"فورين بوليسي": وفاة جينسبيرج ستؤثر على السباق إلى البيت الأبيض
كتب- محمد صفوت:
توقعت مجلة "فورين بوليسي"، أن تؤثر وفاة القاضية روث جينسبيرج القاضية بالمحكمة العليا الأمريكية، وتعيين بديلاً لها، على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر لها 3 نوفمبر المقبل، والتي تشهد منافسة شرسة بين الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى لولاية ثانية، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي يستغل الأزمات التي شهدتها بلاده في عهد ترامب، للترويج لنفسه.
وذكرت المجلة أن تعيين قاضي بديلاً لجينسبيرج لشغل منصبها ربما يحول المحكمة العليا إلى قضية رئيسية في الحملات الانتخابية، ووفقًا للدستور الأمريكي، يتم تعيين القضاة من قبل الرئيس ثم يعتمدهم مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليًا.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى التناقض في موقف زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي رفض في 2016، سعي أوباما لترشيح قاضٍ بالمحكمة العليا، بحجه أن الوقت ليس مناسب في عام انتخابي، والآن يدعم جهود ترامب، لتعيين بديلاً لجينسبيرج.
عقب وفاة جينسبيرج، سارع ماكونيل إلى إصدار بيانًا ليوضح أن الوضع مختلفًا عما كان في عهد أوباما.
وتقول "فورين بوليسي" إن المعركة من أجل استبدال جينسبيرج، البطلة بالنسبة للكثيرين، ستكون مريرة بشكل استثنائي، وتحفز الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وسيكون لها تأثير كبير ليس فقط على السباق إلى البيت الأبيض، ولكن على الصراع من أجل السيطرة على مجلس الشيوخ، مضيفةً: "بالنسبة لترامب، الذي يعتقد أن انتخابه في 2016 كان مدعومًا بشكل كبير بتعهده بتعيين قضاة محافظين، ودعم ذلك بإصدار قائمة بالمعينين المحتملين، وكلها وافق عليها المجتمع الفيدرالي اليميني".
ومع ذلك، كان العديد من الجمهوريين البارزين يضعون استراتيجيات بشأن استبدال عام الانتخابات السريع لجينسبيرج منذ دخولها المستشفى في مايو الماضي.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء، اليوم الأحد، أنه من المتوقع أن يوضح بايدن موقفه في كلمة له في فيلادلفيا وعرض رأيه بشأن عزم ترامب تعيين بديل للقاضية جينسبيرج؛ حيث يُعد الأمر ملحًا بوجه خاص بالنسبة للديمقراطيين نظرًا إلى أن المحكمة العليا قد تستمع للمرافعات الشفهية في حال السعي لإلغاء قانون الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير" بعد أسبوع من يوم الاستحقاق الانتخابي.
وقالت حملة بايدن في بيان إن "الناخبين يدركون أن القاضي القادم للمحكمة سيتخذ قرارًا من عدمه بشأن، ما إذا كانوا سيستمرون في التمتع بالحماية لظروف موجودة سلفًا أم لا".
من جانبها، قالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية، اليوم، في برنامج "هذا الأسبوع" بشبكة "أيه بي سي" التليفزيونية الأمريكية، إن ترامب يسارع من أجل استبدال عميدة المحكمة العليا الراحلة جينسبيرج، لأنه "يرغب في سحق قانون حماية المرضى والرعاية بأسعار مقبولة (أوباما كير).
وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي الإخباري، أن بيلوسي تريد أن توجه الحديث حول استبدال جينسبيرج المحتمل إلى مجال الرعاية الصحية، حيث تظهر استطلاعات الرأي أنها قضية رئيسية بالنسبة للناخبين، خاصة في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد، فيما تدعو إدارة ترامب، المحاكم إلى إلغاء هذا القانون، حيث تتم حماية الملايين بموجبه بشروط مسبقة.
ونقل "أكسيوس" عن بيلوسي قولها اليوم الأحد إنه "لا يريد القضاء على الفيروس، إنه يرغب في سحق قانون حماية المرضى والرعاية بأسعار معقولة".
وحث ترامب، أمس السبت، الجمهوريين على التوحد سريعًا لتعيين قاض في المنصب الشاغر للمحكمة العليا الذي خلفه وفاة، وغرد ترامب عبر "تويتر" قائلًا: "لقد تم تكليفنا في موقع السلطة والأهمية هذا لاتخاذ قرارات للأشخاص الذين انتخبونا بكل فخر، وأهمها منذ فترة طويلة هو اختيار قضاة المحكمة العليا للولايات المتحدة" مضيفًا: "لدينا هذا الالتزام بدون تأجيل".
وجاءت التغريدة وسط مؤشرات على أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، ربما يترددون في أن يتم شغل المقعد الشاغر بالمحكمة العليا مع اقتراب انتخابات نوفمبر.
واختتمت "فورين بوليسي" تقريرها، بالإشارة إلى بيان، قيل إن جينسبيرج، أملته إلى حفيدتها كلارا سبيرا، قبل وفاتها بأيام وجاء فيه: "أتمنى بشدة ألا يتم استبدالي حتى يتم تنصيب رئيس جديد".
فيديو قد يعجبك: