إعلان

بلومبرج: مصر تتعامل "بهدوء" مع سد النهضة

01:10 م السبت 18 يوليو 2020

سد النهضة

كتبت- رنا أسامة:

ألقت وكالة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على النهج الدبلوماسي المصري في التعامل مع أزمة سد النهضة، الذي يُثير خلافًا بين مصر وإثيوبيا والسودان منذ 9 أعوام، فيما لا تزال المفاوضات مُستمرة للتوصل إلى اتفاق مُلزم وعادل ومُرضٍ للأطراف كافة.

وقالت الوكالة في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، إن مصر تتحلّى بالهدوء وتؤكد في أكثر من مناسبة أن الدبلوماسية هي استراتيجيتها المُثلى في نزاعها مع إثيوبيا حول السد الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق بتكلفة تُقدّر بـ5 مليارات دولار، فيما تخشى مصر أن يؤثر على حصتها من مياه النهر.

وبخلاف مُطالبتها أديس أبابا بتقديم "إيضاح عاجل" بشأن حقيقة بدء ملء خزان السد هذا الأسبوع، حرصت القاهرة على التعليق على الأمر في أضيق الحدود. الأمر الذي عدّته الوكالة الأمريكية "نهجًا حكيمًا" من شأنه أن يُساعد في تخفيف التوترات بين اثنين من أبرز الحلفاء الأفارقة الولايات المتحدة حول أطول نهر في القارة، فيما يستعدان لاجتماع مُثير للجدل يوم الثلاثاء.

يأتي ذلك بعد تعثّر جولة المفاوضات الأخيرة التي استمرت لـ11 يومًا برعاية الاتحاد الأفريقي، وبحضور وزراء المياه والري بالدولة الثلاث والمُراقبين، واختُتِمت الأحد الماضي "بدون اتفاق" مُجددًا.

وقال روبرت بيسيلينج، المدير التنفيذي لشركة استشارات المخاطر السياسية المتخصصة حصريًا في شمال أفريقيا، لبلومبرج: "لا توجد حالة مُلِحة حاليًا لمصر لترد بطريقة أكثر عدوانية"، مُضيفًا: "سيُملأ السد بشكل كامل خلال 5 سنوات على الأقل، وربما تطول الفترة. لن تشعر مصر بالخطورة إلا في غضون عامين تقريبًا عندما تتعطّل تدفقات المياه".

وحذّرت مصر والسودان من أي إجراء أحادي يتعلق بملء خزان السد البالغ سعته 74 مليار متر مُكعب. فيما لا تزال النقاط الخلافية عالقة حول بعض النقاط، لعل أبرزها آلية ملء وتشغيل السد وما سيحدث خلال فترات الجفاف. ويُتوقع أن يعقد الاتحاد الأفريقي، الذي يشرف على المفاوضات الأخيرة، اجتماعًا الأسبوع المقبل.

وفي حين أثارت أزمة السد في الماضي شبح الصراع المُسلح، يقول مُحللون، بحسب بلومبرج، إن هذا الخيار غير مُرجّح الآن، لا سيّما بالنظر إلى الإدانة الدولية الحتمية.

ونقلت "بلومبرج" عن ريكاردو فابياني، مدير المشروعات بشمال أفريقيا لدى "مجموعة الأزمات الدولية"، أن الأمر الأكثر احتمالا هو "تدشين حملة دبلوماسية لممارسة أقصى ضغط على إثيوبيا، ربما من خلال مواصلة مناشداتها لمجلس الأمن الدولي والسعي إلى قرار أو طلب تدخل من القوى العالمية مع التأثير على أديس أبابا".

وقال كريسبين هاوز، مؤسس شركة "إدريسي أدفايزرز"، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، إن الحكومة الإثيوبية تريد "إعادة المحادثات إلى الوراء" وسط شعور بأن مصر كانت تعتمد على الولايات المتحدة للحصول على ما تريد.

بدوره، أعرب حسين هريدي، نائب وزير الخارجية السابق، عن أمله في أن يتمكن الاتحاد الأفريقي الذي تقوده جنوب أفريقيا حاليًا، من إحراز تقدم في مجالات الخلاف المتبقية.

وقال: "لا أعتقد أن مصر تدرس أي خيارات عسكرية على الإطلاق. هناك حقيقة نحتاج إلى التركيز عليها - المفاوضات هي الخيار الوحيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان