أبو الغيط: المشهد على الساحة اليمنية لا زال مُقلقاً للغاية
القاهرة- (أ ش أ):
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن المشهد على الساحة اليمنية لا زال مُقلقاً للغاية، بالإضافة إلى الصراع المشتعل بين الحوثيين والحكومة الشرعية ، وهناك صراعٌ آخر محتدم مع المجلس الانتقالي الذي يتحرك نحو الحكم الذاتي في المحافظات الجنوبية، وما يُزعجني في حقيقة الأمر هو أن هذه الصراعات السياسية تدور في بلدٍ يواجه أخطر أزمة إنسانية في عصرنا الراهن، منبها إلى أن اليمن يُعاني من عدة أوبئة في الوقت نفسه، من كوفيد-19، والكوليرا والملاريا، وأن 80% من أهل اليمن يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة، محذرا من أن الوضع خطير جداً، ويُمكن أن ينحدر لما هو أسوأ.
وأضاف " هناك محاولات تُبذل من جانب الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي بين الحوثيين والحكومة اليمنية، ونحن نؤيد هذه المساعي، ولكن للأسف نرصد أن قرار الحوثيين ما زال مُرتهناً لإيران، ولا يبدو أنهم يستطيعون التخلص من سيطرة هذه الدولة على القرار في صنعاء".
وحول موقف الجامعة العربية من الدعم الإيراني لميلشيا الحوثي والذي ما زال مستمرا ، أشار "أبو الغيط" إلى أن هناك قرارات عربية صادرة عن القمة العربية تُدين وترفض كافة التدخلات الإيرانية، ليس في اليمن وحده، ولكن أيضاً في سوريا والعراق ولبنان، وهناك لجنة وزارية رباعية معنية بهذا الموضوع على وجه الخصوص، تعمل في إطار الجامعة العربية منذ 2016.
ولفت إلى أنه في اليمن فمن الواضح للجميع أن الدعم الإيراني للحوثيين هو السبب الأساسي في تصلب مواقف هذه الميلشيا، واستمرارها في القتال، وهو أمرٌ يدفع ثمنه الشعب اليمني كله.
وردا على سؤال حول لماذا لم يتم تنفيذ اتفاق الرياض حتى الآن ؟ وما العقبات التي تحول دون تنفيذه على الأرض؟، قال أبو الغيط "من الواضح أن هناك جهداً سعودياً مُكثفاً يُبذل في هذا الإطار، ومن المهم بطبيعة الحال إغلاق هذه الجبهة الجديدة، للتركيز على معالجة الصراع الأصلي مع ميلشيا الحوثي"، مؤكدا أن الجامعة العربية تؤيد كل جهدٍ يُبذل من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وتكامل ترابه الوطني، وهناك ثقةٌ من الطرفين في الوساطة السعودية، ونتمنى أن يجري تطبيق اتفاق الرياض بشكل كامل في أقرب وقت.
وحول شكل التنسيق بين الجامعة العربية والأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن للخروج من المأزق الراهن، قال "أبو الغيط " إن هناك تنسيقا مستمرا ودائما بيننا، وأثق في خبرة "مارتن جريفيث" المبعوث الأممي، وفي صدق نواياه تجاه اليمن، ونحن نتبادل الرأي باستمرار حول تطورات الموقف وبدائل الحركة المتاحة، وإمكانيات التنسيق بين الجامعة والأمم المتحدة في هذا الملف العربي المهم.
وردا على سؤال حول ما يشهده العراق من تدخل خارجي من قبل النظامين التركي والإيراني ودور الجامعة العربية لوقف وردع مثل تلك التدخلات في دولة ذات سيادة، قال "أبو الغيط " لقد رأينا ما فعلته التدخلات الخارجية، سواء من إيران أو تركيا، في العراق، والآن هناك حكومة جديدة تُحاول الحافظ على الاستقرار في البلد والدفاع عن سيادته في ظروف صعبة، وكل ما نأمله هو أن تنال الحكومة فرصة للعمل من أجل الشعب العراقي"، معربا عن أسفه في أن التدخلات من الدول الإقليمية تُعمق أزمة هذا البلد، وتُرسخ الصراعات القائمة في داخله.
وردا على سؤال حول متى تعود سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية؟ ، قال "أبو الغيط " إن الأمر مرهون، بإرادة الدول الأعضاء في الجامعة ، وحتى الآن لا أرى أن هناك تبلوراً للموقف العربي في هذا الاتجاه"، مؤكدا أن سوريا دولة عربية، ومكانها في نهاية المطاف وسط اخواتها في الجامعة.
وأوضح أن مسألة التوقيت والقرار العربي الجماعي في شأن استعادة سوريا لمقعدها تخضع لمتغيرات واعتبارات كثيرة، لأن الأزمة السورية فيها خيوط متشابكة ومعقدة، وحلحلة الموقف واستعادة "الوضع الطبيعي" لسوريا سيستغرق وقتاً، وسيحتاج إلى جهدٍ تبذله سوريا أيضاً من جانبها.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: