي حيث تقع سرت، وأصبحت المدينة مجددًا محورًا للنزاع في ليبيا.

ومساء الإثنين الماضي، أكد مجلس النواب الليبي أنه يرحب بما جاء في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اجتماعه مع ممثلين عن القبائل الليبية، داعيًا إلى تضافر الجهود بين البلدين لحماية الأمن القومي الليبي والمصري.

ودعا الجيش الوطني الليبي في بيانه، القوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت هناك خطرًا وشيكًا يطال أمن البلدين، مشددًا على رفض التدخل التركي في بلاده، مؤكدًا أن ذلك ينتهك سيادة ليبيا.

وأكد اللواء المسماري أن تدخل تركيا في ليبيا يهدف لتحقيق عدة أغراض، وعلى رأسها تثبيت جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية في الأراضي الليبية إلى جانب ابتزاز الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة غير الشرعية بعد أن رفض انضمام تركيا إليه بالإضافة إلى أن تركيا تهدف أيضًا للسيطرة على النفط والغاز الليبي لإنقاذ اقتصادها المنهار.

وحذر الرئيس السيسي، في ٢٠ يونيو الماضي، من أي تقدم نحو سرت أو الجفرة، واعتبرهم خطًا أحمرًا، سيدفع البلاد إلى التدخل المباشر في ليبيا، لضمان أمنها القومي واستقرارها.

والسبت، نفّذ الجيش المصري مناورة عسكرية باسم "حسم 2020"، ضمّت تشكيلات من القوات البحرية والجوية والخاصة، في المناطق الحدودية الغربية بين مصر وليبيا.

وقال الجيش المصري في بيان نشره المتحدث باسمه العميد تامر الرفاعي على صفحته على موقع "فيسبوك": "تأتي هذه المناورة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي نظرًا لما تمر به المنطقة من متغيرات حادة وسريعة".

والثلاثاء، حذّرت الإمارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش من "طبول الحرب التي تقرع" من قبل حكومة والوفاق حول سرت، معتبرا انها "تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة".

ودعا قرقاش في تغريدة عبر "تويتر" إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته.

من جانبه، أكد المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب الليبي فتحي المريمي، أن الغزو التركي لليبيا جاء بمساعدة الميليشيات الإرهابية، لافتًا إلى أن العمليات متوقفة بالقرب من سرت بعد أن أنذر الرئيس السيسي، الحكومة التركية وقادة الإرهاب والإرهابيين من تجاوز سرت والجفرة، وفي حال تم ذلك ستتدخل القوات المصرية بالاتفاق والتنسيق مع الجهات الشرعية في ليبيا وأولها مجلس النواب الليبي.

وكان وزير الخارجية سامح شكري، نفى ما ذكره نظيره التركي تشاويش أوغلو، حول وجود اتصالات بين القاهرة وأنقرة خلال الفترة الماضية، مُحذرًا من تصريحاته حول وجود تحضيرات لإطلاق عملية عسكرية في مدينة سرت الليبية، وذلك مساء الاثنين، في مداخلة هاتفية عبر فضائية "صدى البلد".

واعتبر شكري، تصريحات نظيره التركي، حول وجود تحضيرات لعملية عسكرية في سرت "تطور بالغ الخطورة"، وقال: "إن ذلك أمر خطير وخرق لقرار مجلس الأمن وقواعد الشرعية والدولية، وتطور بالغ الخطورة على الأوضاع في ليبيا".

فيما نقل موقع "العربية.نت" السعودي، عن مصادر لم يكشف عن هويتها قولهم، إن مهندسين عسكريين أتراك موجودون حاليًا في محيط سرت، ما يُعد تأكيدًا لما ذكره الجيش الليبي عن حشود عسكرية في محيط المدينة.

وقالت المصادر، إن مسيرات تركية، رصدها الجيش الليبي، صورت عددًا من المناطق القريبة من سرت.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان