لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترامب يدافع عن مؤيديه المتهمين بالمشاركة في مواجهات دامية مع محتجين

07:33 م الثلاثاء 01 سبتمبر 2020

دونالد ترامب

نيويورك - (بي بي سي)

دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أنصاره المتهمين بالمشاركة في المواجهات الدامية التي شهدتها أكثر من مدينة في البلاد أخيرا.

وقال ترامب إن المراهق المتهم بقتل اثنين من المحتجين في ولاية ويسكنسن في الأسبوع الماضي وأنصاره الذين شاركوا في مواجهات في ولاية أوريغون يوم السبت إنما كانوا يدافعون عن أنفسهم.

وقال الرئيس الأمريكي إن جو بايدن، منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع اجراؤها في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، لم ينأى بنفسه بوضوح وبالتحديد عن الناشطين اليساريين المتهمين بإثارة أعمال العنف.

وكانت أعمال العنف هذه قد تخللت حركة احتجاجية واسعة النطاق ضد العنصرية اتسمت بالسلمية إلى حد كبير.

وكان بايدن، الذي يتقدم على ترامب في استطلاعات الآراء حاليا، قد انتقد العنف واتهم ترامب بإثارة الانقسامات التي أججتها أعمال العنف.

"الأصباغ ليست طلقات"

وحمّل ترامب، في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض الإثنين، بايدن وحلفاءه مسؤولية أعمال العنف التي اندلعت في مدن يديرها رؤساء بلدية وحكام من الحزب الديمقراطي.

وسأل أحد مراسلي شبكة سي إن إن الرئيس الجمهوري إن كان على استعداد لإدانة مؤيديه الذين أطلقوا مقذوفات مليئة بالأصباغ خلال مواجهة مع محتجين في مدينة بورتلاند، بولاية أوريغون، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وكان أحد عناصر حركة يمينية متطرفة تطلق على نفسها اسم "صلوات الوطنيين"، يدعى آرون دانيلسون، قد قتل خلال المواجهات التي نشبت إثر ذلك على يد مشتبه به تقول التقارير إنه وصف نفسه بأنه أحد أفراد حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية، وهي حركة تضم في صفوفها بشكل رئيسي ناشطين يساريين متطرفين.

ووصف ترامب الاحتجاج الذي قام به مؤيدوه بأنه كان "سلميا". وقال إن مقذوفات الأصباغ "ما هي إلا آلية دفاعية، وإن الأصباغ ليست عيارات نارية".

وقال لمراسل سي إن إن "أطلق مؤيدوكم، وهم مؤيدوكم بالتأكيد، النار على شاب وقتلوه، ليس بمقذوفة صبغ بل بعيار ناري. أعتقد أن ذلك أمر معيب ومخز".

وسأل مراسل آخر ترامب إن كان على استعداد لإدانة الحادث الذي وقع في مدينة كينوشا، بولاية ويسكونسن، والذي قتل فيه مراهق، كان قد شوهد وهو يحضر أحد تجمعات الرئيس الأمريكي، محتجين اثنين.

يذكر أن ذلك المراهق، المدعو كايل ريتنهاوس والبالغ من العمر 17 عاما، متهم باطلاق النار على ثلاثة اشخاص وقتل اثنين منهم في الأسبوع الماضي أثناء مظاهرات ما برحت تشهدها مدينة كينوشا منذ قيام رجل شرطة باطلاق النار سبع مرات على الأمريكي الأسود جاكوب بليك.

وأجاب ترامب، في أول تعليقات علنية يدلي بها بخصوص المشتبه به الذي شوهد في أشرطة فيديو وهو يجري في شارع ويطلق النار على أشخاص كانوا يطاردونه، بالقول "نحن ننظر في الموضوع".

ومضى الرئيس الأمريكي للقول "كان موقفا مثيرا للاهتمام، فقد شاهدتم التسجيلات كما شاهدتها أنا، وكان يحاول التملص منهم على ما يبدو حسب اعتقادي. وسقط أرضا، ثم هاجمه مطاردوه بوحشية".

وأضاف "أنه أمر ننظر فيه حاليا، وهو يخضع للتحقيق".

وقال "أعتقد أنه (المراهق) كان في موقف خطر، ومن المحتمل أنه كان سيُقتل".

وهاجم اثنان من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين ترامب بحدة بسبب هذه التعليقات، إذ غرّد النائب عن ولاية ماساشوسيتس جو كنيدي الثالث بالقول "ها هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يبرر جريمتي قتل اقترفهما رجل أبيض جلب معه بندقية هجومية عبر حدود الولاية بشكل غير قانوني (يذكر أن المراهق ريتنهاوس من سكان ولاية إلينوي المجاورة لويسكنسن).

ولم يمثل كايل ريتنهاوس، الذي وجهت إليه التهم بوصفه من البالغين، أمام القضاء بعد.

وغرّد النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا أريك سوالويل قائلا إن ترامب قد جعل من الحزب الجمهوري "حزب القتل الجماعي".

حكم القانون وفرض النظام يمثلان جبهة المواجهة بين الحزبين

دأب الرئيس ترامب طيلة الصيف على الإشارة إلى المشاركين في المظاهرات والاحتجاجات التي عمت شوارع المدن الأمريكية على أنهم سرّاق ومشاغبون وفوضويون وسفاحون، رغم أن معظم هذه الاحتجاجات الداعية إلى وضع حد للظلم والتمييز العنصري ولوحشية أجهزة الشرطة كانت سلمية.

ولكن، مثل ما يتهم الديمقراطيون ترامب باستغلال هذه الاضطرابات - وحتى تأجيجها - لمنافع سياسية، يتهم حلفاء الرئيس الجمهوريون الديمقراطيين بالشيء نفسه.

قال لي أحد أنصار ترامب في كينوشا هذا المساء "رئيس بلديتنا ديمقراطي، وحاكم ولايتنا ديمقراطي، ورفضهما التدخل في وقت مبكر يبرهن لي إنهما يمارسان لعبة سياسية".

ولكن في حقيقة الأمر، أمر حاكم ويسكنسن الحرس الوطني بالتدخل في اليوم التالي لقيام أحد رجال الشرطة باطلاق النار على جاكوب بليك في كينوشا.

إلا أن الرسائل المتشددة والعدائية الصادرة عن البيت الأبيض حول حفظ النظام العام وحكم القانون تشير إلى أن خطوط المواجهة خول هذا الموضوع قد رسمت بالفعل، وهو موضوع سنسمع عنه الكثير في الأسابيع التسعة المقبلة التي تسبق موعد الانتخابات.

"هل أبدو لكم كإشتراكي راديكالي؟"

وكان بايدن قد أدان بقوة في وقت سابق من يوم الإثنين أعمال العنف التي شابت الاحتجاجات الأخيرة، متهما ترامب في الوقت ذاته بجعل البلاد تفتقر إلى الأمان.

مثّل هذا أكثر جهود المرشح الديمقراطي تصميما إلى الآن للتصدي للانتقادات التي يوجهها إليه الجمهوريون والقائلة إنه ضعيف فيما يخص فرض النظام وحكم القانون.

وقال بايدن، الذي كان يتحدث في مدينة بيتسبرغ، في ولاية بنسيلفانيا التي تعد من الولايات التي قد تقرر مصير الانتخابات الرئاسية "هل أبدو لكم كاشتراكي متطرف راديكالي ينظر بعين العطف إلى المشاغبين؟ أتعتقدون ذلك فعلا؟"

واتهم بايدن، نائب الرئيس السابق، ترامب بالتحريض على العنف في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات.

بايدن: هل سيحالفه الحظ في محاولته الثالثة؟

وقال بايدن في حديثه "قد يؤمن (ترامب) بأن تكرار عبارة فرض النظام وحكم القانون تجعله أكثر قوة. ولكن رفضه الإيعاز إلى أنصاره ومؤيديه بالتوقف عن التصرف وكأنهم أعضاء في ميليشيات مسلحة في هذه البلاد يكشف مدى ضعفه".

وأضاف "هل يؤمن أي أحد بأن حدة العنف ستخفت في أمريكا إذا أعيد انتخاب ترامب؟"

ورفض المرشح الديمقراطي الرد على أسئلة وسائل الاعلام.

ومثلّت التعليقات التي أدلى بايدن بها تغيرا ملحوظا في السياق الذي اتبعه لحد الآن في الهجوم على إدارة الرئيس ترامب والذي كان يتلخص في أن البيت الأبيض أساء التعامل مع جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 180 الف أمريكي إلى الآن.

بايدن "يُحث على اتخاذ موقف أكثر صراحة إزاء الإضطرابات"

يذكر أن بايدن كان قد استنكر الاحتجاجات المتسمة بالعنف مرات عديدة بين شهري أيار/ مايو وتموز/ يوليو، حسب صحيفة واشنطن بوست.

ولم يعر الديمقراطيون اهتماما كبيرا بالموضوع في مؤتمرهم الذي عقد بين الـ 17 والـ 20 من آب/ أغسطس، مفضلين التركيز على العدالة العنصرية والسود الذين راحوا ضحية قسوة ووحشية الشرطة، بينما كان موضوع أعمال الشغب والنهب محور تركيز لمؤتمر الحزب الجمهوري الذي عقد في الأسبوع التالي.

ولكن بايدن ومسؤولي حملته الانتخابية جددوا انتقاداتهم لأعمال العنف التي شابت بعض الاحتجاجات منذ تسبب حادث إطلاق النار على جاكوب بليك في ويسكنسن يوم 23 من الشهر الماضي في اندلاع مظاهرات احتجاجية واسعة النطاق.

وتوصل بحث أجرته كلية القانون التابعة لجامعة ماركيت في مدينة ميلووكي في ولاية ويسكنسن ونشرت نتائجه في الـ 11 من الشهر الماضي إلى أن نسبة التأييد الذي تتمتع به الاحتجاجات من أجل العدالة العنصرية في الولاية قد انخفضت بمعدل 13 في المئة في الفترة المحصورة بين شهري حزيران / يونيو وآب / أغسطس، بينما تدهورت نسبة التأييد الذي تتمتع به حركة "أرواح السود مهمة" بمعدل 10 في المئة في الفترة ذاتها.

ومن الجدير بالذكر أن ولاية ويسكنسن، التي لعبت دورا محوريا في النصر غير المتوقع الذي حققه ترامب قبل سنوات أربع، هي ولاية يعد الفوز بها أمرا حيويا وملحّا للديمقراطيين في الانتخابات القادمة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان