أمريكا منكوبة: أعاصير في الخليج.. حرائق في الغرب.. وكورونا في كل مكان
كتبت- هدى الشيمي:
وصفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية الوضع الآن في الولايات المتحدة بالكارثي، وقالت إن المواطنين الأمريكيين لا يعيشون الآن كارثة واحدة فقط، بل الكثير؛ ضرب إعصار سالي ولاية ألاباما وفلوريدا الأسبوع الماضي، فأغرق المنازل وترك عشرات الآلاف بدون كهرباء.
ولا تزال الرؤية في الساحل الغربي ضبابية نظرًا إلى الدخان الناتج عن أسوأ موسم حرائق تشهده المنطقة حيث حُرقت مدن بأكملها. فيما تتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في ولاية ويسكونسن، وفوق كل ذلك يتفشى الوباء في كل مكان بالولايات المتحدة.
قال المُتحدث باسم الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إنه لأول مرة في تاريخ أمريكا، وفي الخمسين ولاية، تُعلن مقاطعة كولومبيا، وقبيلة سيمينول في فلوريدا، وخمسة أقاليم حدوث كوارث كبرى، مُضيفًا: "البلد بأكمله أصبح منطقة منكوبة".
حلّت الكوارث بالولايات المتحدة على مدار العقود الماضية، ولكن عام 2020 كان الأسوأ حتى الآن حسب "ذي أتلانتيك"، لافتة إلى أنه بعدما استنفد خبراء الأرصاد القائمة الرسمية الأبجدية لاسماء العواصف، اتجهوا إلى الأبجدية اليونانية. انتهت العاصفة شبه الاستوائية "ألفا" في عطلة نهاية الأسبوع، فيما تهدد العاصفة الاستوائية "بيتا" ساحل الخليج، رغم أنه لا يزال هناك أكثر من شهرين لبدء موسم الأعاصير في الولايات المتحدة.
تُعرف الكوارث بأنها أمور مفاجئة ورهيبة، ولكنها عادة ما تحدث لأسباب مُعقدة ومتنوعة، وربما يكون أحد أسبابها هو تغير المناخ الذي يفاقم أزمات الحرائق الغربية والأعاصير الشرقية. قالت المجلة إن سياسات إدارة الغابات، التخطيط، تقسيم المناطق والبنية التحتية القديمة تلعب دورًا كبيرًا في حدوث الكوارث.
كذلك تقود الكوارث في بعض الأحيان إلى حدوث كوارث أخرى، أوضحت المجلة أن موجات الحرارة قد تؤدي إلى الجفاف، وتدمر الحرائق الغطاء النباتي الذي يحافظ على تماسك التربة ما يتسبب في الانهيارات الطينية. يؤدي تغير المناخ إلى رفع سطح البحر ما يؤدي إلى فيضانات ساحلية، وتشرّد الحرائق والفيضانات الناس وتدفعهم إلى الملاجئ حيث الازدحام، وبالتالي تُخلق بيئة مواتية لانتشار فيروس كورونا.
يطلق الباحثون على هذه الشبكة المُعقدة من الأزمات اسم "الكوارث المتتالية"، وهي الكوارث التي تنتج عن كوارث أخرى وهو أشبه بسقوط قطع الدومينو. قال أمير أغاكوشاك، من جامعة كاليفورنيا، وفارشيد واهديفارد من جامعة ولاية ميسيسيبي أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد احتمالات حدوث الكوارث بشكل متزايد، ومع ذلك لا يزال العديد من مُحللي المخاطر يتعاملون مع كل كارثة باعتبارها حدث مُنفصل.
ترى "ذي أتلانتيك" أن الولايات المتحدة الآن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تتكيف مع الأزمات وتصبح الكوارث المتتالية وضعها العادي الجديد، أو تعمل على ايقاف سقوط قطع الدومينو، وفي حال حدوث الخيار الثاني، فإنه من الضروري إجراء تغييرات منهجية شاملة تساعد على التصدي لتغيير المناخ، والتخلص من السياسات الظالمة، والتصدي لوباء كورونا قبل مئات مئات الآلاف من الأشخاص.
فيديو قد يعجبك: