"كأنها نهاية العالم".. انفجار بيروت: أسئلة بدون إجابات ولغز السحابة الحمراء
كتبت- هدى الشيمي:
مساء أمس الثلاثاء، هز العاصمة اللبنانية انفجار ضخم وقع في مستودع بمرفأ بيروت مُخزن به آلاف الأطنان من المواد شديدة الانفجار، ما أدى لمقتل 100 شخص على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 4000 آخرين. شعر السكان حول المدينة بالهزة العنيفة التي دمرت المباني وحطمت النوافذ حتى تلك التي تبعد 10 كيلو مترات.
قال رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب إن الحاوية كان بها 2750 طنًا من نترات الأمونيوم التي تُستخدم عادة كسماد زراعي، وتم تخزينها ست سنوات في مستودع موانئ دون تدابير سلامة، "ما هدد سلامة المواطنين" على حد قوله.
حتى الآن، لم تتضح أسباب اشتعال نترات الأمونيوم وحدوث الانفجار الذي قضى على شوارع بأكملها في العاصمة الساحلية.
فيما قالت تقارير أولية إن الانفجار وقع إثر حريق كبير في مستودع لمفرقعات نارية بالقرب من الميناء، والذي انتشر على الأرجح إلى المباني المجاورة.
وقال مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم إن هذه المادة شديدة الانفجار صودرت قبل سنوات وخُزنت في المستودع الواقع على بعد دقائق فقط سيرًا على الأقدام من مناطق التسوق والحياة الليلية في بيروت.
وبينما يعيش سكان بيروت البالغ عددهم 4 مليون نسمة في رعب يمنعهم عن استيعاب حجم الأضرار التي اُلحقت بمدينتهم إثر الانفجار الهائل، قالت شبكة (سي إن إن) الإخبارية إن هناك عددا كبيرا من الأسئلة المتعلقة بما حدث أمس في المرفأ، والتي لم يجيب عليها أحد حتى الآن، منها سبب السماح بتخزين هذه الكميات الكبيرة من المواد الكيماوية الخطيرة في وسط المدينة دون تدابير سلامة، ومن المسؤول عن ذلك، وغيرها.
في المقابل، قال أنتوني ماي، المُحقق المتقاعد في المتفجرات لدى الحكومة الأمريكية، إن السحابة الحمراء الصادرة التي شوهدت في مقاطع الفيديو الخاص بالانفجار لا تتوافق مع نترات الأمنيوم. وقال: "إن السحابة التي من المُفترض أن تصدر نتيجة لانفجار هذه المواد من المفترض أن تكون صفراء".
وتابع، حسبما نقلت سي إن إن: "لا أقول إن نترات الأمونيوم لم تكن أحد أسباب حدوث الانفجار، ولكن على ما يبدو أن هناك عناصر أخرى تسببت في حدوثه أيضًا".
"مخاوف بشأن الضحايا"
لا يزال هناك الكثير من المخاوف إزاء الضحايا، لاسيما وأن مشافي بيروت تعاني بالفعل بعد انتشار وباء فيروس كورونا المستجد المُسبب لمرض كوفيد-19.
وبينما يرتفع عدد القتلى والمصابين جراء الانفجار الهائل، قالت (سي إن إن) إن العدد الفعلي للضحايا لن يكون معروفًا إلا بعد عدة أيام من انتشال الجثث وحساب حجم الدمار.
وأفادت تقارير إعلامية بأن أقارب المفقودين يجوبون المستشفيات بحثًا عن أحبائهم، فيما حذرت منظمات إغاثية ومنظمة أنقذوا الأطفال من وجود أطفال في تعداد المفقودين.
وقال عمدة بيروت القاضي مروان عبود، اليوم الأربعاء، إن عدد المفقودين يفوق عدد القتلى والضحايا.
يأتي الانفجار في وقت عصيب تمر فيه الدولة اللبنانية بضائقة مادية، علاوة على معاناتها من اضطرابات اقتصادية وسياسية تفاقمت بالتزامن مع تفشي كوفيد-19.
أبلغت لبنان عن إصابة 5062 بفيروس كورونا المستجد ووفاة 65 آخرين، وفق بيانات جامعة جونز هوبكينز، وأثقلت قيود الإغلاق كاهل الحكومة اللبنانية، وعمقت من أزمة بيروت الاقتصادية.
"كأنها نهاية العالم"
الانفجار الذي وقع في السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، مزّق المدينة وألحق الدمار بجميع أحيائها تقريبًا، وجرى تسجيله زلزالاً بقوة 3.3 درجة في العاصمة اللبنانية.
اُلتقطت صور المُصابين والجرحى وهم يتجولون في شوارع العاصمة، وسيارات الإسعاف، والسيارات، ومدرعات الجيش المكتظة بالضحايا، قال أحد السكان: "إن المشهد بدا وكأنه نهاية العالم"، وقال آخر إن الميناء تدمر بالكامل.
وقال بشار غطّاس، أحد سكان بيروت، إنه بالإمكان رؤية الجرحى في كل مكان، الزجاج يغطي المكان، والسيارات مُتضررة، وتابع: "ما حدث أمر مُرعب للغاية، الناس تشعر بالفزع".
تضرر المقر الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية، ومقر إقامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، ومكتب سي إن إن في وسط بيروت، وأفاد شهود عيان بأن المنازل الواقعة على بعد 10 كيلومتر من موقع الانفجار تضررت.
قال سيرج مهديسيان، مُصفف شعر في بيروت، إن غرف الطوارئ بدت وكأن هناك حرب تدور، الأطفال اُصيبوا في أيديهم، أرجلهم، وأضاف: "لم أصدق ما رأيته".
دعا الصليب الأحمر اللبناني المواطنين على حسابه بموقع تويتر للتبرع بالدم لمساعدة الجرحى، وقال إنه فتح مراكز علاج واسعافات أولية لمساعدة المُصابين الذين لا يعانون من إصابات خطيرة.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن مواطن استرالي على الأقل قُتل إثر الانفجار، كما تضرر مبنى سفارة بلاده.
وأعلنت السفارة اليابانية في لبنان اليوم (الأربعاء) عن إصابة أحد المواطنين اليابانيين جراء الانفجار المدمر الذي وقع في الميناء البحري للعاصمة (بيروت) أمس الثلاثاء وتسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف من الأشخاص.
فيديو قد يعجبك: