لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خبير ألماني: أردوغان يريد عودة أمبراطورية عثمانية تملأ فراغ انسحاب أميركا

02:13 ص السبت 25 يوليه 2020

برلين (دويتشه فيله)

يمضي أردوغان بإصرار نحو تنفيذ خطته للبحث عن الغاز في بحر إيجه، ولو باستخدام السلاح. فهل باتت الحرب وشيكة بين تركيا واليونان؟ وما دور ألمانيا في هذا النزاع؟ الخبيرفي الشؤون التركية، غونتر زويفرت يعطي صورة للوضع الحالي.

في الأيام القليلة الماضية، دخل الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط منعطفاً خطيراً. وذلك بعد إعلان تركيا عن بدء سفينة المسح "أوروك رايس" عملية التنقيب عن الغاز الطبيعي بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية. من جانبها أوضحت الحكومة اليونانية أنها لن تسمح بهذه العملية في مياهها الإقليمية. فهل بات نشوب حرب بين تركيا واليونان، أمراً لا مفر منه، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا في إيجاد حل لهذا النزاع؟ الخبير الألماني في الشؤون التركية، غونتر زويفرت يجيب في هذه المقابلة مع DW.

DW: خطة أردوغان للتنقيب عن الغاز داخل منطقة المياه الإقليمية لليونان أدت إلى تصعيد للوضع في جنوب بحر إيجه. وحسب ما أفاد تقرير، تم تفادي نشوب نزاع مسلح بين تركيا واليونان، بعد وساطة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مساء الثلاثاء الماضي. لكن القوات المسلحة في البلدين لا تزال في حالة تأهب قصوى. فهل يمكن أن يدخل الرئيس التركي في حرب مع اليونان؟

غونتر زويفرت: يمكن أن نستنتج أن أردوغان سيواصل سياسته في الضغط هذه وذلك بالإنطلاق من نفس السياسة التي اتبعها مع قبرص والمنطقة الاقتصادية الخالصة لها، فمن المحتمل أن ينفذ عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان في المستقبل القريب أيضاً. أما السؤال عن قرب نشوب حرب بين تركيا واليونان فذلك يعتمد بشكل أساسي على تعامل اليونان مع الوضع، وما إن كانت ستدخل في مفاوضات مع تركيا أم لا. كما يعتمد على موقف الاتحاد الأوروبي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. والأهم أن اليونان وتركيا عضوان في الناتو ولهذا على دول الناتو الكبرى أن تعمل دور الوسيط بينهما.

ولكن حتى الآن، بقيت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) خارج النزاع إلى حد كبير، في حين يكتفي الاتحاد الأوروبي بإدلاء تصريحات؟

الاتحاد الأوروبي هدد بفرض مزيد من العقوبات، لكن لم يحدث شيء حتى الآن. جوزيب بوريل، مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، حث الجانبين على التفاوض. هناك أيضا الكثير للتفاوض. في الوقت الحالي، تتخذ كل من تركيا واليونان مواقف متطرفة. ووفقا للاتفاقية الدولية لقانون البحار، تقدم أثينا أيضا شكاوى بشأن الجرف القاري للجزر اليونانية الصغيرة على سبيل المثال جزيرة كاستيلوريزو التي تقع مباشرة قبالة الساحل التركي. من منظور اليونان، فأنه على الرغم من أن تركيا لديها أطول خط ساحلي، إلا أنها يمكن أن تطالب فقط بالمنطقة الاقتصادية الخالصة الصغيرة. من ناحية أخرى، تتخذ أنقرة موقفاً مغايراً والمتمثل في أن الجزر عموماً لا تمتلك جرفا قارياً، وبالتالي لا يمكنها المطالبة بمنطقة اقتصادية خالصة. ولهذا فإن الطريقة الوحيدة المتبقية للخروج من هذا الطريق المسدود هي من خلال المفاوضات.

الولايات المتحدة الأمريكية تجد نفسها في موقف صعب. من ناحية، لديها الكثير من الصراعات مع تركيا وأهمها صفقة شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس 400. من ناحية أخرى، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من تركيا قمع نفوذ روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وكذلك في ليبيا. ولهذا، لم تقرر واشنطن بعد ما إن كان عليها أولاً الوقوف ضد روسيا أو تأديب تركيا. أردوغان يستغل هذه السياسة الأمريكية المتأرجحة، كما يفعل كذلك مع الموقف المتردد للاتحاد الأوروبي.

تتولى ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي هذا العام. وفي مستهل ذلك أشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى العمل مع الاتحاد الأوروبي على تطوير استراتيجية منسجمة حول مستقبل العلاقات مع تركيا. فهل هذا ممكن بعد الأحداث الأخيرة؟

ليس من قبيل الصدفة. سياسة أردوغان تهدف إلى بسط نفوذ تركيا وبناء تركيا أكبر. ليس تركيا الرامية إلى التوسع نحو الغرب في عهد كمال أتاتورك، ولكن تركيا التي تعود إلى تاريخ الإمبراطورية العثمانية وحجمها الإمبراطوري والتي تريد أن تظهر للعالم: نحن القوة الجديدة في المنطقة، نملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب أمريكا وضعف الاتحاد الأوروبي، ونمثل مصالح المسلمين السنة في الشرق الأوسط.

سيصبح ذلك أكثر صعوبة. لدى الاتحاد الأوروبي قاعدة جيدة للسياسة مع تركيا، من خلال عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي.كان يمكن توحيد سياسة دول الاتحاد الأوروبي تجاهها، وبسبب التركيز الكبير على تحقيق تحقيق معيار تنفيذ الإصلاحات الديمقراطية في تركيا. فشلت العملية بسبب سياسات تركيا وموقف الاتحاد الأوروبي. والآن ظهرت العديد من القضايا الفردية في المقدمة منها قضية اللاجئين، سياسة الطاقة، ودور تركيا في سوريا وليبيا. تتخذ كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي مواقف مختلفة بشأن كل هذه القضايا وفق مصالحها الداخلية. إهمال عملية انضمام تركيا للاتحاد التركي، جعل هذه المصالح الخاصة لأعضاء الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا تطفو على السطح. وهو ما جعل السياسة المشتركة مع تركيا أكثر صعوبة. ستكون الاستراتيجية المشتركة أكثر أهمية من أي وقت مضى لأن تركيا أصبحت عدوانية بشكل متزايد من خلال استخدامها للاجئين كسلاح وانتهاك المنطقة الاقتصادية الخالصة لأعضاء الاتحاد الأوروبي.

منذ 26عاماً، وبفضل الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون، تم تجنب نشوب نزاع مسلح بين تركيا واليونان في اللحظة الأخيرة بسبب جزيرة إيميا (ارداك التركية) غير المأهولة بمساحة 4هكتارات. مساء الثلاثاء، أقنعت المستشارة ميركل الرئيس أردوغان بتجنب التصعيد العسكري. فهل تلعب ألمانيا دوراً جديداً في هذا النزاع؟

قد يكون ذلك ممكنا. تركز الولايات المتحدة الأمريكية حالياً بشكل متزايد على مناطق أخرى من العالم، وخاصة منطقة المحيط الهادئ والصراع مع الصين. كما أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على تطوير مواقف مشتركة في السياسة الخارجية. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والعلاقات مع تركيا. ألمانيا كانت المسؤولة عن إبرام اتفاقية اللاجئين مع تركيا في نهاية المطاف. وداخل الاتحاد الأوروبي المنقسم، يتعين على ألمانيا الأخذ بزمام المبادرة، على الرغم من أن الحكومة الألمانية لا تحبذ القيام بذلك، حسب رأيي. لأنها تفضل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بدلاً من قيادته. لكن أعتقد أن ألمانيا ليس لديها خيار آخر سوى التحرك في هذا الشأن أيضاً.

في الأيام القليلة الماضية، دخل الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط منعطفاً خطيراً. وذلك بعد إعلان تركيا عن بدء سفينة المسح أوروك ريس عملية التنقيب عن الغاز الطبيعي بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

حسب تقارير، ستغادر سفينة المسح التركية "أوروك رايس" ميناء أنطاليا اليوم الجمعة باتجاه المياه اليونانية بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو، حيث ستبدأ عملها هناك. في نفس اليوم أقيمت أول صلاة في آيا صوفيا بعد تحويلها إلى مسجد. كما أنها الذكرى السنوية لمعاهدة لوزان، التي تم التوقيع عليها في 24يوليو عام1923،التي تحدد مسار الحدود بين اليونان وتركيا. تزامن جميع هذه التواريخ مع بعضها، هل ترى أنه من محض الصدفة؟

ليس من قبيل الصدفة. سياسة أردوغان تهدف إلى بسط نفوذ تركيا وبناء تركيا أكبر. ليس تركيا الرامية إلى التوسع نحو الغرب في عهد كمال أتاتورك، ولكن تركيا التي تعود إلى تاريخ الإمبراطورية العثمانية وحجمها الإمبراطوري والتي تريد أن تظهر للعالم: نحن القوة الجديدة في المنطقة، نملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب أمريكا وضعف الاتحاد الأوروبي، ونمثل مصالح المسلمين السنة في الشرق الأوسط. العواقب العملية لهذه السياسة هي تعزيز الجيش التركي وعسكرة السياسة الخارجية في شرق البحر الأبيض المتوسط. لهذه السياسة أيضاً أبعاد رمزية كبيرة، مثل تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

يترأس غونتر زويفرت حالياً مركز الدراسات التركية التطبيقية (CATS) التابع لمؤسسة العلوم والسياسة في برلين. عمل مراسلا صحفيا في تركيا ودرّس في جامعات في اسطنبول ونيقوسيا ولوزان. تشمل مجالات أبحاثه تركيا وقبرص والهجرة وسياسة توسيع الاتحاد الأوروبي والإسلام السياسي.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان