لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معاناة نيويورك واقتصادها في ظل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة افتراضيا

10:59 ص الإثنين 21 سبتمبر 2020

الأمم المتحدة

نيويورك- (د ب أ):

اعتاد سكان نيويورك على التحسب لازدحام الحركة المرورية في نهاية سبتمبر من كل عام، بالتزامن مع وصول الآلاف من الدبلوماسيين ومواكب سياراتهم والوفود المرافقة لهم إلى مانهاتن للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إلا أنهم لن يضطروا للقلق هذا العام حيث تبدأ الفعاليات على قدم وساق غدا الثلاثاء، مع قيام قادة العالم بارسال كلماتهم بالفيديو إلى قاعة الأمم المتحدة الصامتة، ما يمثل أحدث صدمة لمحاولات مدينة نيويورك المترنحة لإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية في عصر جائحة كورونا.

ومع استمرار تفشي الجائحة وبقاء قواعد الحجر الصحي في نيويورك معمولا بها، قرر قادة الأمم المتحدة عقد الحدث، الذي يصادف أيضا الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية، افتراضيا، ما يعني أن المدينة التي تسعى جاهدة للتعافي من كارثة صحية، لا تزال بعيدة عن استعادة بريقها الدولي.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن بيني أبيواردينا، التي تعمل مع دبلوماسيي الأمم المتحدة بصفتها مفوضة الشؤون الدولية في مكتب عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، القول في مقابلة، :"هناك نوع من الصدمة لأننا لن نتحدث عن إغلاق الطرق هذه المرة".

وأضافت :"من المؤسف ألا نرى الزحام الذي اعتدنا عليه في المتاجر والمطاعم والحانات، إلا أن هذا في الوقت نفسه يعكس مدى جدية نيويورك في التصدي للجائحة".

وعادة ما كان يُعتبر شهر سبتمبر موسم ارتفاع عدد الزوار بالنسبة لنيويورك، حيث تتزامن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع بطولة أمريكا المفتوحة للتنس مع أسبوع الموضة.

ويتذكر جون فيتزباتريك، الذي يمتلك فندقين في وسط مانهاتن، السنوات الماضية عندما كان عادة ما يجني أعلى الأسعار في مثل هذا الوقت من العام مع وصول الحجوزات إلى الدرجة القصوى تقريبا. أما الآن، فإنه يكافح من أجل الحفاظ على استمرارية عمل ممتلكاته، ويخشى من أنه قد يضطر للإغلاق العام المقبل إذا لم تتوصل الدولة إلى حلول مناسبة بصورة أكبر لضمان استمرارية الأعمال، مثل تخفيف تدابير الحجر الصحي.

ويقول فيتزباتريك :"العام العادي، هو العام الذي كانت الأمور فيه جيدة حقا للأعمال .. إن نيويورك على ما يرام ، ولكن الأعمال تحتضر فيها ".

وكان سكوت سترينجر مراقب حسابات مدينة نيويورك قال في أغسطس إن إيرادات ضريبة إشغال الفنادق في المدينة تراجعت بنسبة 80% في الفترة من أبريل إلى يونيو. ومن المتوقع أن تبدأ المدينة في التعافي من الخسائر خلال الفترة القادمة، حيث سيُسمح للمطاعم في الأماكن المغلقة بفتح أبوابها أمام العملاء بصورة محدودة تبلغ ربع طاقتها الاستيعابية بداية من 30 سبتمبر.

ورغم أن البعض قد يقول إن اجتماعات الأمم المتحدة كانت تكلف نيويورك أموالا طائلة بما تتطلبه عادة من عمل الآلاف من أفراد الأمن لفترات إضافية، فإن مدينة نيويورك كانت تحصل على أموال من الحكومة الاتحادية مقابل التكاليف المرتبطة بتوفير الأمن. وفي السنة المالية المنتهية في يونيو، تحملت المدينة تكاليف بلغت نحو 30 مليون دولار، وقد تلقت منها حتى الآن 6ر22 مليون دولار.

وقد تعلم القائمون على التخطيط لعودة الأعمال دروسا مما شهدته الفترة الماضية.

وذكرت "بلومبرج" أن مصارف مانهاتن، على سبيل المثال، تعلمت الدرس من محاولات شهدتها الأسابيع الماضية للعودة للأعمال. فقد أمرت "جي بي مورجان تشيس" و"باركليز" وجولدمان ساكس" موظفيها بالعمل من المنزل بعد ثبوت إصابة موظفين عائدين بكورونا. وأبلغت جهات أعمال أخرى موظفيها بأن بإمكانهم العمل من المنزل حتى نهاية العام أو منتصف عام 2021 .

وعلى مدار عقود، ظلت اجتماعات الجمعية العمومية السنوية تبرهن على أهمية نيويورك كعاصمة لعالم يتسم بالعولمة، حيث يجتمع قادة نحو 190 دولة معا ويتباحثون عبر دبلوماسية مرتجلة في ردهات الفنادق وغيرها بشأن كل القضايا من التغير المناخي إلى قضايا الحرب والسلام.

ومن المؤكد أن سكان نيويورك سيستشعرون هدوءا مخيفا وسط مانهاتن هذه الأيام

وقال تيجاني محمد بندي، رئيس الدورة السابقة من اجتماعات الجمعية العامة والمسؤول عن الترتيب للحدث الافتراضي إلى حد كبير لهذا العام، في مقابلة، :"فقدنا إلى حد كبير النشاط والزخم وفرص عقد الاجتماعات بالحضور الشخصي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان