"تيك توك" المُطارد من واشنطن
كتبت - هدى الشيمي:
في ظل التوتر السياسي والتجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليل الجمعة، أنه سيصدر أمرًا بحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، معارضًا حتى إعادة شرائه من قبل شركة أمريكية.
تتهم واشنطن التطبيق منذ أشهر بأنه أداة تستخدمها الاستخبارات الصينية للمراقبة والتجسس وجمع بيانات المواطنين الأمريكيين، في حين ينفي تيك توك بشدة تقاسم أي بيانات مع بكين.
ويرى مسؤولون أمريكيون أن شركة تيك توك التي تخضع لإشراف الحكومة الصينية تشكل خطرًا على الولايات المتحدة بسبب البيانات الشخصية التي تتعامل معها.
فيما قال خبراء الأمن السيبراني، لشبكة سي إن إن الإخبارية، إن المخاطر المحتملة لتطبيق تيك توك على الأمن القومي نظرية إلى حد كبير، ولا يوجد دليل يشير إلى أن بيانات مستخدمي المنصة التفاعلية قد تم اختراقها من قبل الاستخبارات الصينية.
"لحماية الأمن الوطني"
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن تحركات ترامب ضد تيك توك تهدف إلى حماية الأمن الوطني الأمريكي، مُشيرًا إلى أن ترامب سيتخذ تدابير فورية "ردًا على المخاطر التي تهدد الأمن القومي عن طريق البرمجيات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني".
وتابع بومبيو: "الولايات المتحدة تغاضت عن هذا الأمر لسنوات، لأن الأمريكيين كانوا يعتبرون أنه تطبيق مرح".
ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن البيانات التي تجمعها شركات كما تيك توك حول الأمريكيين يمكن أن تكون نمط التعرّف على وجوههم، كما يمكن أن تكون معلومات حول أماكن إقامتهم وأرقام هواتفهم وأصدقائهم والأشخاص الذين يتواصلون معهم".
"تسييس القضايا الاقتصادية"
من جانبها، عارضت بكين أي تحرك أمريكي ضد الشركات الإلكترونية الصينية، وقال وانغ ون بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، للصحفيين خلال إفادة يومية إن الصين تأمل في أن تكف واشنطن عن سياساتها التمييزية.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "نأمل أن يتمكن بعض الناس في الولايات المتحدة من الاستماع إلى صوت العالم وخلق بيئة منفتحة ونزيهة وعادلة وغير تمييزية".
واستطرد: "بالنسبة للشركات من جميع البلدان في الولايات المتحدة، نأمل أن تتوقف عن تسييس القضايا الاقتصادية، وأن تتوقف عن إساءة استخدام الأمن القومي لتبرير السياسات التمييزية والحصرية".
"محاولات للخروج من المأزق"
في محاولة للخروج من هذا المأزق؛ قالت شركة بايت دانس الصينية المالكة للتطبيق إنها مُستعدة للتخلي عن عملياتها الأمريكية المتعلقة بمنصة مشاركة مقاطع الفيديو لإنقاذ صفقتها مع البيت الأبيض.
وقال مصدران مطلعان لوكالة رويترز للأنباء إن تنازل بايت دانس يمثل اختباراً يكشف ما إذا كان تهديد ترمب بحظر تيك توك تكتيك تفاوضي، أو قرار يهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا التطبيق من وسائل التواصل الاجتماعي الذي لديه ما يصل إلى 80 مليون مستخدم نشط يومياً في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، تصمم شركة مايكروسوفت على شراء بحلول نهاية الصيف، وأكدت الشركة الأمريكية العملاقة، أمس الأحد، أن المفاوضات لا تزال جارية لشراء فرع تيك توك في الولايات المتحدة من شركته الأم الصينية "بايت دانس".
وأوضحت مايكروسوفت في بيان رسمي أنه رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا أجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي، وقرر مواصلة الشركة للمفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول 15 سبتمبر على أبعد تقدير.
"محاولة للانتقام"
غير أن بعض المراقبين يؤكدون أن الرئيس الأمريكي يسعى للانتقام من تيك توك ومستخدميه، بعد إعلان مجموعة من الفتيان على التطبيق إنهم اشتروا أعداد من بطاقات الدخول لتجمع انتخابي تابع لحملة ترامب في تولسا بولاية أوكلاهوما في نهاية يونيو، فوجد الرئيس نفسه يتحدث مع مقاعد فارغة.
نشر مستخدمو التطبيق مقاطع فيديو قالوا فيها إنهم سجلوا طلبات للحصول على تذاكر مجانية لحضور المؤتمر الانتخابي على سبيل الدعابة دون أن تكون لديهم نية للذهاب.
وقال براد بارسكيل قبل الحدث، مدير حملة ترامب الانتخابية، إن هناك أكثر من مليون طلب للحصول على تذاكر، لكن مقاعد عديدة ظهرت خاوية في الملعب بمدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما، الذي استضاف المؤتمر الانتخابي ويسع 19 ألف شخص، كما ألغى ترامب ونائبه مايك بنس، كلمتين كانتا مقررتين أمام حشد كبير متوقع خارج المقر.
اقرأ أيضًا
مايكروسوفت مصممة على إنقاذ تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة
الصراع الصيني الأمريكي يصل لـ "تيك توك".. وانتخابات الرئاسة قد تحسم الصفقة
فيديو قد يعجبك: