إعلان

"لا للكمامة".. احتجاجات ضد قيود كورونا تجتاح القارة العجوز (صور)

12:54 م الأحد 30 أغسطس 2020

احتجاجات ضد قيود كورونا تجتاح أوروبا

كتبت- رنا أسامة:

فيما يواصل فيروس كورونا المُستجد سريع الانتشار حصد عشرات آلاف الأرواح حول العالم منذ أواخر ديسمبر الفائت، يحتجّ آلاف من مُعارضي القيود المفروضة لاحتواء تفشي الوباء، بما في ذلك وضع الكمامات في الأماكن العامة، بالخروج إلى الشوارع في تظاهرات تجوب منذ أسابيع عددًا من المدن الأوروبية، لعلّ أضخمها في العاصمة الألمانية برلين.

ففي ألمانيا، التي سجّلت حتى الآن 242 ألف حالة و9363 وفاة، انتهت تظاهرات ضد "قيود كورونا" بتوقيف 300 شخص، وذلك إثر صدامات عنيفة بين متظاهرين من اليمين المتطرف وقوات حفظ الأمن.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ)، اخترق متظاهرون مناهضون لقيود كورونا، مساء أمس السبت، حاجزًا أمام مبنى الرايخستاج، (مقر البرلمان الألماني) في العاصمة برلين. كما اقتحموا السلم وصعدوا عليه، رافعين أعلام الإمبراطورية الألمانية ذات الألوان الأسود والأبيض والأحمر.

وشارك حوالى 38 ألفًا، بحسب السلطات، في تجمّع دعا خلاله المنظمون إلى "إنهاء القيود المفروضة" لاحتواء كورونا. وفرّقتهم الشرطة في وقت سابق من مساء أمس السبت باستخدام رذاذ الفلفل.

1

وبحسب وزير داخلية المدينة أندرياس جيزل، تمّ توقيف نحو 200 متظاهر أمام السفارة الروسية ببرلين، بعد أن ألقوا حجارة وزجاجات مياه على الشرطيين، وأُفرج عن معظمهم لاحقًا. ولم يتم تسجيل إصابات.

وبعد تفريقهم، بقي المتظاهرون يهتفون "مقاومة!" و"نحن الشعب!"، وهو شعار يستخدمه اليمين المتطرف، كما أدّوا النشيد الوطني الألماني.

"مهرجان الحرية والسلام"

وهذا التجمّع الثاني خلال شهر للاحتجاج ضد قيود كورونا في ألمانيا، ويُنظّم تحت عنوان "مهرجان الحرية والسلام"، بمشاركة أشحاص يصفون أنفسهم بأنهم "مفكرون أحرار"، ونشطاء، ومعارضون لحملات "التطعيم أو التلقيح ضد الوباء"، وممن يؤومنون بنظرية المؤامرة، أو حتى المتعاطفين مع اليمين المتطرف.

ويضم الحشد المناهض لتدابير الوباء كافة الفئات العُمرية، ليضم في صفوفه عائلات بأكملها مع أطفال. ورُفعت أعلام السلام وألمانيا وهتف المتظاهرون مرات عدة "ميركل يجب أن ترحل!"، وهو شعار حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف والمناهض للمستشارة الألمانية.

وقال شتيفان (43 عامًا) وهو من سكان برلين: "أنا لست متعاطفًا مع اليمين المتطرف، أنا هنا للدفاع عن حرياتنا الأساسية".

2

وذكرت بيليندا التي شاركت في مظاهرة مضادة ينظمها حزب "اليسار" (دي لينكه) الراديكالي: "كثر يقولون إن هناك فقط بعض الأشخاص من اليمين المتطرف في الشارع لكن الحقيقة أنهم هم من ينظم المظاهرة".

وجمعت مظاهرة سابقة مماثلة نحو 20 ألف شخص في الأول من أغسطس، معظمهم ينتمون إلى اليمين المتطرف، لكنّ الشرطة فرّقتها أيضاً لأن المتظاهرين لم يحترموا التباعد.

وكانت بلدية العاصمة الألمانية منعت تنظيم المظاهرة الأربعاء، "لأسباب تتعلق بالصحة العامة"، لأنه يستحيل في نظرها فرض مسافات لا تقل عن متر ونصف متر بين المتظاهرين.

3

بيد أن المحكمة الإدارية حكمت لصالح المنظمين، الجمعة، معتبرة أن "وجود خطر مباشر على الأمن العام ليس حجة مقبولة استباقيًا"، مُشترطة على المنظمين التأكد من احترام الحد الأدنى للمسافة بين المتظاهرين، لكنّ وضع الكمامة ليس إلزاميًا.

فيما وصف مايكل بالويغ، الذي بادر إلى الدعوة لتنظيم الاحتجاج، وهو رائد أعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات غير منتمٍ لأي طرف سياسي، محاولة حظر المظاهرة بأنها "هجوم على الدستور" الألماني المدافع عن حق التعبير، وفق "فرانس برس".

"لا للاستبداد الطبي"

أما في لندن، فاحتشد حوالى ألف متظاهر في ساحة الطرف الأغر، داعين إلى "إنهاء الاستبداد الطبي" فيما تظاهر أكثر من ألف شخص في زوريخ بحسب الشرطة، للمطالبة "بعودة إلى الحرية".

فيما تجمّع ما بين 200 و300 شخص في باريس، للتنديد بفرض وضع الكمامات. وجاءت صوفي التي تقيم في باريس وهي في أواخر الأربعينات، للتظاهر من أجل "حرية الاختيار". وقالت "أنا مجرّد مواطنة غاضبة ضد التدابير المناهضة للحرية التي ليس لديها أي مبرر طبي"، وفق فرانس برس.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، شهدت العاصمة البلجيكية​بروكسل احتجاجات شارك فيها عشرات ضد قيود كورونا؛ حيث تجمّع قرابة 400 شخص أمام مبنى​وزارة المالية، استجابة لدعوة وجهتها مجموعة تطلق على نفسها اسم "جنون الفيروس"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

4

وأطلق المشاركون شعارات من قبيل "الحرية" و"لا تلمس حقوقي"، احتجاجًا على قرار حكومي بإلزام ارتداء الكمامات في عموم بروكسل، رافعين لافتات تحمل عبارات "لا للكمامة"، و"الحرية تبدأ عند انتهاء الخوف" و"لا نريد اللقاح".

واعتبروا أن القيود "تقيّد الحريات الشخصية وتضرب اقتصاد​البلاد"، وأن "تخصيص الحكومة جميع الموارد المالية لمكافحة الفيروس مؤخرًا أدى إلى إهمال باقي القطاعات".

وتجاوز عدد الإصابات المؤكدة بمرض "كوفيد 19" عالميًا، 25 مليون حالة، بينما بلغت حصيلة الوفيات بين المصابين إلى ما يزيد عن 840 ألفًا.

وتواصل الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول في أمريكا اللاتينية تسجيل أعدادا متزايدة من الإصابات الجديدة، فيما تُعد الهند صاحبة أكبر معدل إصابات يومي مع تسجيلها 87 ألف حالة جديدة خلال 24 ساعة.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت مؤخرا من أن وقف انتشار الفيروس قد يحتاج إلى عامين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان