في خرق لسياسة إيران تجاه السعودية: أحمدي نجاد يبعث رسالة مديح لابن سلمان
كتبت- هدى الشيمي:
في خرق لسياسة إيران المُعلنة تجاه المملكة العربية السعودية، بعث الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد رسالة مليئة بالمديح والإطراء لولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان هذا الشهر، دعاه فيها لإنهاء الحرب في اليمن، وفق ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
نقلت نيويورك تايمز بعض المقتطفات من الرسالة، بعد أن قدمها لها مكتب الرئيس الإيراني السابق، وقالت إن أحمدي نجاد أثنى على ولي العهد السعودي، وأشاد بالدور الذي قام به في المملكة.
وذكرت الصحيفة أن نجاد أكد في رسالته أن ولي العهد السعودي رجل يقوم بخطوات حقيقية لإحلال السلام في المنطقة، وتأمين إرثه، وبالتالي يرضي النبي محمد.
قال أحمدي نجاد لابن سلمان، خلال حديثه عن حرب اليمن حسبما نقلت نيويورك تايمز،: "أعلم أن سعادتكم لستم سعداء بالوضع الحالي للأشخاص الأبرياء الذين يموتون ويصابون كل يوم، وبتضرر البنية التحتية".
وتابع: "أنت مستاء من كون الموارد الإقليمية التي يمتلكها الناس تُسهدم للدمار عوضًا عن إحلال السلام وتحقيق الازدهار، لهذه الأسباب سترحب بالسلام العادل".
ووقع نجاد الرسالة، حسب نيويورك تايمز، بـ"أخوكم محمود أحمدي نجاد".
حتى الآن، لم ترد السعودية على رسالة أحمدي نجاد، التي جرى تسليمها لمكتب رعاية المصالح السعودية في طهران، وفقًا لمكتب الرئيس الإيراني السابق.
وحاولت نيويورك تايمز التواصل مع البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة لرد على استفسار حول ما إذا كان ولي العهد تلقى الرسالة أم لا.
رسالة لزعيم الحوثيين
كما بعث نجاد رسالة أخرى لزعيم مليشيات الحوثي عبدالملك بدر الدين الحوثي، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش. أوضحت نيويورك تايمز أن الرسائل الثلاثة تمثل مُقترح الرئيس الإيراني السابق بالتوسط لإنهاء حرب اليمن، بتأسيس لجنة من الشخصيات الدولية البارزة.
فيما قال ستيفان دوجاريك، المُتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه لا يعرف شيئًا عن الرسالة.
"التقليل من أهمية الرسالة"
في المقابل، حاول علي رضا مير يوسفي، المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، التقليل من أهمية محاولات أحمدي نجاد للدبلوماسية المستقلة.
قال ميرويوسيفي، إن آراء أحمدي نجاد ووجهة نظرة، طالما أنه لا يزال مواطنًا عاديًا مثل أي باقي الإيرانيين، ليس لها أي علاقة بسياسات الحكومة أو الإدارة في اللحظة الحالية.
وتابع، حسب نيويورك تايمز،: "أحمدي نجاد لديه نفوذ في إيران، وهو يشغل مقعدًا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، هي هيئة يتم تعيين أعضائها، ووظيفتها الإشراف على جميع فروع الحكومة. كما أنه يسافر بشكل روتيني حول إيران لإلقاء الخطب، ولديه شريحة معتبرة من المناصرين بين الإيرانيين".
"رسالة لن تقود لشيء"
فيما استبعد محللون ودبلوماسيون أن تؤدي محاولة التواصل بين أحمدي نجاد وولي العهد السعودي إلى أي تطورات، واعتبر البعض- وفقًا لنيويورك تايمز- إن الرسالة محاولة يسعى من خلالها الرئيس الإيراني السابق اظهار أهميته كسياسي، في وقت تواجه فيه المملكة الإسلامية العديد من التحديات، أبرزها العقوبات الأمريكية ووباء كورونا.
توقع روزبه ميريبراهيمي، وهو محلل إيراني مستقل مقيم في نيويورك، ألا يأخذ بن سلمان الرسالة على محمل الجد، لأن كل من يتعامل مع إيران، سواء إقليميا أو دوليًا، يعرفون من يسيطر عليها ويحكمها وهو خامنئي.
ولفتت نيويورك تايمز إلى تدهور علاقة أحمدي نجاد بالقيادة الإيرانية في السنوات الأخيرة الماضية، واعتبرت أن رسالته للأمير محمد بن سلمان أقوى تحدي يقوم به الرئيس الإيراني السابق للنظام الحاكم في بلاده.
فيديو قد يعجبك: