كيف أثر فيروس كورونا في حملة ترامب الانتخابية؟
كتبت- هدى الشيمي:
أمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تركز حملته الانتخابية على انتعاش الاقتصاد في بلاده في مطلع 2020، إلا أن فيروس كورونا المُستجد واستجابة الرئيس له لعبا دورًا كبيرًا في عملية صياغة الحملة التي يسعى رجل الأعمال النيويوركي من خلالها الفوز بفترة ولاية ثانية.
قالت شبكة (سي إن إن) الإخبارية إن فيروس كورونا لا يُهيمن فقط على رئاسة دونالد ترامب هذا العام، ولكنه يُحدد معالم حملته الانتخابية كذلك، إذ وجد بحث جديد تضمن استطلاع رأي أن وباء كوفيد-19 هو أكثر ما يشغل بال الأمريكيين ويلفت أنظارهم نحو المُرشحين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
أجرت سي إن إن البحث بالتعاون مع باحثين من جامعة جورج تاون وجامعة ميشيجان، تتبع ما يتابعه الأمريكيون ويشاهدونه ويقرأونه عن مُرشحين في انتخابات الرئاسة لعام 2021 منذ أوائل يوليو الماضي، أن كل ما يتعلق بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا كان أكثر الأمور التي اهتم بها المواطنين في الولايات المتحدة.
سأل الباحثون الأشخاص الذين شاركوا في التحليل عن أكثر التصريحات التي اهتموا بها والتي صدرت عن الرئيس الأمريكي أو منافسه الديمقراطي في الانتخابات جو بايدن خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبينما كان الوباء الموضوع الأكثر ارتباطًا بترامب، إلا أن الأمريكيين اهتموا بالعديد من الأمور الأخرى مثل الأقنعة، والنصائح الطبية، والخبراء، واللقاحات، واتضح مؤخرًا أنهم يهتمون كثيرًا بتقليل الرئيس الأمريكي من خطورة الفيروس واستهانته بتأثيره في بداية الأزمة.
أظهر التحليل أن مُعظم تركيز ترامب في مطلع يوليو كان على ارتداء الأقنعة، مع ظهور كلمة "قناع" ضمن الكلمات العشر الأكثر استخدامًا في خطابات الرئيس الأمريكي، إذ قال إنه ارتدى قناعًا أثناء زيارته لمصنع فورد في ميشيجان في أواخر مايو الماضي، وكذلك رفضه لارتداء الكمامة امتثالاً لدعوة سلطات الصحة العامة الفيدرالية للمواطنين بالالتزام بارتدائها.
ثم قلّ استخدام كلمة قناع، إذ أظهر التحليل أن الكلمة اختفت تمامًا من أكثر 20 كلمة ارتباطًا بترامب منذ بداية وحتى منتصف أغسطس الماضي.
اهتم المواطنون- حسب التحليل- بقضايا أخرى مرتبطة بكوفيد-19 لاسيما مسألة نصائح الخبراء والأطباء بما في ذلك كل ما يتعلق بأنتوني فاوتشي وديبورا بيركس وغيرهم، خاصة في الفترة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي بتصريحات متناقضة مع الصادرة عن الخبراء، ولكن خفّت الإشارة إلى فاوتشي وغيره ولم يأتي اسمه في قائمة أكثر 50 كلمة مرتبطة بترامب في الأسابيع الستة الماضية.
وبينما قلّ الاهتمام بالخبراء، ازداد نقاش الأمريكيين حول العلاجات واللقاح المُحتمل للوباء، زاد الحديث حول دواء هيدروكسي كلوروكين وانضم إلى قائمة أكثر 50 كلمة مرتبطة بترامب في أوائل أغسطس، خاصة بعدما نشر ابنه دونالد ترامب جونيور مقطع فيديو يروّج فيه لاستخدام العقار كعلاج لكوفيد-19 على تويتر، غير أن إدارة الموقع حذفت الفيديو باعتباره معلومات مُضللة.
وفي ذلك اليوم، قال الدكتور أنتوني فاوتشي أن التجارب السريرية أظهرت أن هيدروكسي كلوروكين غير فعال ضد الفيروس.
تزايد أعداد الأمريكيين- وفق سي إن إن - الذين يتحدثون عن امكانية وجود لقاح مُحتمل لفيروس كورونا في أواخر أغسطس، بعد تصريحات ترامب بأن الولايات المتحدة قد يكون لديها لقاحًا مُعتمدًا بالفعل بنهاية العام.
زعم الرئيس الأمريكي أنه ستتم الموافقة على اللقاح في أواخر أكتوبر، ومنذ ذلك الحين زاد اهتمام الأمريكيين بكل ما يتعلق بكلمة لقاح.
غير أن خبراء الصحة العامة واللقاحات في الولايات المتحدة يشككون في صحة تصريحات ترامب، وقالوا إنه من غير المرجح الموافقة على أي لقاح ضد وباء كوفيد-19 قبل انتخابات 3 من نوفمبر، مؤكدين أنه لا يمكن إتاحة اللقاح على نطاق واسع للجمهور حتى عام 2021.
زاد اهتمام الأمريكيين بقوانين الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي منذ منتصف يوليو وحتى منتصف أغسطس، عندما ركزت البلاد على احتمالية إعادة فتح بعض الولايات، وخشى بعض المسؤولين من أن تُقدم بعض الولايات على هذه الخطوة في وقت مُبكر ما يزيد من خطورة العدوى إلى المزيد من الأشخاص.
فيديو قد يعجبك: