السفير الروسي بألمانيا يحذر من توجيه الاتهام لبلاده في واقعة نافالني

برلين (د ب أ)

حذر السفير الروسي في ألمانيا، سيرجي نيتشايف، من توجيه الاتهام إلى بلاده في واقعة تسميم المعارض البارز الكسي نافالني.

وفي تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية الصادرة غدا الأربعاء، قال نيتشايف إن "هيستريا معادية لروسيا" انطلقت بشكل مصطنع، وأضاف:" ما لا يمكننا قبوله على الإطلاق هو التأكيد النهائي أن الحكومة الروسية لها علاقة بالواقعة، نحن لا يمكن أن نقبل بالإنذارات والتهديدات بفرض عقوبات".

وطالب نيتشايف السلطات الألمانية بتقديم أدلة للمحققين الروس حتى يتمكنوا من فتح تحقيق رسمي.

يشار إلى أن التحقيقات في روسيا لا تزال حتى الآن تحقيقات أولية، وقد طالبت برلين الحكومة الروسية بتوضيح الواقعة.

ويُعْتَقَد أن نافالني/44 عاما/ كان هدفا لعملية اغتيال باستخدام غاز أعصاب من مجموعة نوفيتشوك المحظورة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. وقد أكدت ثلاثة معامل متخصصة، أحدها معمل تابع للجيش الألماني، ومعهدان آخران في فرنسا والسويد، ثبوت العثور على بقايا المادة الكيماوية.

وانتقد السفير الروسي عدم تسليم روسيا عينات طبية حيوية من نافالني أو أدلة تفيد بتسميمه.

وكان فريق نافالني أعلن أن الدولة الروسية مسؤولة عن الجريمة وأنها ليس لديها مصلحة في توضيح ملابساتها.

وقال نيتشايف:" نحن نأخذ الواقعة مأخذ الجد تماما"، لكنه رأى أن التعاون مع ألمانيا ليس سهلا، منوها إلى تأخر الرد على طلب روسيا المساعدة القانونية، وذكر أنه تم رفض مقترح من غرفة الأطباء الروس للتعاون مع الزملاء الألمان.

وفي ذات السياق، قال نيتشايف إن الجانب الألماني لم يرد بعد على طلب السلطات الروسية بتقديم الرعاية القنصلية إلى نافالني بوصفه مواطنا روسيا، وقال " نفتقر في الوقت الراهن إلى استعداد الجانب الألماني للتعاون"، ولفت إلى وجود العديد من الأسئلة العالقة، منها سؤال عن السبب لإصابة نافالني وحده بالسم وليس أي فرد آخر من فريقه أو من العاملين في الفندق الذي كان فيه أو المستشفي.

وصرح نيتشايف بأن بلاده تأمل لهذا السبب في تعاون المحققين من الجانبين " ولهذا نحن بحاجة إلى دعم ألمانيا لأنه بدون الأدلة الملموسة، التي تم التحدث عنها كثيرا لكن قليلا ما تم إظهارها، لا يمكننا أن نفعل الكثير في الوقت الراهن".

وفي إشارة إلى الاتهامات بأن القيادة الروسية أمرت بتسميم نافالني، قال نيتشايف إن نافالني تلقى الرعاية في أول الأمر من قبل أطباء روس وإن موسكو أخلت الطريق له ليتوجه إلى برلين.

ويتلقى نافالني العلاج في برلين منذ الثاني والعشرين من الشهر الماضي في مستشفى شاريتيه، وكان نافالني قد أعلن أنه في طريقه إلى الشفاء.