المكسيك تتجاوز عتبة الخمسين ألف وفاة بكوفيد-19
مكسيكوسيتي- (أ ف ب):
تجاوزت المكسيك الخميس عتبة الخمسين ألف وفاة بفيروس كورونا المستجدّ في حصيلة أعلى بكثير من توقّعات حكومة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي يواجه انتقادات لطريقة تعامله مع الأزمتين الصحية والاقتصادية.
وسجّلت البلاد البالغ عدد سكّانها 128,8 مليون نسمة، ما مجموعه 462 ألفا و690 إصابة مؤكّدة و50517 وفاة، وفقاً لأحدث الإحصاءات الحكوميّة. وأحصت المكسيك 819 وفاة إضافيّة في 24 ساعة.
وهذه الأرقام تجعل من المكسيك ثالث دول العالم الأكثر تضرّراً من كوفيد-19 بعد الولايات المتّحدة والبرازيل.
وعدد الوفيات في المكسيك جرّاء الفيروس يتجاوز إلى حدّ كبير توقّعات الحكومة التي قدّرت في نهاية فبراير أنّ عدد الوفيات الناجمة عن الوباء سوف يتراوح بين ستة آلاف وثلاثين ألفا.
وفي يونيو بعد تدابير إغلاق غير ملزمة، رفعت المكسيك القيود تدريجا. ومنذ ذلك الحين، استمرت الأرقام في الارتفاع.
لكنّ المسؤول عن الاستراتيجيّة الحكوميّة ضدّ فيروس كورونا، هوغو لوبيز غاتيل أعرب عن تفاؤله هذا الأسبوع، معتبراً أنّه باتت هناك حاليّاً "سيطرة أكبر" على الوباء. وقال إنّ الوباء لا يزال ناشطاً إلى حدّ كبير "لكنّه بدأ يتباطأ في يوليو".
لكن العديد من المتخصصين يشككون في حقيقة الأرقام الرسمية.
وأوضح أليخاندرو ماسياس الذي قاد في العام 2009 استراتيجية الحكومة للتعامل مع وباء الإنفلونزا (إتش1 ان 1) لوكالة فرانس برس "عدد الإصابات مثل عدد الوفيات، يفترض أن يكون أعلى بكثير مما يظهر في الأرقام الرسمية لأننا أجرينا القليل من الاختبارات".
المضي قدما
مع ذلك، يعترف هذا الاختصاصي يعترف بالنجاحات التي أحرزت مثل إعادة تحويل المستشفيات وتجهيزها للتعامل مع الأزمة. لكن في ما يتعلق بجوانب أخرى مثل عدد الاختبارات التي تم إجراؤها، "فقد خالفت المكسيك التوصيات الدولية بصراحة" كما يقول.
وتدافع الحكومة عن نفسها من خلال التأكيد أنها اضطرت لإدارة الأزمة الصحية عبر الاعتماد على نظام صحي مهمل منذ ثلاثة عقود، مع نقص كبير في عدد الموظفين. كما تؤكد أنه لا يوجد دليل قاطع يشير إلى أن الفحوص المكثفة هي إجراء فعال.
وانتقد ماسياس الحكومة لعدم تشجيعها بشكل كافٍ على استخدام الكمامات. وبعدما اعتبر فعاليتها نسبية في البداية، يقول لوبيز الآن إن الكمامة "إجراء مساعد" ضد انتشار الوباء.
وشوهد رئيس الدولة نفسه الذي حد من ظهوره العلني، واضعا الكمامة مرة واحدة فقط خلال رحلة قام بها أخيرا إلى الولايات المتحدة حيث التقى نظيره دونالد ترامب.
وهناك موضوع آخر يتعرض لانتقادات وهو إدارة الحكومة للأزمة الاقتصادية، فيما أصاب الوباء ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية بشدة.
وتشير التوقعات الصادرة عن البنك المركزي المكسيكي إلى انكماش بنسبة 10 في المئة في إجمالي الناتج الداخلي للعام 2020.
عندما صدرت الأرقام في نهاية يوليو، قال الرئيس لوبيز أوبرادور إن مثل هذه النتائج كانت متوقعة، موضحا أن مؤشرات أخرى أظهرت أن البلاد "تمضي قدما".
وانتقد القطاع الخاص عدم وجود سياسة دعم للتعامل مع تداعيات الأزمة في حين قال رئيس الدولة إنه لا يريد زيادة مديونية البلاد.
وفي تقرير آخر، قدر "بنت أوف أميركا ميريل لينش" أن "الإنفاق على السياسات التي تساعد الأشخاص والشركات على التعامل مع تأثير الوباء يمكن أن يزيد الإنتاجية ويحفز عودة أقوى للاقتصاد".
ورغم الأزمة، يحتفظ الرئيس اليساري الذي يتولى السلطة منذ ديسمبر 2018 بتأييد نسبته 58 في المئة، وفقا لاستطلاع أجرته صحيفة "إلى فينانسييرو" اليومية في يوليو.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: