لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هذا ما حدث للطلاب بعد العودة للمدارس خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية

03:29 م الخميس 20 أغسطس 2020

طالبان يستعدان للذهاب إلى المدرسة في 1918

كتبت- هدى الشيمي:

هذه ليست المرة الأولى التي يعاني فيها القادة والمسؤولون حول العالم قبل اتخاذ قرار بشأن إعادة الطلاب إلى المدارس خلال فترة انتشار وباء ما، ففي عام 1918، بينما كانت الإنفلونزا الإسبانية تتفشى، ورغم أن العالم كان مكانًا مُختلفًا إلا أن النقاش كان مُحتدمًا للغاية.

قتلت الإنفلونزا الإسبانية قرابة 50 مليون شخص حول العالم، من بينهم 675 ألف أمريكي، قبل انتهائه، وفقًا للمركز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وفي ظل انتشار الإنفلونزا الإسبانية أُغلقت أغلب المدارس الأمريكية كإجراء احترازي لمنع تفشي المرض، فيما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مؤرخين أن ثلاث مدن قررت إبقاء مدارسها مفتوحة وهي نيويورك، شيكاغو، ونيوهافن.

1

برر المسؤولون الأمريكيون في قطاع الصحة، وقتذاك، قرارهم بأن الطلاب في هذه المدن كانوا أكثر أمانًا وأفضل حالاً في المدرسة، خاصة مع التركيز على النظافة داخل المباني، وتزويدها بالمزيد من الممرضات والعاملين في القطاع الصحي.

كان في نيويورك عام 1918، وفقًا لتقرير نُشر في Public Health Reports نقلت "سي إن إن" أبرز ما جاء فيه، حوالي مليون طالب حوالي 75 بالمائة منهم يعيشون في مساكن مزدحمة وسط أوضاع غير صحية.

ووفقًا للتقرير، فإنه بالنسبة للطلاب الذين يعيشون في الأحياء السكنية المزدحمة، فإن المدارس ستكون بيئة نظيفة ذات تهوية جيدة، حيث يعمل عدد من المعلمين والممرضات والأطباء المستعدين لتقديم يد العون لهم، ويقومون بعمليات تفتيش طبية دورية.

وقال الدكتور هوارد ماركيل، المؤرخ الطبي ومدير مركز تاريخ الطب في جامعة ميشيجان وأحد المشاركين في كتابة التقرير، إن هذا القرار تسبب في تفشي الإنفلونزا بنيويورك، فأصبحت من أكثر المدن تضررًا من الوباء.

قال الدكتور رويال إس كوبلاند، مفوض الصحة في نيويورك بذلك الوقت لصحيفة نيويورك تايمز، إنه كان من المفترض أن يغادر الأطفال منازلهم غير الصحية من أجل الذهاب إلى مباني المدرسة الواسعة، النظيفة، ذات التهوية العالية حيث تُجرى عمليات تفتيش مستمرة.

لم يُسمح للطلاب- خلال الإنفلونزا الإسبانية- بالتجمع خارج المدرسة، وكان عليهم إبلاغ المُدرسين فورًا بأي أعراض صحية يشعرون بها، وفي المقابل أجرى المعلمون فحوصات مستمرة للطلاب بحثًا عن أي علامات للإنفلونزا، وعُزل الطلاب الذين ظهرت عليهم الأعراض.

2

وفقًا للتقارير الصحية الصادرة في ذلك الوقت، كان أحد المسؤولين في القطاع الصحي يتعامل فورًا مع أي طالب يُصاب بالحمى أو ترتفع درجة حرارته، وينقله إلى منزله، مع تحديد ما إذا كانت الحالة في حاجة إلى العزل أو الحصول على عناية خاصة أم لا.

وحسب تقرير Public Health Reports فإن وزارة الصحة في الولايات المتحدة طلبت من أسر الأطفال الذين يتعافون في المنزل بالتعامل المستمر مع طبيب أسرة، أو الاستعانة بخدمات طبيب الصحة دون دفع أي مستحقات مالية.

فيما كانت الحجة لترك المدارس المفتوحة في شيكاغو أمام حوالي 500 ألف طالب هي أنها ستساهم في إبعاد الأطفال عن الشوارع والمصابين البالغين.

3

في المقابل، أظهرت الأبحاث التي اُجريت خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية إن المدن التي التزمت بالتدابير الاحترازية وأغلقت المدارس وحظرت التجمعات لم تعاني كتلك التي فتحت المدارس.

يُحذر العديد من خبراء الصحة العامة، بمن فيهم ماركيل، من إعادة فتح المدارس الآن أثناء انتشار كوفيد-19، مُشيرين إلى أنه يختلف كثيرًا عن الإنفلونزا، لاسيما وأنه لا يزال هناك الكثير الذي نجهله عن الفيروس التاجي.

من جانبها، أجابت منظمة الصحة العالمية على عدد من التساؤلات المتعلقة بخطورة عودة الأطفال إلى المدارس في ظل انتشار كوفيد-19، وقالت إن إمكانية ذهاب الطفل إلى المدرسة تتوقف على حالته الصحية، ومدى انتقال كوفيد-19 حالياً في المجتمع المحلي، وتدابير الحماية المتخذة في المدرسة وفي المجتمع المحلي من أجل الحد من مخاطر انتقال الوباء.

شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية استخدام التهوية النظيفة والطبيعية داخل المباني حيثما أمكن ذلك، دون إعادة تدوير الهواء، مع الحفاظ على نُظم التدفئة والتبريد على نحو جيد.

4

وفيما يتعلق بقرار لبس القناع (الكمامات) داخل المدارس فهذا يعتمد على تقدير المخاطر، قالت الصحة العالمية- على موقعها الإلكتروني- قبل اتخاذ هذا القرار من الضروري الإجابة على مجموعة من الأسئلة منها "ما مدى انتشار كوفيد-19 في المجتمع المحلي مثلاً؟ وهل يمكن للمدرسة ضمان التباعد البدني بين الأشخاص بمسافة لا تقل عن متر واحد على الأقل؟ وهل هناك طلاب أو معلمون أو مصابون بحالات صحية أساسية؟".

وأوصت المنظمة العالمية باستعمال الأقنعة المصنوعة من النسيج لمنع استمرار انتقال العدوى بين عموم السكان في الأماكن العامة، خاصة حيثما كان التباعد البدني غير ممكن، وفي المناطق التي تشهد الانتقال المجتمعي للعدوى.

وفقًا للصحة العالمية فإنه ينبغي أن يتضمن قرار فتح المدارس مجموعة من المزايا ومنها السماح للطلاب باستكمال دراستهم والانتقال إلى المرحلة التالية، وتوفير الخدمات الأساسية، والحصول على التغذية، ورعاية الأطفال، مثل الوقاية من العنف ضد الأطفال، علاوة على إتاحة المعلومات الموثوق بها حول كيفية الحفاظ على سلامة النفس وسلامة الآخرين، وإعادة تدوير العجلة الاقتصادية بالسماح للوالدين بالعمل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان