سي إن إن: لهذه الأسباب يجب إبعاد ترامب عن السلطة

كتبت- هدى الشيمي:

حللت شبكة سي إن إن الإخبارية خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ألقاه أمس الخميس أمام حشد ضخم من المدعوين في حديقة البيت الأبيض، في آخر أيام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري والذي أعلن فيه قبوله رسميًا الترشح لولاية ثانية.

قالت الشبكة الأمريكية إن خطاب ترامب أوضح أسباب تأكيد الديمقراطيين أهمية إبعاد ترامب عن السلطة بأي شكل ومهما كان الثمن، وكذلك فسر لماذا قد يفوز الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة بفترة ولاية ثانية رغم تفوق منافسه الديمقراطي جو بايدن عليه في استطلاعات الرأي حتى الآن.

"الخوف من الفوضى"

رسم الرئيس الأمريكي بخطابه رؤية مروّعة لأمه على أعتاب الانهيار حال استيلاء الفوضويين العنيفين على السلطة، والذي قد يستغلون "جو بايدن" الضعيف لتدمير الولايات المتحدة، وقالت (سي إن إن) إن ترامب زعم أن الديمقراطيين يتعاملون مع أمريكا على أنها بلد "شرير" أو "فاسد" يجب تخليصه من الخطايا.

وبينما حذر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الأسبوع الماضي، من أن تولي ترامب لفترة رئاسية ثانية سيسحق الديمقراطية الأمريكية ويقضي عليها، شدد الرئيس الجمهوري على أن بقاء المجتمع الأمريكي التقليدي مرهونًا بمنح الناخبين أصواتهم له.

قال ترامب في لهجة تحذيرية: "تصويتكم سيقرر ما إذا كنّا سنحمي الأمريكيين الملتزمين بالقانون، أم نُطلق العنان للفوضويين العنيفين، المجرمين، والمحرضين الذين يهددون مواطنينا".

وأضاف: "ستحدد هذه الانتخابات ما إذا كنّا سنحمي الحياة الأمريكية، أو سنسمح لحركة راديكالية بتفكيكها وتدميرها بالكامل".

لماذا ينجذب الأمريكيون لترامب؟

لكن بشكل عام، فسر خطاب ليلة الخميس- حسب سي إن إن- أسباب انجذاب ترامب لملايين الأمريكيين الذين يتبعون ثقافته ويحتضنون شخصيته التخريبية.

قال الرئيس: "منذ اللحظة التي تركت فيها حياتي السابقة، وكانت حياة جيدة، لم أفعل شيئًا سوى النضال من أجلكم. فعلت ما لم تتوقعه مؤسستنا السياسية ولم تستطع غفرانه قط، لقد أوفيت بوعودي".

وتابع: "معًا أنهينا حكم الطبقة السياسية الفاشلة، وهم يائسون لاسترداد قوتهم بأي وسيلة ممكنة، إنهم غاضبون مني لأنني عوضًا عن وضعهم أولاً، وضعت أمريكا أولاً".

حشود كبيرة وسط الوباء

كان حشد ترامب المكوّن من 2000 شخص في حديقة البيت الأبيض، قلّة منهم يرتدون أقنعة الوقاية (الكمامات) ويجلسون بالقرب من بعضهم البعض، مشهدًا غير عادي خلال الوباء الذي أجبر الولايات المتحدة على الركوع على ركبتيها، ولكنه كان- وفقًا لسي إن إن- تأكيدًا على استعداد ترامب لخلق واقع بديل زائف لتحقيق مكاسب سياسية.

المثير للدهشة حسب الشبكة الأمريكية هو أن ترامب اتهم بايدن بتجاهل العلم، وقال كذبًا إن خصمه يريد إغلاق الدولة بأكملها، رغم أنه استهزأ بخبرائه في مجال الصحة العامة.

أظهر الحشد الكبير المجتمع في حديقة البيت الأبيض تناقض الرئيس الأمريكي، ففي الوقت الذي لا يلتزم فيه الآلاف بالتدابير الاحترازية للحد من تفشي كورونا، قال ترامب في حوار بالآونة الأخيرة أن ارتداء الكمامات أفضل طريقة لمواجهة الوباء الذي قتل حتى الآن أكثر من 180 ألف مواطن أمريكي.

كما وعد الرئيس الأمريكي بتوفير لقاح ضد الفيروس التاجي قبل نهاية العام، أو "ربما قبل ذلك" على حد قوله، واستشهد بإحصائيات خاطئة وغير مُثبتة للإشارة إلى أن الولايات المتحدة تقود العالم في حربه ضد كوفيد-19.

اقناع الناخبين البيض

قالت (سي إن إن) إن تجاهل ترامب للمعاناة العرقية التي أشعلت غضبًا في الولايات المتحدة بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس، وتهديده بأن الأمريكيين لن يعيشوا في أمان إذا وصل بايدن إلى سدة الرئاسة لن يساعده على كسب الناخبين الوسطيين والجمهوريين المترددين في منحه أصواتهم، ولكن لهجته الاستبدادية وتفاخره بحقه السياسي في الحصول على فترة رئاسية ثانية ربما يساعدونه على إقناع الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين يتعاطفون معه عاطفيًا وثقافيًا.

مع ذلك، كان الحدث الجمهوري فعالاً بشكل لا يمكن إنكاره، حسب سي إن إن، وهو ما ظهر في شهادات المزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين أعربوا عن تأييدهم للرئيس الأمريكي، خاصة وأنه قادر على إعادة بناء الاقتصاد وجعله أكثر قوة.

"لن يمسه أحد"

كانت رسالة ترامب من الخطاب واضحة، يعتقد الرئيس الأمريكي - وفقًا لسي إن إن- أنه لم يُمس إذا فاز بفترة رئاسية ثانية.

تحدث الرئيس الأمريكي خلال خطابه الذي امتلأ بالأكاذيب- حسب سي إن إن- عن سياسته وشخصيته وسياسات خصومه، وكيف تخلص من كافة القيود التي تقيد السياسيين العاديين.

قالت الشبكة الأمريكية إن ترامب أثبت أنه قادر على طلب المساعدة من دولة أجنبية للتغلب على خصمه وأنه سينجو من فعلته، حتى إذا جرت محاولة للمحاسبته وإقالته، وحاول خلال خطابه، أمس الخميس، تأكيد أنه سيفعل كل شيء من أجل الخروج من هذا السباق مُنتصرًا.