الانتخابات الأمريكية: كيف كذبت ميلانيا ترامب على الشعب؟
كتبت- هدى الشيمي:
خلال خطابها في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أعربت سيدة أمريكا الأولى عن أسفها بسبب الانقسامات التي تشهدها الولايات المتحدة، ولكونها لم تفعل سوى القليل للتغلب عليها.
تحدثت ميلانيا ترامب عن آثار وباء كورونا على بلادها، وأشادت بأداء زوجها رغم الانتقادات الكثيرة التي وُجهت لإدارته للأزمة، كما تطرقت إلى قضية المهاجرين والمساواة من خلال حديثها قصة مغادرتها سلوفينيا ووصولها إلى الولايات المتحدة.
ذكرت مجلة "نيويوركر" الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن خطاب ميلانيا ترامب الذي ألقته في إطار فعاليات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الثلاثاء، والذي أُعلن فيه ترشيح ترامب رسميًا للمشاركة في الانتخابات، تجاهل إجراءات السلامة من كوفيد-19، وخلا من قواعد التباعد الاجتماعي أو أقنعة الوقاية (الكمامات)، ولم يخضع لاختبارات لفيروس كورونا قبل التواجد في حديقة البيت الأبيض.
قالت "نيويوركر" إن الخطاب انتهك الأعراف التاريخية حول كيفية استخدام حديقة البيت الأبيض أثناء حملة إعادة انتخاب الرئيس، إذ اُستخدمت الموارد الحكومية لإقامة الحدث.
وفي الوقت نفسه، وجدت المجلة الأمريكية أن خطاب ميلانيا ترامب انتهك القوانين كذلك. حسب "نيويوركر"، فإن خطاب السيدة الأولى كان مليئًا بالأكاذيب، والتي اختلفت عن الأكاذيب التي جاءت في خطاب ابن زوجها دونالد ترامب الابن في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
لم تحرف ميلانيا الحقائق ولم يصدر عنها أي كلام مغلوط، ولكن كذبتها -حسب المجلة- كانت أكثر وجودية، وتليق بفترة حكم ترامب.
منذ تولي ترامب الرئاسة، لم تظهر ميلانيا ترامب كثيرًا، تجنبت وسائل الإعلام ولم تحمل على عاتقها مهمة، أو تقُد حملة كما فعلت السيدات الأولات السابقات، فأصبحت على مدى حوالي اربعة سنوات الأقل ظهورًا من بين زوجات الرؤساء السابقين في تاريخ أمريكا الحديث.
لا يوجد توصيف وظيفي للسيدة الأولى في الولايات المتحدة أو للرجل الأول في المستقبل، ولم يُحدد دور معين للسيدة الأولى خلال تأدية زوجها لعمله في المكتب البيضاوي، ولا يوجد أي عيب في تجنب زوجة رئيس الولايات المتحدة الظهور علنًا، أو المشاركة بشكل أقل من أجل القضايا العامة فهذا خيارها وهي المسؤولة عنه، غير أن ميلانيا ترامب، حسب نيويوركر، لم تفعل أي شيء للمجتمع الأمريكي، وما قامت به حتى الآن أقل بكثير من أي شيء قامت به أي سيدة أولى خلال قرن من الزمن.
علاوة على ذلك، أنفقت ميلانيا ترامب مبالغ مالية كبيرة على مصلحتها الشخصية. وفقًا لنيويوركر، فإنه خلال فترة الإغلاق الحكومي 2018-2019 أوقف الرئيس الأمريكي خطة رئيسة المجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، ومنعها من السفر في رحلة كان مُخطط لها منذ فترة لزيارة القوات الأمريكية في أفغانستان منعًا لإهدار المال.
في الوقت نفسه، أنفقت ميلانيا ترامب 35 ألف دولار من الأموال العامة على رحلة إلى فلوريدا حتى تتمكن من قضاء عطلة يوم مارتن لوثر كينج جونيور هناك، رغم بقاء زوجها في واشنطن. كانت هذه الرحلة، وفقًا لنيويوركر- ثاني رحلة مُنفرة تقوم بها السيدة الأولى إلى فلوريدا في أقل من شهر، حيث سافرت إلى هناك عشية رأس السنة الجديدة، وأنفقت كذلك مبالغ كبيرة من الأموال العامة.
بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، رفضت ميلانيا الانتقال معه إلى واشنطن في بداية الأمر، وكان الغرض من تأجيل هذه الخطوة، وفقًا لما جاء في كتاب ماري جوردان عن ميلانيا، هو قضاء بعض الوقت بعيدًا عن الرئيس الأمريكي، لم تنتقل ميلانيا إلى البيت الأبيض حتى يونيو 2017، أي بعد وصول زوجها إليه بخمسة أشهر تقريبًا.
وخلال الأشهر الأولى بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، في يناير وفبراير ومارس، وصل مُعدّل أنفقت ميلانيا ترامب حوالي 675000 دولار من أموال دافعي الضرائب على الرحلات التي قامت بها.
قالت نيويوركر إن بذل أقل قدر ممكن من المجهود للصالح العام والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الخزانة العامة كان نهج عائلة ترامب منذ وصوله إلى الرئاسة.
فيديو قد يعجبك: