لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يصبح السودان المحطة التالية في قائمة التطبيع مع إسرائيل؟

06:22 م الأحد 23 أغسطس 2020

هل يصبح السودان المحطة التالية في قائمة التطبيع ؟

كتبت – إيمان محمود

بعد إعلان اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، بات السؤال الأكثر إلحاحًا هو: "ما الدولة التالية على قائمة التطبيع مع إسرائيل؟"، وازدادت التكهنات والتسريبات بهذا الشأن، لتنحصر الخيارات في النهاية بين بضعة دول من بينها السودان.

كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في 13 أغسطس الجاري، عن التوصل إلى "اتفاق سلام تاريخي" بين الإمارات وإسرائيل، مؤكدًا أن الجانبين أعلنا تطبيع العلاقات بشكل كامل.

وأوضح ترامب أنه سيتم إطلاق اسم "أبراهام" على الاتفاق، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى الاقتداء بالإمارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال "قد نرى بلدانا أخرى تقوم بذلك".

وفي اليوم التالي من الإعلان، نقل موقع هيئة البث الإسرائيلية، عن مصادر مطلعة في واشنطن، إن "مملكة البحرين وسلطنة عمان والسودان ستُقدم قريبًا على هذه الخطوة وتطبع علاقاتها مع إسرائيل".

من جانبها، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرا بعنوان "يمكن للسودان أن يحذو حذو الإمارات، في إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل".

وذكرت الصحيفة أن "السودان قد ينضم إلى الإمارات في تطبيع العلاقات مع تل أبيب، وفقا لمسؤولين إسرائيليين ومسؤول سوداني"، موضحة أن السودان "غيّر ولاءاته الجيوسياسية بشكل كبير في السنوات الأخيرة".

وتابعت: "بعد أن كان قريبا من إيران، أصبح الآن في المعسكر السعودي الإماراتي بقوة، كونه من بين حلفاء الإمارات الذين أرسلوا قوات لدعم القوات الموالية للحكومة اليمنية".

لم تعلّق سلطنة عمان على أي تكهنات تتعلق باتفاق سلام مُرتقب مع إسرائيل، فيما نفت البحرين وجود أي مشاورات مع الحكومة الإسرائيلية أو الأمريكية بهذا الشأن، أما السودان فازدادت علامات الاستفهام حوله بعد تصريحات متضاربة خرجت عن مسؤوليه.

تمهيدات سابقة

في فبراير الماضي، جرى لقاء استمر لساعتين، بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي جرى برعاية الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في كمبالا.

وقال البرهان، في حينها إن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أتي "في إطار بحث السودان عن مصالحه الوطنية والأمنية". وفي الشهر ذاته، عبرت طائرة إسرائيلية لأول مرة الأجواء السودانية، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

أما نتنياهو فأشاد باللقاء إشادة كبيرة، قائلاً: "يؤمن رئيس الوزراء نتنياهو بأن السودان تسير في اتجاه جديد وايجابي وعبر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي".

وأضاف: "يريد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة وذلك من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم".



وقتذاك، سارعت الحكومة السودانية بنفي علمها السابق بهذا اللقاء، لكن البرهان أكد الأمر في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي أثنى على الأمر كثيرا، إذ "يفتح مجالات أكبر لعلاقة أفضل بين السودان والولايات المتحدة" بحسب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية.

تأكيد "نيّة التطبيع"

خيّم الصمت على التطبيع السوداني الإسرائيلي منذ لقاء البرهان ونتنياهو، حتى جاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي صادق، الثلاثاء الماضي، بأن بلاده "تتطلع لاتفاق سلام مع إسرائيل قائم على الندية ومصلحة الخرطوم دون التضحية بالقيم والثوابت".

وأضاف المتحدث (السابق) في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أنه "ما من سبب لاستمرار العداء بين السودان وإسرائيل"، مضيفا: "لا ننفي وجود اتصالات بين البلدين".
وأوضح أن السودان وإسرائيل سيجنيان فوائد وثمارا من عقد اتفاق سلام، مشيرًا إلى أن الخارجية السودانية تتطلع لقيادة الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، من أجل توقيع اتفاق سلام.
وأثنى بدوي على خطوة الإمارات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، واصفا إياها بـ"الجريئة والشجاعة التي ترسم خط السير الصحيح لباقي الدول العربية".

إشادة إسرائيلية

بعد ساعات من إذاعة لقاء بدوي، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل الثلاثاء الماضي، بإعلان وزارة الخارجية السودانية تطلعها لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل.
وقال نتنياهو إن "الموقف السوداني يعكس القرار الشجاع الذي اتخذه عبد الفتاح البرهان، للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين".
وأضاف نتنياهو تغريدة عبر صفحته الرسمية قال فيها: "إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام وتستطيع أن تبني معا مستقبلا أفضل لجميع شعوب المنطقة".
وأضاف: "سنقوم بكل ما يلزم من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة".



خلافات سودانية

تسببت تصريحات متحدث الخارجية في غضب داخل الحكومة السودانية، وهو ما دفع وزير الخارجية عمر قمر الدين إسماعيل، إلى إعفاء السفير حيدر بدوي صادق، من منصبه.
ونقلت وزارة الثقافة والإعلام السودانية عن وزير الخارجية السوداني قوله: "تلقت وزارة الخارجية بدهشة تصريحات السفير حيدر بدوي صادق الناطق باسم الوزارة عن سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل، وأوجدت هذه التصريحات وضعا ملتبسا يحتاج لتوضيح".
وأضافت: "تؤكد وزارة خارجية جمهورية السودان أن أمر العلاقات مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان، ولم يتم تكليف السفير حيدر بدوي للإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن".

أما بدوي، فردّ قائلاً: "تلقيت إخطارًا بإعفائي من منصبي دون توضيح الأسباب". وأضاف: "خرجت على الناس بتأكيد خط الدولة في شأن التطبيع مع إسرائيل منذ الزيارة التي قام بها البرهان لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي. فعلت ذلك بعد أن خلصت لكون وزارة الخارجية مغيبة عن هذا الملف تمامًا".

وأوضح: "أخطرت قيادة الوزارة بشأن هذه التصريحات يوم صدورها. واتضح لي بعد أيام من ذلك أن وزارتنا مغيبة تمامًا عن ملف العلاقات مع إسرائيل. وهذا الملف من أهم الملفات في المرحلة الحاضرة في مسيرة انفتاحنا، بندية، مع باقي العالم. أن يكون هذا الملف غائبًا عن الخارجية، فهذا لا يجوز أبداً! وهذا في حقيقة الأمر يقدح في مدنية دولتنا وفِي سيادية وزارة الخارجية".

واستطرد: "لذلك بينت للشعب السوداني خط الدولة بما أفهمه عن توجهنا نحو إقامة علاقات مع إسرائيل من ذلك المنبر المعطوب. وكان تقديري هو أن المساهمة بالرأي الحر في إصلاح العطب الكلي سيسهم في إصلاح عطب منبر الناطق الرسمي للخارجية في نهاية المطاف. ولَم ينف أي مسؤول، حتى الآن، مضامين تصريحاتي، وإن نفى وزير الخارجية المكلف الخارجية لي بالإدلاء بأي تصريحات، هو محق في ذلك".

رغم خطورة تصريحات السفير بدوي، إلا أن رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، التزم الصمت ولم يوضح إذا كان اتجاه السودان للتطبيع مع إسرائيل.

وقال عضو مجلس السيادة السوداني صديق تاور إن مسألة التطبيع مع إسرائيل "لم تناقش ولم تطرح نهائيا على أي من مستويات الحُكم في البلاد، وإن تصرف متحدث الخارجية يستوجب المساءلة والمحاكمة".

وأضاف صديق تاور في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "تصريحات المتحدث باسم الخارجية تصرف شخصي من موظف، ربما لم يقدِّر تبعات ما قاله حول موضوع ليس بالهين".

إسرائيل تحسم الأمر وزيارة أمريكية مُحتملة

بعد إقالة متحدث الخارجية السوداني، قررت إسرائيل كشف النقاب عن مباحثات تجري بين البلدين لإتمام صفقة وشيكة.

وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن هناك "صفقة وشيكة مع السودان"، وتنبأ أن تفضي إلى توقيع اتفاقية سلام بين البلدين.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن كوهين قوله: "يُتوقع أن تتم هذه الخطوة التاريخية قريبا، وربما قبل نهاية العام الحالي"، مضيفًا أن "بعثات مشتركة تعمل على قدم وساق للتوصل لاتفاق".

جاء ذلك في وقت كشف فيه مصدر مطلع في وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير مايك بومبيو، سيزور إسرائيل يوم الاثنين قبل أن يتوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء لبحث اتفاق التطبيع بين البلدين، حسب وكالة "رويترز".

في حين أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن زيارة بومبيو ستمتد لدول أخرى بينها السودان وسلطنة عمان والبحرين.

من جهتها نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن ثلاثة دبلوماسيين رفضوا الكشف عن هوياتهم، قولهم إن وزير الخارجية مايك بومبيو وكبير مستشاري الرئيس ترمب وصهره جاريد كوشنر يخططان للقيام بزيارات منفصلة متعددة إلى بعض دول المنطقة في الأيام المقبلة لدفع التقارب العربي الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة أن بومبيو سيغادر مساء الأحد المقبل، في زيارات إلى إسرائيل والبحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والسودان. مشيرين إلى أن خط سير الرحلة لم يحدد بعد.

من جانبه، أكد مسؤول سوداني –رفض ذكر اسمه- لوكالة "رويترز" أن بومبيو سيزور بلاده خلال الأيام المُقبلة، لكنه رفض تقديم تفاصيل عن سبب الزيارة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان