لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تعيش مسلمات الايغور تحت رحمة الحكومة الصينية؟

01:44 م الجمعة 31 يوليه 2020

مُسلمات من الأيغور

كتبت- هدى الشيمي:

قالت زمرة داوت إن الحكومة الصينية أجبرتها على الخضوع لعملية تعقيم بسبب انجابها عدد كبيرًا من الأطفال. تحدثت داوت، مُسلمة تنتمي إلى أقلية الايغور المُسلمة بالغة من الغمر 38 عامًا، إنها غُرمت حوالي 18400 يوان أي ما يعادل 2600 دولار في عام 2018، لإنجابها ثلاثة أطفال.

عندما ذهبت إلى دفع الغرامة، أعلمت السلطات داوت، التي كانت تُقيم في السابق في أورومتشي عاصمة شينجيانغ غرب الصين، أنها مُجبرة على الخضوع لعملية لتحديد النسل.

قالت داوت، لشبكة سي إن إن الإخبارية، إنها نُقلت إلى عيادة، وحُقنت بمخدر، وأخبرها طبيب محلي أنها خضعت لعملية ربط قناتي الفالوب، مؤكدًا أنها لن تستطيع انجاب المزيد من الأطفال.

1

ما حدث مع داوت ليس غريبًا، لسنوات طويلة اتهمت نساء الايغور داخل شينجيانغ وحول العالم الحكومة الصينية بشن حملة انتهاكات ضدهن، بما في ذلك التعقيم القسري، والعنف الجنسي. قالت (سي إن إن) إنها ما تواجهه مُسلمات الايغور جزء من حملة انتهاك حقوق الانسان واسع يقوم بها الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ، حيث توجه اتهامات للسلطات باعتقال ما يصل إلى مليوني شخص من مُسلمي الايغور والأقليات العرقية الأخرى داخل مراكز واسعة ومُحصنة كجزء من الجهود المفروضة لقمعهم والسيطرة عليهم.

تعيش نساء الايغور في جحيم، أكدت رحيمة محمود مديرة مشروع المؤتمر العالمي للايغور في لندن، إن المُسلمات المنتميات لهذه الأقلية يواجهن ما يُشبه الأبادة الجماعية، فهن دائمًا مُستهدفات، "وهي جريمة خطيرة جدًا تحدث على نطاق واسع" على حد قولها.

في المقابل، نفت الحكومة الصينية هذه الاتهامات، ولفتت إلى أنها تبذل مجهودًا مُضنيًا للتصدي للتطرف في شينجيانغ.

حملة تستهدف النساء

لدى بكين تاريخ طويل في مراقبة حقوق المرأة في الإنجاب كجزء من "سياسة الطفل الواحد"، وهي حملة جماعية لإبطاء معدلات الانجاب في الصين. منذ ظهورها في عام 1980، كانت هذه السياسة السبب في منع انجاب حوالي 400 مليون طفل، وسط تقارير عن عمليات إجهاض قسرية ومنع حمل اجباري.

تغيرت سياسة الطفل الواحد للسماح للعائلات بإنجاب طفلين في عام 2015، بعد صدور تقارير أفادت بانكماش معدلات المواليد بسرعة غير مسبوقة. وفي شينجيانغ، يُسمح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال، وهو ما أرجعته السلطات الصينية إلى احترام التقاليد الثقافية الخاصة بالأقليات، وميلهم لتأسيس عائلات كبيرة.

والآن، يزعم تقرير جديد يحمل اسم "حملة الحزب الشيوعي الصيني لقمع معدلات إنجاب الايغور في شينجيانغ"، أن بكين تحاول تقليص عدد المنتمين إلى هذه الأقلية الدينية من خلال منع الحمل القسري والتعقيم.

أعد التقرير أدريان زينز، عالم بارز في شينجيانغ، ودعّم تقريره بيانات وشهادات الايغور حول العالم والتي قام بجمعها لسنوات طويلة. أوضح زينز في تقريره أن شينجيانغ تختلف من الناحية الثقافية والعرقية عن باقي الصين، مع وجود عدد كبير من سكان الأقليات التركية التي كانت أغلبية حتى وقت في المنطقة، وعانت من علاقتها غير المستقرة مع الحكومة الصينية.

على مدى عقود، كان الايغور- حسب زينز- عائلات أكبر مما هو مسموح به رسميًا، في بعض الأحيان وصل عدد أفراد الأسرة إلى 9 أو 10 أشخاص، وعندما قررت السلطة وضع حدًا للإنجاب كان من المفترض الاعتماد على الغرامة المادية فقط.

2

لكن منذ بداية عام 2017، قال زينز إن الحكومة الصينية طالبت السلطات في شينجيانغ بالتعامل بوحشية مع مُنتهكي سياسات تنظيم الأسرة والحد من الانجاب، ومنذ ذلك الوقت شنّت السلطات في هذه المنطقة حملة خاصة للتخفيض عدد المواليد والتعامل مع اي انتهاك لهذه السياسة.

وفقًا لتقرير زينز، فإن هذه السياسة القسرية تسببت في زيادة الملاحقات القضائية لمُنتهكي سياسات تحديد النسل، وواجهوا عقوبات أشد. ولفت التقرير إلى انخفاض النمو الطبيعي للسكان في شينجيانغ بصورة ملحوظة، وفقًا للحسابات فإنه وصل إلى ما يزيد قليلاً عن 4% في عام 2018، بعدما كان أكثر من 15 % في عام 2014.

وردًا على تقرير زينز، قالت الحكومة الصينية إنه في الفترة ما بين 1978 إلى 2018، زاد عدد مُسلمي الايغور في شينجيانغ من 5.5 مليون إلى 11 مليون شخص.

مع ذلك، يدعي زينز إنه عثر على أدلة وبحوزته تفاصيل ومعلومات تؤكد حدوث حملة للسيطرة على معدلات الانجاب بين مُسلمي الايغور في شينجيانغ، وأن السلطات تنتهك حقوقهم وتمارس ضدهم فظائع.

حسب شهادات نساء الايغور الهاربات من معسكرات الاحتجاز في شينجيانغ، فإنه جرى حقنهن بمواد واجبرن على تناول أدوية لايقاف الدورة الشهرية.

تحدثت سي إن إن إلى طبيبة تنتمي إلى الايغور مُقيمة في شينجيانغ، اطلقت على نفسها اسم جوجلين خوفًا من تعرضها لمشاكل، هربت إلى تركيا وفتحت عيادتها الطبية في عام 2013، إنها فحصت أكثر من 300 امرأة من الايغور جميعهن خضعن لعمليات جراحية لتحديد النسل، فيما خضع حوالي 80 منهن إلى عمليات تعقيم قسرية.

قالت العديد من النساء اللائي خضعن لعمليات تعقيم اجبارية لجوجلين إنهن لم يعلمن أنهن لن يستطعن الانجاب، ولم يعرفن أنهن خضعن لهذه العمليات حتى أخبرتهن هي بالأمر.

3

حملة انتهاكات

لسنوات، كانت النساء في شينجيانغ عُرضة للانتهاكات وإساءة المعاملة على أيدي الحكومة الصينية. في عام 2015 منعت بكين النساء في شينجيانغ من ارتداء النقاب أو تغطية الوجه،وقالت إنهن يشجعن على التطرف الديني.

وفي نفس الوقت، دفعت السلطات المحلية النساء لارتداء ملابس أكثر حداثة، وتحدث المسؤولون عن حملة أطلقوا عليها اسم "مشروع الجمال"، وتناولت وسائل الإعلام المحلية المشروع باعتباره وسيلة لمساعدة مُصممي شينجيانغ ودعمهم لانتاج وتصميم ملابس محلية، فيما رأى المراقبون والحقوقيون إنها وسيلة لقمع النساء ومنعهم من ارتداء ملابس تتناسب مع معتقداتهم الدينية.

عندما بدأ وضع الايغور قسرًا في مراكز الاحتجاز في عام 2016، كانت الأغلبية العظمى من المُحتجزين من الذكور، وفقًا لبحث سابق أجراه زينز، وبالتالي تُركت أعداد كبيرة من النساء لرعاية وإعالة الأسر بمفردهن.

اعتبر زينز نتائج بحثه دليلاً قاطعًا على حدوث إبادة جماعية في شينجيانغ، وقال إن ما يتعرض له المسلمون في هذه المنطقة يوافق تمامًا معايير اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وعلى رأسها منع الانجاب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان