من هو القائد الجديد للقوات المشتركة للتحالف الذي تقوده السعودية؟
الرياض- (بي بي سي):
أصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتكليف الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السعودي، بالقيام بعمل قائد القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وجاء هذا التعيين في أعقاب إحالة الأمير فهد بن تركي، القائد السابق لهذه القوات للتقاعد والتحقيق معه بسبب شبهات فساد مالي.
وطالت الإقالات والتحقيقات عددا أخر من الضباط والمدنيين؛ ومن أبرزهم الأميرعبدالعزيز بن فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود، بحسب ما جاء في الأمر الملكي الذي أوضح أنه "بناء على ما أحيل من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (محمد بن سلمان) إلى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بشأن ما تم رصده من تعاملات مالية مشبوهة في وزارة الدفاع وطلب التحقيق فيها، وما رفعته الهيئة عن وجود فساد مالي في الوزارة".
فمن هو الفريق الركن مطلق الأزيمع، وما سيرته المهنية ضمن القوات المسلحة السعودية؟
تدرج في المناصب العسكرية
توضح السيرة الذاتية التي نشرها موقع وزارة الدفاع السعودية أن الأزيمع كان ضابطا مسلكيا تدرج في مختلف المناصب العسكرية قبل صدور القرار الملكي بتكليفة بقيادة القوات المشتركة.
بدأ الأزيمع تعليمه العسكري داخل المملكة، وتخرج من كلية الملك عبد العزيز الحربية، بدرجة بكالوريوس في العلوم العسكرية متخصصصا بالمدرعات.
ثم استكمل تعليمه العسكري بالحصول على ماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة داخل المملكة.
ثم انتقل إلى مصر ليحصل على درجة زميل كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا.
وتنقل الأزيمع بين عدد من المناصب في مسيرته العسكرية الميدانية التي بدأها بالعمل ضابطا في سلاح الدروع، وقائدا لفصيل دروع، ثم قائدا لفصيل مشاة وفصيل تموين وصيانة، قبل أن يعين مساعدا لقائد سرية، فقائد سرية لاحقا.
وأصبح لاحقا قائدا لكتيبة دروع، قبل أن يتحول للعمل في الإدارة ومن ثم في الاستخبارات العسكرية، حيث تولى منصب مساعد ركن الاستخبارات في اللواء الرابع بالقوات البرية الملكية السعودية في عملية درع الصحراء لتحرير الكويت، أو ماعرف بحرب الخليج الثانية، ثم تولى منصب مساعد قائد اللواء، فقائد لواء في تشكيلات الجيش السعودي.
"درع الجزيرة"
ظل الأزيمع ضابطا عسكريا مغمورا حتى سلطت الأضواء عليه بعد توليه منصب قائد قوات درع الجزيرة، وهي القوة التي تشكلت من قوات برية سعودية بالدرجة الأساس ومشاركة من بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وأرسلت إلى البحرين في عام 2011 بناء على طلب الحكومة البحرينية في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت هناك.
وعين الأزيمع قائدا للمنطقة الجنوبية، وقد تولى ، بحسب وكالة الأنباء السعودية، "الإشراف على خطة "درع الجنوب"، كما تولى إدارة العمليات العسكرية في عاصفة الحزم، وإعادة الأمل" في إشارة إلى العمليات العسكرية لقوات التحالف بقيادة السعودية في الحرب الدائرة في اليمن.
وتولى أيضا قيادة المنطقة الشرقية قبل أن يتولى منصب مستشار عسكري في مكتب وزير الدفاع الذي يتولاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بنفسه.
ورقي الأزيمع مطلع عام 2018 إلى رتبة فريق ركن، وعين في منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السعودي.
وقد ظل في هذا المنصب حتى صدور الأمر الملكي الثلاثاء بتكليفه بالقيام بعمل قائد القوات المشتركة، في أعقاب إقالة قائدها السابق والتحقيق معه وضباط أخرين بتهم فساد وتعاملات مالية مشبوهة في وزارة الدفاع السعودية.
وتشن القوات المشتركة للتحالف بقيادة السعودية حملة عسكرية في اليمن منذ إطاحة جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران بالحكومة في صنعاء في عام 2015، وتدخل التحالف لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب في اليمن خلفت أكثر من 7000 قتيل معظمهم من المدنيين، لكن المراقبين يعتقدون أن عدد القتلى أعلى بكثير، ويقدر موقع بيانات الأحداث والمنازعات (ACLED) ومقره الولايات المتحدة أن عدد القتلى تجاوز 90 ألف مدني ومقاتل.
وتسبب القتال الدائر في اليمن في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
فيديو قد يعجبك: