هل بدأت موجة ثانية من وباء كورونا في العالم؟
كتب- محمد صفوت:
يبدو أن العالم يواجه موجة ثانية من جائحة كورونا؛ إذ تشهد عدة بلدان في أوروبا وآسيا وأمريكا ارتفاعًا ملحوظًا في إصابات (كوفيد-١٩) ما دفع السلطات إلى إعادة فرض بعض قيود الإغلاق.
في أوروبا ازدادت التحذيرات من موجة ثانية للوباء، حسبما ذكرت "جارديان" البريطانية، خاصة مع تنقل الملايين من الأشخاص لقضاء العطلة الصيفية بعد فتح المجال الجوي.
دفعت الإصابات الجديدة، السلطات في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا، إلى إطلاق تحذيرات من تلك الموجة، مع تلويح بإعادة فرض قيود كورونا.
وأعربت الهيئة الاستشارية للصحة في ألمانيا عن قلقها بشأن ارتفاع حالات كورونا خلال الأسابيع الماضية، فيما طالبت السلطات الصحية في فرنسا باليقظة بعد الارتفاع الحاد في الإصابات بين الشباب.
فيما أعلن رئيس الوزراء البلجيكي صوفي ويلميس، اليوم، عن سلسلة من الإجراءات التقييدية الإضافية، وقال إن الإغلاق الثاني قد يكون لا مفر منه، وأنه حال عدم التمكن من حد تفشي الوباء فسيكون ذلك فشلاً جماعيًا
ويقول خبراء للجارديان، إنه يمكن تجنب إغلاق جديد، موضحين أن العلماء غير قادرين على معرفة كيف سيتطور الأمر، لكن يجب عدم إخافة الناس.
وفقًا للجارديان، كانت هناك زيادة بنسبة 71٪ في متوسط عدد الإصابات في بلجيكا بين 17 يوليو و23 يوليو، وارتفعت الحالات من 163 إصابة في اليوم إلى 279، في حين أن ذروة كورونا في أبريل، كان لدى بلجيكا أكثر من 1000 حالة يوميًا.
الأسبوع الماضي، اعترفت السلطات الصحة الإسبانية، بأن البلاد ربما تكون بالفعل تعاني من موجة ثانية بعد رفع الإغلاق في نهاية يونيو، وأظهرت الأرقام تسجيل نحو ٦٣٠٠ إصابة في عطلة نهاية الأسبوع مقارنة ٩٢٠٠ حالة يومية كانت تسجل في ذروة كورونا بالبلاد.
وفي فرنسا التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بين الشباب بالوباء، قال جيروم مارتي، رئيس اتحاد الأطباء العامين الفرنسيين، إن العطلة الصيفية ستكون نقطة حاسمة في أزمة كورونا، مضيفًا: "كل شيء في خطر في الأسابيع الثلاثة المقبلة لأننا ندخل الفترة العصبة".
وفي ألمانيا، تسجل نحو ٨٠٠ حالة يوميًا مقارنة بنحو ٤٠٠ إصابة يومية فقط كانت تسجل خلال الأسابيع الماضية، ويقول الخبراء، إن البلاد على اعتاب موجة جديدة من كورونا.
بينما يرى، جيرد أنتيس، خبير الإحصاء الطبي في مدينة فرايبورج الألمانية، أن مفهوم "الموجة الثانية" خلق انطباعًا زائفًا، وأنه من المرجح أن يستمر الفيروس في الارتفاع والانحسار، وأن التحدي يكمن في إخماد النقاط الساخنة.
لم يختلف الأمر في آسيا، حيث شهدت عدة دول ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات الجديدة، وفرضت بعضها قيودًا جديدةً للحد من تفشيه، حيث حظرت هونج كونج التجمعات لأكثر من شخصين، وأغلقت مطاعم المطاعم وجعلت أقنعة الوجه إلزامية في الأماكن العامة.
وفي فيتنام التي لم تسجل إصابات بكورونا على مدار ١٠٠ يوم، اكتشفت ٣ حالات السبت الماضي، ما دفع السلطات إلى إجلاء ٨٠ ألف شخص معظمهم من السائحين المحليين، من مدينة دا نانج بوسط البلاد.
من جانبه، حذر مدير الحالات الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، اليوم الاثنين، من أن إبقاء البلدان حدودها مغلقة لمواجهة كورونا، ليست استراتيجية قابلة للتطبيق في الأيام المقبلة وقد تكون عديمة النفع.
وأضاف راين، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "سيصبح من شبه المستحيل على البلدان أن تبقي حدودها مغلقة في المستقبل القريب"، محذرًا في الوقت ذاته من عدم اتباع الإجراءات المناسبة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتابع: "من الصعب للغاية إيجاد سياسة تناسب الجميع في بلد صغير يخلو من أي إصابة بالوباء، وقد تشكل إصابة واحدة من خارج الدولة في كارثة، فحين قد لا يُحدِث إغلاق الحدود في بلد ترتفع الإصابات فيه أي فرق".
فيديو قد يعجبك: