ترامب يؤيد وضع الكمامة.. وخطة إنعاش أوروبية تاريخية ضد "كوفيد-19"
واشنطن/بروكسل- (أ ف ب):
أيّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع الكمامة للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ، فيما توصل القادة الأوروبيون الثلاثاء لاتفاق حول خطة ضخمة لإنعاش اقتصادات دولهم التي تعاني بشدة من تداعيات الجائحة.
وأصاب الفيروس أكثر من 14,6 مليون شخص وأودى بأكثر من 600 ألف منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين، فيما ترد تحذيرات من تسارع تفشيه في إفريقيا.
ورغم الأمال المعلّقة على لقاحين قيد التطوير ضد كوفيد-19، فإن الخيارات المتاحة لمكافحة انتشاره تبقى محدودة، وفي طليعتها وضع الكمامات الواقية، الأمر الذي امتنع ترامب وحلفاؤه السياسيون لأشهر عن تشجيع الناس على القيام به.
لكن الرئيس الأمريكي بدّل موقفه الإثنين ونشر على تويتر صورة له واضعا كمامة وأرفقها برسالة تقول "نحن متّحدون في جهودنا للتغلب على الفيروس الصيني الخفي، وكثر يقولون إن وضع كمامة هو عمل وطني حين تستحيل ممارسة التباعد الاجتماعي".
وتابع "لا أحد أكثر وطنية مني، رئيسكم المفضّل!".
وتجهد السلطات الأمريكية للتصدي للأزمة فيما يقترب عدد الإصابات بالفيروس من أربعة ملايين مع أكثر من 140 ألف وفاة، ويتعرض ترامب لانتقادات على خلفية إدارته لتفشي الوباء.
ويسعى الرئيس للرد على للغضب الشعبي قبل نحو 100 يوم فقط على الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، وسط تصاعد الكلفة البشرية والخسائر الفادحة على الاقتصاد الأمريكي.
وبات عشرات ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل، فيما تنتهي الإعانات الإضافية المقدمة لتجنيب البعض الفقر، نهاية يوليو.
وقالت ديانا يتبارك (44 عاما) العاطلة عن العمل منذ نيسان/أبريل "ما زلت أجد صعوبة في تسديد فواتيري وما زلت أبحث عن عمل".
وأضافت "في الوقت الحاضر، من الصعب العثور على وظيفة، فكل شيء مغلق".
اتفاق "تاريخي" للاتحاد الأوروبي
وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، اتفق القادة الأوروبيون على حزمة بقيمة 750 مليار يورو (858 مليار دولار) لمساعدة اقتصاد التكتل على الخروج من أسوأ ركود في تاريخه.
وتتوزع هذه الحزمة بين 390 مليار دولار من المساعدات و360 مليار يورو من القروض.
وتمنح المساعدات للدول الأكثر تضررا جراء وباء كوفيد-19، وهي تمثل دينا مشتركا يتعين على الدول الـ27 سداده بصورة جماعية. أما القروض، فيتعين على الدول المستفيدة منها سدادها.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة "اتفقنا!". وكانت مهمته إدارة المفاوضات التي شهدت ممانعة شديدة من بعض الدول لتقديم أموال لدول تعتبرها متساهلة جدا على صعيد الإنفاق العام.
ومع تضرر الدول الأكثر ثراء بالجائحة، حذر الخبراء من أن التداعيات ستكون على أشدها في مناطق أكثر فقرا مثل إفريقيا.
وتبرز مخاوف جديدة إزاء دول القارة، وخصوصا جنوب إفريقيا حيث تجاوزت حصيلة الوفيات عتبة الخمسة آلاف في نهاية الأسبوع.
ويمكن أن يكون الوضع في جنوب إفريقيا بمثابة "تحذير" لباقي دول القارة، وفق ما أعلن مدير الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين.
وأضاف "أنا قلق جداً إذ بدأنا نرى تسارعاً لوتيرة المرض في إفريقيا".
كذلك تعاني دول أميركا اللاتينية من تداعيات الجائحة، فيما تجاوزت حصيلة الوفيات في البرازيل، ثاني الدول الأكثر تضررا في العالم بالوباء، عتبة 80 ألف وفاة الإثنين.
آمال بالتوصل للقاح
وظهر تفاؤل الإثنين إزاء احتمال التوصل للقاح، بعد نشر نتائج دراستين.
وأظهرت تجارب أجريت على أكثر من ألف بالغ في بريطانيا استجابة مناعية للقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وأظهرت دراسة أخرى في الصين على أكثر من 500 شخص أن معظم المرضى أظهروا استجابة مناعية قوية على صعيد إنتاج الأجسام المضادة.
والتوصل إلى لقاح فعال أساسي للعودة إلى الحياة الطبيعية، ولا سيما السفر وتنظيم تجمعات دينية كبيرة مثل الحج.
وقلصت المملكة العربية السعودية حجم المشاركة في مناسك الحج بسبب المخاوف من الفيروس وأعلنت أنه سيتم السماح لنحو ألف شخص فقط بأداء الحج هذا العام، بالمقارنة مع 2,5 مليون شخص أدوا المناسك في 2019.
وإلى أن يتم تطوير لقاح، يسعى كثيرون لتجنب مخاطر كوفيد-19 وتأمين لقمة العيش.
وقال دانيال بايلو البائع في متجر للوازم الصيد في بوينس أيرس "علينا أن نتعلم التعايش مع الفيروس".
وأضاف "إن لم نفعل ذلك، ستكون الأضرار الاقتصادية أسوأ من الضرر الناجم عن الفيروس".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: