بين "التعمّد" و"المجهول".. ماذا نعرف عن حوادث الدهس بألمانيا؟
كتبت- رنا أسامة:
تشهد ألمانيا مؤخرًا سلسلة غير مسبوقة من حوادث الدهس على الطرق، موقعة عددًا من الإصابات والضحايا، فيما تعتقد السلطات أن الغالبية العُظمى منها "مُتعمّدة"، فيما لا تزال دوافع بعضها الآخر خفيّة.
آخر هذه الحوادث وقع مساء أمس الثلاثاء، حيث جُرِح 6 أشخاص، ثلاثة منهم بإصابات بالغة، بعد أن صدمهم عراقي (30 عامًا) بسيارته على طريق سريع يعبر برلين، في عمل وصفته النيابة العامة الألمانية بأنه ذي "دافع إسلامي".
وقال متحدث باسم النيابة العامة المحلية لوكالة فرانس برس إن العمل المُتعمّد "دافعه النزعة الإسلامية وفق ما توصل إليه التحقيق في الوقت الحاضر"، مضيفا أن هناك أدلة على مشكلات نفسية للعراقي المُشتبه في تنفيذه الحادث.
وأفادت فرانس برس بأن العراقي المُشتبه في تنفيذه الحادث هتف "الله أكبر"، ووضع صندوقًا حديديًا على سقف السيارة وقال لا تقتربوا منه، "وإلا سيموت الجميع"، وذلك حين خرج من سيارته بعدما صدم عدة سيارات ودراجات نارية على الطريق السريع في العاصمة الألمانية قرابة الساعة 18:30 (16:30 بتوقيت جرينتش) مساء أمس الثلاثاء.
وتسبب الحادث في اختناقات مرورية؛ إذ علق 300 شخص لساعات طويلة على الطريق السريع.
وتمكنت الشرطة من اعتقال الرجل، وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن المُشتبه به أعلن أن هناك "مادة خطيرة" في الصندوق. لكن فنيّو الشرطة لم يجدوا بداخلها أي شيء مريب.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر وصفتها بالمُطلعة إن المحققين يفترضون أن الحوادث تضاعفت ثلاث مرات عمدًا.
وقبل 3 أسابيع، أُصيب 7 أشخاص على الأقل في العاصمة الألمانية برلين، بعد خروج سيارة عن الطريق وصدمها لمشاة كانوا على الرصيف، في حي هاردنبرج بلاتس بلاتز، خارج محطة قطارات حديقة الحيوان. وتمت الاستعانة بـ60 فردًا من أفراد قوات الإطفاء ومروحيتي إنقاذ.
وفي حين لا تزال دوافع هذا الحادث "مجهولة"، أعلنت الشرطة الألمانية، حينها، إلقاء القبض على سائق السيارة التي صدمت المارة، مُستبعدة أن يكون الحادث "هجومًا". وقالت متحدثة باسم الشرطة : "ليس لدينا حتى الآن أي إشارة على حدوث هجوم"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأفادت صحيفة "بيلد" الألمانية، وقتذاك، بأن الشرطة استعانت بكلاب مُخصصة للكشف عن مُتفجرات، بما يثير فرضية أن يكون الحادث "مُتعمدًا"، بيد أن الشرطة لم تؤكّد ذلك.
وفي مايو الماضي، داهمت سيارة مجموعة من المشاة في منطقة بافاريا العليا بألمانيا، ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص، بينهم شريكة حياة سائق السيارة. وفي أعقاب ساعات قليلة من الحادث، أعلنت الشرطة أن "الواقعة حدثت عن قصد". وتم التحقيق في الحادث باعتباره "شروعا في قتل عدة أشخاص".
وحاول السائق، وهو ألماني يعيش في ميونخ ويبلغ من العمر 43 عامًا، أن يلوذ بالفرار بعد الحادث، لكنه اصطدم بشجرة في طريق ضيق فتعرض لإصابات متوسطة الخطورة، ونُقِل إلى المستشفى.
وفي فبراير الماضي، أُصيب 60 شخصًا في حادث دهس نفذه سائق ألماني يبلغ من العمر 29 عامًا، عندما اقتحم "عمدًا" بسيارته حشدًا، بينهم أطفال، في كرنفال محلي بمدينة فولكمارسنغربي البلاد.
وألقت الشرطة القبض على الرجل الذي تداولت وسائل الإعلام، أنه من المنطقة، وأعلنت لاحقًا أنه أقرً بأنه قاد سيارته عمدًا في الجموع، لكنها لم تتمكن من تحديد دوافعه بعد. فيما استبعدت أن يكون الدافع إرهابيًا أو بدوافع سياسية أو متطرفة، وإنما "عمل إجرامي مُتعمّد".
وبعد أيام منذ ذلك الحادث، وقع آخر مماثل عند إحدى محطات المترو بمدينة إيسن الألمانية، إذ دهست عجوز في الـ81 من عُمرها مجموعة من الأشخاص، ما تسبب في جرح ما لا يقل عن 12 شخصًا، بينهم العجوز نفسها، وفقا لما ذكرته متحدثة باسم الشرطة،
ووفق وكالة الأنباء الألمانية، أظهرت المعلومات الأوليّة للشرطة أن الحادث "مجرد خطأ مروري ولا ينطوي على خلفيات إرهابية".
وبحسب مكتب الإحصاء الاتحادي، وهو هيئة تتبع وزارة الداخلية الألمانية، توفي 3047 شخصًا في حوادث طرق بألمانيا خلال العام الماضي، في أدنى مستوى له منذ أكثر من 60 عامًا. وانخفضت أعداد وفيات حوادث الطرق في البلاد بمقدار 229 شخصًا، (أي بنسبة 7 بالمائة) في عام 2019 مقارنة بعام 2018.
كما أحصت الشرطة الألمانية، وفق المكتب الذي يتخذ من مدينة فيسبادن مقرًا له، 2.7 مليون حادث مروري على الطرق السريعة العام الماضي، في أضخم حصيلة منذ عام 1991.
وأفضت حوالي 11 بالمائة من هذه الحوادث في وقوع ضحايا وإصابات. وتراجع عدد المصابين بنسبة 3.0 بالمائة إلى 384 ألفًا في عام 2019 مقارنة بعام 2018. فيما سجّلت عام 1970 أكثر من 21 ألف حالة وفاة ناجمة عن حوادث الطرق، وهو أعلى عدد تسجله حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: