مأساة أسرة أمريكية..الابنة تحتضر بسجن وحرائق الغابات تلاحق الأم والجدة
أوروفيل (كاليفورنيا)- (د ب أ):
اضطرت تريسي ألدريتش ووالدتها ديبورا إلى مغادرة منزليهما الريفيين في شمال كاليفورنيا، بسبب حريق اندلع يوم الثلاثاء الماضي، ولكن هذا لم يكن مصدر قلقهما الأكبر.
ففي الليل وقبل أن تخلد للنوم، فقدت تريسي ألدريتش السيطرة على أفكارها التي تعلقت بابنتها "كيانا"، وأخذت تتساءل عن مدى الضرر الذي أصابها، أو إذا كانت تتألم، أو حتى تعي أن هناك أي شخص يعتني بها.
ومنذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، تردد أن كيانا ألدريتش (25 عاما) وهي نزيلة في أحد سجون كاليفورنيا للنساء، جرحت رقبتها ومعصمها بشفرات حلاقة ثم ابتلعت اثنين منها. ولم يتحدث إليها أحد في خارج السجن منذ ذلك الحين، ومنع مسؤولو السجن محاميها من إجراء مكالمة هاتفية معها.
ورفض مسؤولو السجن يوم الثلاثاء التعليق على حالة كيانا ألدريتش أو سبب انقطاع الاتصال معها.
وقالت ألدريتش من أوروفيل، حيث لا يزال حريق "نورث كومبليكس" مشتعلا، وحيث تقيم في منزل أحد أقاربها بينما لا يزال منزلها تحت التهديد: "أحاول أن أشغل نفسي حتى لا أفكر، ولكن بعد ذلك يجب أن أفكر لأنها ابنتي" بينما لا تزال هي نفسها تحت التهديد.
وتضيف: "أنا متعبة للغاية طوال الوقت ...متعبة للغاية".
وفرت ديبورا ألدريتش /69 عاما/ التي تعيش في بيري كريك أعلى الجبل على بعد حوالي 10 أميال من ابنتها، وذلك قبل اندلاع النيران التي دمرت المدينة وأودت بحياة 15 شخصا على الأقل. وأصبحت ألدريتش الآن بدون منزل في المستقبل المنظور أيضا. بينما تحاول الأطقم السيطرة على الحريق والتأكد من أن المنطقة آمنة.
وتقول: "إنها مأساة كبيرة للغاية".
إن كيفية وصول عائلة ألدريتش إلى هذه الأزمة المركبة هي قصة مميزة عن العرق والفقر على وقع ألسنة اللهب وأيضا وسط الأمل والرغبة في الخلاص.
فقد هربت تريسي ألدريتش /45 عاما/ من المنزل في سن المراهقة، على حد قولها، ومع بلوغها سن 14 عاما كانت "تأكل من العلب الملقاة في القمامة" في أوروفيل، وهي بلدة في شمال كاليفورنيا يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، وتأسست بعد اكتشاف الذهب في تلالها.
ومع بلوغها سن الـ 18، أصبحت تريسي حاملا في "كيانا"، طفلتها الثانية، من كاهن أسود في ضعف عمرها تقريبا. وقالت تريسي، وهي بيضاء ، إن والدها كان متعصبا وكان إنجاب أطفال من أعراق مختلطة أمرا لا يطاق بالنسبة له.
وانفصلت تريسي عن والد كيانا، ولكن عندما كانت كيانا في الخامسة من عمرها ، اتُهم الأب بالاعتداء على الطفلة. وشهدت كيانا ضده. وحُكم عليه بالسجن لمدة 120 يوما. وبعد بضع سنوات دخل الأب السجن بتهمة منفصلة تتعلق بفعل جنسي مع قاصر ، وفقًا لسجلات محكمة مقاطعة بوتي العليا، وقضى أكثر من سبع سنوات قبل إطلاق سراحه في عام 2008.
وقالت تريسي إنها شقت طريقها في نهاية المطاف مع طفلتيها إلى سكرامنتو / 70 ميلا جنوبا/ حيث وجدت نفسها في سلسلة من العلاقات المسيئة. ومع بلوغ كيانا 12 عاما، بدأت الفتاة في الهروب، وهو السلوك الذي جعل تريسي ألدريتش غاضبة في ذلك الوقت، لكنها الآن ترى أن ابنتها تشعر "بالعجز" من رؤية والدتها تتعرض للإيذاء.
وقالت كيانا في مقابلات أجريت معها هذا العام إنها تعرضت للاستغلال الجنسي بالتزامن مع بدء مغادرة منزلها، وتم القبض عليها في سن الـ 16 بتهمة الدعارة في سكرامنتو.
وبعدها بعام وجدت نفسها مجددا في الشوارع ليتم استغلالها مجددا من خلال إعلانات عبر الإنترنت. وتفيد وثائق المحكمة بأن رجلين وصلا إلى كيانا عبر هذه الإعلانات لكنها بمساعدة إحدى زميلاتها قامتا بوضع أحد الرجلين في صندوق سيارة تحت تهديد السلاح، وقامتا باقتياده إلى متجر وزُعم أنهما أجبرتاه على شراء سلع لهما ومنحهما نقودا، وتم تسجيل الحادث على شريط فيديو للمراقبة.
واتهمت بعدها كيانا، التي كانت شخصا بالغا في ذلك الوقت بالاختطاف، وأقرت بالذنب عام 2013 وحكم عليها بالسجن لما يقرب من 10 سنوات.
تلك الذكريات ظلت تطارد مخيلة تريسي بل وزادت من محنتها عندما باتت بلا مأوى هي وأمها بين عشية وضحاها بسبب حرائق الغابات.
وقبل أن تتمكن تريسي ألدريتش من العودة إلى منزلها لجمع بعض المتعلقات، فوجئت بأن المنزل وضع ضمن منطقة إخلاء ، ووجدت المرأتان نفسيهما بلا مأوى مؤقتا ومعهما بعض المتعلقات.
والآن، وبينما تنتظر تريسي ووالدتها رفع أوامر الإخلاء ، فإنهما قلقتان ومحبطتان من عدم توافر معلومات عن مصير كيانا.
وقالت ديبورا ألدريتش: "أعتقد أنه من الظلم ألا يسمحوا لنا بالتحدث معها، أو على الأقل السماح لوالدتها بالتحدث معها ...لما لا؟".
وقالت تريسي ألدريتش إنها تريد فقط عودة ابنتها إلى المنزل ، وتأمل في الصفح عنها.
وأضافت: "إنها تستحق فرصة ثانية".
فيديو قد يعجبك: