الانتخابات الأمريكية: ترامب يقود الولايات المتحدة نحو مكان مُظلم

كتبت- هدى الشيمي:
امتنع دونالد ترامب عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر انتخابات الرئاسة أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، ووجدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن موقف الرئيس من الهزيمة في عملية الاقتراع يقود الولايات المتحدة نحو مكان مُظلم عقب عام مليء بالتوترات السياسية والمشاكل الكبيرة.
قالت "سي إن إن"، في تحليل نُشر اليوم الخميس، إن تعنت ترامب وموقفه المُتشدد إزاء العديد من الأمور والتي من ضمنها الاقتراع عبر البريد، شكّل تهديدًا خطيرًا على الديمقراطية والتي عززت الحكم الجمهوري على مدار 250 عامًا.

قال ترامب عندما سُئل عما إذا كان سيلتزم بالانتقال السلمي للسلطة حال خسارته للانتخابات: "علينا أن نرى ما سيحدث، أنت تعلم أنني اشتكي طوال الوقت من عمليات الاقتراع، فهي كارثية".
وتابع: "تخلصوا من بطاقات الاقتراع، لن يكون هناك انتقال…..، سيكون هناك استمرار".

لا تشكل تعليقات الرئيس الأمريكي، حسب "سي إن إن"، خطورة على الانتخابات التي طالما تحدث عنها بطريقة غير مناسبة، ولكنها ترسم صورة لكيفية تعامل مؤيديه مع خسارته حال فوز منافسه الديمقراطي بالرئاسة في الانتخابات التي من المُقرر إجراؤها في 3 نوفمبر المقبل.

وقت حرج

ترى الشبكة الأمريكية أن تعليقات ترامب تأتي في وقت حرج نظرًا إلى الاضطرابات العرقية والاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة الصيف الماضي، والتي اندلعت مُجددّا أمس الأربعاء عقب إعلان الشرطة إن ضابطين أُطلق عليهما الرصاص في لويزفيل بولاية كنتاكي، وسط احتجاجات على عدم توجيه الاتهامات إلى الضباط الذين قتلوا الفتاة السوداء بريونا تايلور في منزلها دون ارتكابها لأي جريمة.
زادت حدة لهجة الرئيس الأمريكي بعد قيامه مرة أخرى بتسييس الجهود المبذولة لقمع الوباء، وتجاوزه للمسؤولين في الصحة العامة بشأن ما إذا كان اللقاح المطوّر حديثًا آمن للاستخدام أم لا.

ترى "سي إن إن" أن كل أفعال ترامب وتصرفاته وتصريحاته وغرائزه المناهضة للديمقراطية ومنحه الأولوية لأهدافه السياسية الخاصة وسط حالة الطوارئ التي تمر بها الولايات المتحدة تؤكد أنه يُخطط لعدم السماح بأي شيء بمنعه من الفوز بولاية ثانية، بما في ذلك صحة المواطنين، قدسية الانتخابات الأمريكية أو حتى سمعة المحكمة العُليا.
كذلك سكبت تعليقات ترامب، حسي سي إن إن، البنزين على المعركة المشتعلة للبحث عن قاضي لملء الفراغ الذي خلفه وفاة القاضية في المحكمة العُليا روث بادر جينسبورغ، وأوضحت أن الرئيس يعتزم جرّ المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، إلى حربه السياسية بطريقة قد تؤثر على شرعيتها وسط ملايين الأمريكيين.

جهود تخريبية

تأتي محاولات ترامب الأخيرة لإثارة ضجة وسط جهوده للقضاء على الآليات التقليدية للحكومة بهدف تحقيق مصالحه الشخصية، حسبما ذكرت سي إن إن، والتي أصبحت أشبه بالطقوس اليومية تقريبًا.

يرفض ترامب اتباع نصائح العلماء والخبراء في الصحة للتعامل مع أسوأ أزمة صحة منذ 100 عام، وقدّم حقائق خاطئة بشأن كوفيد-19، وزعم أن الأزمة أوشكت على الانتهاء في وقت دقت فيه العديد من الدول ناقوس الخطر بالتزامن مع التحذير من احتمالية حدوث موجة انتشار ثانية مع بدء فصل الخريف واقتراب الشتاء.
أظهرت التصريحات والتعليقات الصادرة من داخل الجناح الغربي والتي جاءت بعد يوم واحد من وصول عدد الوفيات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى 200 ألف، كيف يبذل البيت الأبيض جهودًا تهدف بصورة رئيسية إلى خدمة أغراض ترامب وتحقيق حلمه بالفوز بولاية ثانية، حسب "سي إن إن".

قالت الشبكة الإخبارية إن ترامب فعل كل شيء من أجل تحقيق مكاسبه السياسية والشخصية، مُشيرة إلى محاولة إقالته بعد سعي إلى استمالة أوكرانيا من أجل التدخل في الانتخابات.
ولكن هناك شعور يصبح أكثر وضوحًا يومًا بعد يوم، وهو أن ترامب يقود أمريكا إلى مكان خطير في الأسابيع القليلة التي تسبق الانتخابات، وتتوقع الشبكة الأمريكية أن الأيام المُقبلة ستكون أكثر توترًا، وسيترتب عليها سنوات من الانقسام فقط لأن الرئيس يفعل كل ما في وسعه، وكل ما يمكن القيام به للبقاء داخل البيت الأبيض.