حليفة للثلاثي.. هل تستخدم الصين نفوذها وتتوسط في أزمة سد النهضة؟
كتب- محمد صفوت:
تأجلت المفاوضات بشأن سد النهضة بين ثلاثي الأزمة، حتى الأسبوع المقبل بطلب من السودان، لإجراء مشاورات داخلية، وتقييم الموقف الحالي في ضوء ما اتخذته إثيوبيا من قرارات أحادية تتعلق بالملء الأولي للسد، في أزمة مستمرة منذ ٩ سنوات من التفاوض، للتوصل إلى اتفاق مُلزم وعادل ومُرضٍ للأطراف كافة.
وشهدت المفاوضات المتعلقة بسد النهضة، تدخلاً أمريكيًا في إحدى مراحلها، تبعها جلسة بمجلس الأمن، ثم اجتماعات بالاتحاد الأفريقي.
وفي 21 يوليو، وبعد المراوغة والتضارب، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، رسميًا، إنجاز المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، خلال القمة الأفريقية المُصغّرة التي عُقدت افتراضيًا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، برعاية الاتحاد الأفريقي، على مستوى قادة الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) مبررًا ذلك بزيادة نسبة الأمطار المتساقطة على بلاده.
وعلى مدار السنوات التسع من المفاوضات المتعثرة، لم تتدخل الصين التي تملك استثمارات بالمليارات في الدول الثلاثة. وبرغم أنها لم تمول السد الإثيوبي بشكل مباشر، لكنها قدمت قروضًا لأديس أبابا للبنية التحتية للسد.
يقول الموقع الصيني "south china morning post" إن ثلاثي الأزمة حلفاء رئيسيين لبكين، ويمكنها استخدام نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي للمساعدة في تخفيف التوترات وإيجاد حل دائم للنزاع، ولعب دورًا رئيسيًا في محادثات الوساطة التي يرعاها الاتحاد الأفريقي.
ويوضح الموقع الصيني، أن بكين تتمتع بالكثير من النفوذ الدبلوماسي والاستثماري في الدول الثلاث، فضلاً عن أن شركات وبنوك صينية مولت خط النقل الرئيسي للسد الذي سيوفر الكهرباء للمدن المجاورة له، كما أن هناك شركات تعمل من الباطن في المشروع الإثيوبي.
في ٢٠١٩، منحت إثيوبيا عقودا بقيمة 40.1 مليون دولار أمريكي و 112 مليون دولار أمريكي على التوالي لمجموعةChina Gezhouba" Group"وVoith"Hydro Shanghai".
وفي عام 2013 ، قدمت الصين قروضاً بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي إلى إثيوبيا لبناء خطوط نقل الطاقة لربط السد بالبلدات والمدن الرئيسية، وفي العام الماضي، وعدت الصين بإقراض 1.8 مليار دولار إضافية لتمويل توسيع شبكة الكهرباء الإثيوبية، بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لبكين.
ويمول السد الإثيوبي من القروض العامة وسندات البنية التحتية التي تعرضها إثيوبيا.
ويقول محللون، إن الصين تجنبت الانخراط بشكل مباشر في المفاوضات، لكن يجب عليها التدخل بشكل واضح للمساعدة في إنهاء الجمود الذي تشهده المباحثات.
وقال ستيفن تشان أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في كلية لندن للدراسات الشرقية والأفريقية، إن بكين يمكنها استخدام خبرتها في بناء السدود وإدارة آثار السدود الضخمة لمساعدة الدول الثلاث على التوصل إلى اتفاق.
وأوضح: "ما يمكن أن تفعله الصين هو تقديم مخططات أولية لمستويات المياه والإطلاقات المرحلية للمياه من السد، وذلك باستخدام التقنيات بدلاً من المبادرات السياسية العادية لضمان العدالة المقبولة في موارد المياه الثمينة المعنية".
ويوضح الموقع الصيني، أن الاستثمارات الصينية في الدول الثلاثة تأتي ضمن مبادرة الحزام والطريق الذي يهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وقال محمد سليمان، الباحث في معهد الشرق الأوسط للأبحاث ومقره واشنطن، إن موقف الصين هو دعم العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي والمفاوضات.
وقال إن بكين تتمتع بعلاقات قوية مع القاهرة وأديس أبابا وتشارك في بناء وتمويل مشروعات التنمية الاقتصادية الكبرى في البلدين، وهي بالفعل مهتمة بتجنب التصعيد بين مصر وإثيوبيا، مشيرًا إلى أن الوساطة الصينية ربما تساعد في إعادة بناء الثقة المتضائلة بين القاهرة وأديس أبابا.
وأشار الموقع، إلى تصريح سابق لوزير الخارجية الصين، وانج يي، عن رغبته في الحوار لإيجاد حل مقبول لجميع الأطراف في أقرب وقت ممكن، مضيفًا أن بلاده مستعدة للعب دورًا بناءً.
فيما يرى السفير الأمريكي في إثيوبيا ديفيد شين، أن بكين تنأى بنفسها عن الدخول في المفاوضات حتى لا تعرض علاقتها للخطر مع أي من دول الأزمة.
وقال إن بكين لديها مصلحة ثابتة في أن يكتمل المشروع، الأمر الذي سيعقد مشاركتها المباشرة في المفاوضات.
ويرى الموقع الصيني، أن بكين قادرة على المساعدة من خلال توفير التمويل لتحسين ممارسات إدارة المياه في كل من السودان ومصر.
فيديو قد يعجبك: