فقد أصابعه وانفجرت رئتاه.. ناجٍ أمريكي يهزم "كوفيد-19" ويحذر: احترسوا!
كتبت- رنا أسامة:
حذّر ناجٍ أمريكي من فيروس كورونا المُستجّد من خطورة الاستهتار بمرض "كوفيد 19" الذي يُسببه الفيروس سريع الانتشار، لا سيّما وأنه كلّفه بتر معظم أصابع يديه بعد أن عاني مُضاعفات شديدة جراء الإصابة، ومكث بمستشفى في لوس أنجلوس لنحو شهرين، مشيرا إلى أن ما حدث معه يمكن أن يتكرر مع آخرين.
ووفق محطة "كيه تي إل إيه" التليفزيونية الأمريكية، انتقلت عدوى "كوفيد 19" إلى جريج جارفيلد وعشرات من أصدقائه، أثناء رحلة للتزلج في إيطاليا في فبراير الفائت، قبل أن ينتشر الوباء لاحقًا في الولايات المتحدة، التي تتصدّر دول العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات حتى الآن.
وفور عودته إلى بلاده، أثبتت الفحوص أن حالة جارفيلد الأسوأ بين أصدقائه، وأُدخِل إلى مستشفى في مركز "بروفيدنس سانت جوزيف" الطبي بلوس أنجلوس، ليصبح أول مريض بـ"كوفيد 19" يدخل للمستشفى.
وفي غضون 48 ساعة من وصوله، تدهورت حالة جارفيلد بشكل كبير ووُضِع على جهاز للتنفس الاصطناعي، ورجح الأطباء حينها أن فرص بقائه على قيد الحياة لا تتجاوز 1 بالمائة، بحسب الشبكة الأمريكية.
قال جارفيلد لـ"كيه تي إل إيه": "من الناحية الطبية، كان من المُفترض أن أكون ميّتًا".
أُصيب جارفيلد، الذي يعد واحدا من أوائل مرضى "كوفيد 19" في الولايات المتحدة، بعدد من المضاعفات الناجمة عن الضرر الذي لحق بجهازه التنفسي، من بينها الانسداد الرئوي وانفجار الرئتين وظهور النتوءات عليهما، فضلًا عن الفشل الكلوي والكبدي.
وأمضى جارفيلد 64 يوما في المستشفى، بما في ذلك 31 يوما تحت جهاز التنفس الصناعي، قبل أن يخرج في أوائل مايو الماضي.
وبالنسبة لمرضى "كوفيد 19" الموضوعين على أجهزة تنفس، فإن معدل الوفيات بينهم لا يقل عن 70 بالمائة، وفقًا للدكتور دانيال ديا في مركز "بروفيدنس سانت جوزيف".
غير أن جارفيلد تماثل للشفاء وتعافى بشكل شبه كامل وعاد إلى منزله في 8 مايو الماضي، الأمر الذي وصفه الدكتور دانيال بأنه "مُذهل". وقال الناجي الأمريكي: "لقد استعدت طاقتي بنسبة 100% في كل شيء؛ كليتي، وكبدي، وإدراكي".
ومع ذلك، فإن جارفيلد سيُعاني بعض المشكلات الناجمة عن إصابته بالمرض مدى الحياة، بعد أن خضع لبتر أصابع في كلتا اليدين، وهو التحدي الوحيد الذي يواجهه جسديًا. وقال: "لقد نجوت من هذا (المرض). ومع ذلك، عليكم أن تحترسوا! لم يعد لديّ أصابع. يمكن أن يحدث هذا لكم".
وفقد جارفيلد جميع أصابع يده اليمنى، فيما بُتّرت معظم أصابع اليد اليسرى.
وأوضح الجرّاح ديفيد كولبر، من مركز "سيدارز سيناي الطبي" في لوس أنجلوس، إن عمليات البتر كانت نتيجة تأثير الفيروس على تدفق الدم في جسم جارفيلد.
وقال كولبر: "إن كوفيد 19 له تأثير على مجرى الدم داخل الأوعية الدموية، لذلك فهو يؤثر في الواقع على تدفقه. لهذا السبب أصيب بعض الشباب بسكتات دماغية، ولهذا أيضًا أصبح منع تخثر الدم علاجًا مهما للمصابين بالفيروس"، بحسب المحطة التليفزيونية الأمريكية.
كانت دراسات طبية سابقة أشارت إلى أن الفيروس التاجي المُستجد يؤدي إلى حدوث جلطات في الدم، تعوق مروره إلى بعض الأعضاء مما يجعلها عُرضة للعفن.
ومن المُقرر أن يخضع جارفيلد لست عمليات على الأقل من أجل إعادة بناء أصابعه المبتورة. وقال كولبر إن الجراحين سيضطرون إلى إنشاء الأطراف الصناعية لأصابعه، ومساعدتهم على العمل على غِرار "اليد الإلكترونية".
فيديو قد يعجبك: