إعلان

انفجار مرفأ بيروت يطرح الكثير من الأسئلة تنتظر أجوبة

12:17 م الجمعة 07 أغسطس 2020

انفجار لبنان

كتب - محمد إبراهيم:

تتواصل ردود الفعل السياسية في لبنان عقب التفجيرات التي ألمت بمرفأ بيروت، وهي الكارثة التي رافقتها تداعيات سياسية واستراتيجية متواصلة، خاصة مع زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت واجتماعه مع كبار القيادات السياسية اللبنانية مؤخرا.

وأشارت بعض من التقارير الصحفية سواء اللبنانية أو الدولية الصادرة خلال الأيام التي تلت الانفجار إلى دقة المشهد السياسي بالبلاد على أثر هذا الحادث، الأمر الذي كان له بدوره تداعياته الأمنية على الوضع التنظيمي للكثير من الأسلحة الموجود بالبلاد.

نبهت بعض من التقارير إلى خطورة هذا الوضع، مشيرة إلى أن انفجار مرفأ بيروت اسفر عن الكثير من التحديات الأمنية التي يجب أن تتفاعل وتتعامل معها النخبة السياسية بقدر كبيرة من السرعة والحكمة في آن واحد.

وتشير صحيفة الجارديان في تقرير لها إلى صدور تعليمات إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية على إثر انفجار مرفأ بيروت، وهي التعليمات التي سيتم بموجبها مراجعة مختلف المواقع والأماكن التي يتم فيها تخزين السلاح .

وقالت الصحيفة أن هذه التعليمات تركز بضرورة إخضاع أي شكل من أشكال التخزين سواء للبضائع أو للمواد بمختلف أنواعها إلى الجهات الرقابية بمختلف أنواعها.

وأوضحت أن التعليمات صدرت ايضا بإمكانية البحث في بعض المواقع المخصصة للتخزين من أجل استكشاف اي متفجرات أخرى من الممكن أن تتواجد بها اي من المواد التي يمكن أن تشكل خطرا بأي صورة، وسيكون الهدف الرئيسي من هذا التوجه هو منع وقوع أحداث مماثلة في المستقبل.

اللافت أن التليفزيون البريطاني تناول بالتحليل والبحث هذا التقرير، مشيرا في ذات الوقت إلى صدور تعليمات أخرى متزامنة للعمل ضد اي تخزين السلاح الذي تستخدمه أي من الفصائل أو حركات المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس والجهاد الإسلامي في لبنان والتي أشارت تقارير في الماضي إلى استخدامها الكثير من أشكال تخزين السلاح بصورة غير آمنة.

بدوره يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة إلى أن ما حصل في مرفأ بيروت يمثل كارثة وطنية كبرى، مشيرا إلى أن المطلوب الآن على الدولة والسلطة أن تصارح الرأي العام بما حصل .

وطرح بشارة عدد من الأسئلة المتعلقة بهذه القضية في تصريحات لـ"مصراوي" ، لعل أبرزها من يمتلك هذه الشحنة من نترات الامونيوم ؟ وكيف شحنت ووصلت إلى لبنان؟، مشيرا إلى أن البعض أشار إلى أن هذه الشحنة كانت قادمة من إحدى الدول المجاورة إلى روسيا ومن بعدها كانت تتجه إلى موزمبيق، وبالتالي كيف وصلت إلى لبنان وتم الحجز عليها وتخزينها بهذا الشكل؟

وأشار بشارة إلى أن تفجير نترات الأمونيوم بهذا القدر ، الأمر الذي يزيد من التساؤلات المتعلقة بهذا الحادث خاصة وأن البعض يقول إن هناك انفجارا حصل في عنبر مجاور إلى العنبر رقم 12 الذي تواجد فيه نترات الأمونيوم؟

وأشار بشارة أن التحدي الأهم الأن يتمثل في معرفة هل السبب في هذا الانفجار أمني أم أنه ناجم عن الإهمال، قائلا إن كل هذه الاسئلة لا يوجد لها إجابة.

وردا على سؤال عن رؤيته للموقف الرسمي اللبناني قال بشارة إن الغموض يلف الرواية الرسمية منذ اللحظة الأولى، حيث قالت في البداية أن السبب هو انفجار ألعاب نارية، ثم قامت بسحب هذا التصريح وعادت وتحدثت عن إهمال كبير، ثم عادت وتحدثت عن مخاطر تخزين هذه المواد.

وللخروج من هذه الأزمة طالب بشارة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية للبحث في أسباب هذا الانفجار ، موضحا أن تشكيل هذه اللجنة بات مطلبا أساسيا خاصة في ظل عدم وجود أي ثقة في التحقيق اللبناني على كافة الأصعدة .

وعن رؤيته لما يجب على الدول العربية أن تقوم به خاصة قبل زيارة الأمين العام للجامعة العربية غدا إلى بيروت، قال بشارة إن المطلوب من المجموعة العربية أن تسع مع أصدقاء لبنان في العالم لإصدار قرار بتشكيل لجنة تحقيق دولية تتولى هي التحقيق في مسرح الجريمة ومعرفة ما حصل خاصة وأن السلطة في لبنان تحاول أن تحصر الرواية في الاهمال فقط.

وطالب بشارة بأن يكون هناك صوت عربي واحدا في مجلس الأمن لمساعدة لبنان الذي بات بالفعل وطنا أسيرا لدى إيران وأجندتها.

بدوره أشار الكاتب اللبناني عماد مرمل في مقال له نشرته صحيفة الجمهورية اللبنانية أن الوضع خطير للغاية، قائلا : "إلى حين انتهاء لجنة التحقيق من أعمالها، سيبقى الانفجار - الزلزال الذي أصاب مرفأ بيروت وجزءاً واسعاً من العاصمة خاضعاً لروايات متضاربة و استنتاجات متباينة."

وأضاف مرمل: "غالب الظن انّ النتائج التي يصل إليها التحقيق اللبناني ستكون هي أيضاً مادة للتجاذب، بعدما جاهَرت قوى سياسية عدة مُسبقاً بعدم ثقتها فيه، داعية الى تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة خلف الانفجار المدمّر."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان