ما نعرفه عن صواريخ "اسكندر" التي هدّدت أرمينيا باستخدامها في قره باغ

كتبت- رنا أسامة:

فيما يتصاعد أحدث جولات النزاع الأرمني الأذري المُستمر منذ عقود، هدّدت أرمينيا باستخدام صواريخ "إسكندر" الباليستية في حال أرسلت تركيا- التي تواصل صبّ الزيت على نار الأزمة- مقاتلات "إف 16" إلى إقليم قره باغ الأرمنية الانفصالية.

وقال السفير الأرمني لدى موسكو توجانيان لوكالة "نوفوستي" أمس الاثنين: "قيادتنا العسكرية أكدت مرارا أنه سيتم اللجوء لكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك منظومات (إسكندر)، في حال مواجهة شعب ناغورني قره باغ تهديد مقاتلات إف-16 التركية".

وحذّر من أن "القوات المسلحة الأرمنية ستكون مضطرة لاستخدام كامل ترساناتها لضمان الأمن"، وذلك مع تواصل المعارك الدامية منذ 3 أيام بين الجانبين، فيما عزّز فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المخاوف من تصعيد إضافي بخطاب عالي النبرة دعم فيه باكو، داعيًا إلى وضع حدّ لما أسماه "احتلال ناغورني قره باغ".

وأعلنت الدولتان الأحكام العرفية، وأقرّت أرمينيا التعبئة العامة، فيما فرضت أذربيجان حظر تجول على جزء من البلاد، لا سيّما في العاصمة.

وسبق أن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذرية، جيهون بيراموف، أن بإمكان بلاده الرد بشكل مناسب على أرمينيا، إذا استخدمت صواريخ "إسكندر" في قره باغ. وعام 2016، أصبحت أرمينيا أول دولة تحصل على صواريخ "إسكندر" التكتيكية الروسية التي يصل مداها إلى 650 كيلومترًا.

ماذا نعرف عن"اسكندر"؟

تُعرف صواريخ "إسكندر" باسم "إس إس- 26" أو "ستون"، بحسب مُسمّيات حلف شمال الأطلسي "الناتو". وهي صواريخ باليستية قصيرة المدى.

صُنِعت من قِبل المؤسسة الفيدرالية الموحّدة وتم اختبارها لأول مرة في عام 1996.

اعتمدها الجيش الروسي رسميًا في عام 2006. وفي الوقت الراهن يعمل فقط مع الجيش الروسي حوالي 20 منها. والبديل المخصص للتصدير، يعرف باسم "اسكندر-إي".

يُطلق الواحد منها كصاروخ يحمل حربيًا في قوس باليستي، مُحلّقًا على ارتفاع يصل إلى 163 ألف قدم، ثم ينفصل الرأس الحربي عن الصاروخ، ليصيب هدفه بسرعة فائقة.

ويبلغ مداه حوالي 480 كيلومترًا، ما يجعله في الحدّ المسموح به من قبل معاهدة القوات النووية المتوسطة لعام 1987، التي حظرت حيازة صواريخ أرضية يزيد مداها عن 480 كيلومترًا.

يحمل صاروخ منظومة إسكندر البالغ وزنه 3 أطنان عبوة تحتوي على 400 كيلوجرام من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار. ويُعد اعتراضه مهمة مستحيلة نظرا لسرعته و قدرته على المناورة على مستويين من أجل تجنب الصواريخ المضادة، بحسب مجلة "ديفينس" الأمريكية.

تنتقل هذه المنظومة إلى حالة القتال خلال دقيقة واحدة، وتتحدد دقتها في إصابة الهدف بدائرة نصف قطرها 30 مترًا.

ووفق مجلة "بوبيلر ميكانيك" الأمريكية، يستهدف شن هجمات وإصابة أهداف أرضية ذات قيمة عالية. ويحمل ذخيرة تزن 635 كيلوجرامًا من المتفجرات القوية (HE)، والذخیرة الصغیرة، ومتفجرات من الوقود والهواء لتدمير المخابئ والمواقع الأخرى ذات الأسطح الشديدة الصلابة.

في وقت سابق من هذا الشهر، نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو لنظام الصواريخ التكتيكي التشغيلي "إسكندر" في حقل التدريب كابوستين يار بالقرب من استراخان.

وقالت الوزارة إن مهمة الجنود من المنطقة العسكرية الشرقية تمثلت في ضرب الأهداف التي تحاكي موقعا مهما للغاية للعدو الافتراضي.

بعد الإطلاق، رصدت الطائرة المسيرة "أورلان-10" التي كانت تدور فوق الهدف، إصابة الهدف وتدميره.

يأتي ذلك فيما يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، بطلب من دول أوروبية، اجتماعًا طارئًا مغلقًا لبحث التطورات في ناغورني قره باغ. ومن المُقرر أن يُعقد الاجتماع الساعة 17:00 (21:00 بتوقيت جرينتش) بطلب من بلجيكا، إثر مبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا.