إعلان

الصحة العالمية تحذر: اللقاح السريع سيفاقم كورونا.. ولا فاعلية 100%

02:33 م الخميس 03 سبتمبر 2020

منظمة الصحة العالمية

كتبت- رنا أسامة:

أعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من أن تؤدي الضغوط والاقتصادية للإسراع في تعميم استخدام لقاحات ضد "كوفيد 19" غير مستوفية لشروط السلامة، ومنخفضة الفاعلية، أي لا يتعدّى معدّل احتوائه للفيروس نسبة 10 و20 بالمائة.

وهناك أكثر من 100 لقاح قيد التطوير قبل السريري من قِبل شركات أدوية ومؤسسات أكاديمية وهيئات حكومية وغيرها. ويخضع أكثر من 70 لقاحًا منها للمراقبة والتتبع من قِبل منظمة الصحة العالمية. وتخضع عشرات اللقاحات المُرشّحة، في أكثر من 12 دولة، بالفعل لتجارب سريرية.

وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، نُشر الخميس، قالت أخصائية الوبائيات آنا ماريّا هيناو التي تشرف منذ أعوام على قسم البحوث اللقاحية في المنظمة: "نعرف أن الفاعلية الكاملة هي سراب في علم اللقاحات، لكن يُحتمل أن تكون بعض اللقاحات الأولى ضد كورونا أسوأ من عدم وجود اللقاح".

كان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة ستواصل منفردة البحوث التي تجريها لتطوير لقاح ضد "كوفيد- 19" بدعوى "عدم الخضوع لقيود الجهات المتعددة الأطراف مثل منظمة الصحة العالمية"، وأنها لن تتعاون مع مبادرة "كوفاكس" التي تشرف على تنسيقها المنظمة التي تتهمها واشنطن بخدمة المصالح الصينية.

"مستوى فاعلية اللقاح"

وفي حين يُقِرّ خبراء المنظمة الدولية بأنهم لم يتمكنوا بعد من تحديد المستوى اللازم لفاعلية اللقاحات من أجل وقف انتشار كورونا، قالت هيناو: "نفضّل أن يكون اللقاح بجرعة واحدة وألا تقلّ فاعليته عن 70 بالمائة، لكن استنادًا إلى المعايير التي وُضعت في أبريل، يمكن الاكتفاء في المرحلة الأولى بلقاح على جرعتين وفاعلية بنسبة 50 بالمائة لمواجهة هذا الوباء الذي يودي بحياة ٤٠ ألف ضحية كل أسبوع في جميع أنحاء العالم".

وأشارت الصحيفة إلى أن البحوث التي أجريت في جامعات عدة بإشراف "الصحة العالمية" بيّنت أن التصدّي لجائحات جديدة بدون اللجوء إلى تدابير وقائية أخرى يقتضي "لقاحًا لا تقل فاعليته عن 60 بالمائة في حال تعميمه على جميع السكان، وعن 70 بالمائة إذا وُزّع على ثلاثة أرباعهم وعن 80 بالمائة إذا وُزّع على نصفهم".

وفيما يتعلق بالأسباب المُحتمل أن تؤدي إلى تفاقم الجائحة في حال التسرع في استخدام لقاحات غير علمية، رجّحت هيناو، بحسب الصحيفة، أن الخطر سينبع من "الافتراض الخاطئ بأن اللقاح سيؤدي إلى انخفاض ملحوظ في معدل انتشار الوباء، والاعتقاد بأن مُتناوليه يتمتعون بالمناعة الكافية ما يدفع إلى التخلّي عن تدابير الوقاية".

ومن أجل ضمان فاعلية اللقاحات التي يجري تطويرها، يقترح فريق خبراء المنظمة دراسة متزامنة لعدد من اللقاحات التجريبية والمقارنة بينها لفترة 6 أشهر يعتقدون بأنها كافية لتحديد لقاح فعّال قادر على خفض مخاطر الانتشار بنسبة 50 بالمائة، وفق "الشرق الأوسط".

كانت منظمة الصحة العالمية ناشدت جميع المختبرات العالمية والدول المنكبّة على تطوير لقاح ضد "كوفيد – 19" كي تنضمّ إلى البرنامج الذي وضعته منذ أشهر لتنسيق الجهود اللقاحية ومقارنة نتائجها، مشددة على أن التعاون الدولي في هذا المجال هو السبيل الوحيد للقضاء على الوباء في شتّى أنحاء العالم.

وفي أبريل الفائت، وقّعت شركات ومختبرات دولية كُبرى مثل جامعة "أكسفورد" البريطانية وشركات "مودرنا" و"إينوفيو" و"أركتوروس" و"جونسون" الأمريكية و"كيوريفاك" الألمانية و"كانسينو" الصينية، تعهدًا بالتعاون وتبادل المعلومات والنتائج المرحلية في هذا المجال. وبلغت التجارب التي تجريها كل هذه الجهات مرحلة الاختبارات البشرية الأخيرة، لكن بدون تعاون أو تنسيق بينها.

ورغم النتائج الواعدة، حذّر الباحثون في بعض المختبرات الأكثر تقدمًا لتطوير اللقاح، مثل جامعة "أكسفورد" البريطانية وشركة "مودرنا" الأمريكية، مرارًا، من تعذّر تحديد مستوى فاعلية اللقاح وسلامته قبل مرور أشهر على تجربته، وسط مخاوف من أن يؤدي الانحسار المرحلي المحتمل للوباء إلى فشل الجهود المبذولة لتحديد فاعليته.

"نتائج سريعة وموثوقة"

ووفق الصحة العالمية، فإن البرنامج الذي اقترحته لتنسيق جهود تطوير اللقاح بين جميع الجهات تحت عنوان "تضامن"، من شأنه أن يحول دون هذا الفشل لأنه يوفّر مئات المواقع لتجربة اللقاحات. وفي هذا الصدد، قالت هيناو: "مثل هذا التنسيق الدولي للتجارب اللقاحية تحت إشراف فريق علمي واحد من شأنه أن يضمن نتائج سريعة وموثوقة لتطوير لقاحات تتمتع بدرجة عالية من الفاعلية والسلامة".

وقال عالم الوبائيات في جامعة أكسفورد ريتشارد بيتو، وهو عضو في فريق خبراء منظمة الصحة الذي يشرف على برنامج "تضامن" إن "تكلفة هذا البرنامج لتنسيق الجهود الجارية لتطوير اللقاح لا تقارن بالتكلفة الاجتماعية والاقتصادية لكورونا"، مؤكدًا أن "مثل هذا التعاون هو السبيل الوحيد لوقف التسابق القومي المحموم بين الدول لتطوير اللقاح من غير احترام المعايير والشروط العلمية الأساسية في هذا المجال".

وبينما لن يكون لقاح "أكسفورد"، وهو الأكثر تقدمًا حتى الآن حسب منظمة الصحة العالمية، جاهزًا قبل منتصف ديسمبر المقبل- إذا لم تطرأ أي عقبات، توقعت الوكالة الأوروبية للأدوية أن "أي لقاح لن يكون جاهزًا للموافقة على استخدامه قبل مطالع العام المقبل"، بحسب الصحيفة.

واعتمدت الصين بالفعل أحد لقاحاتها المُرشّحة ضد "كوفيد 19"، قاصرة استخدامه في الوقت الحالي على العسكريين فقط. كما أقرّت روسيا لقاحًا باسم "سبوتنيك في"، وذلك بعد اختباره على أقل من 100 شخص فقط، فيما يجري اختباره الآن على أكثر من 40 ألفًا، وسط انتقادات حادة وشكوك من قِبل العلماء حول العالم.

"سباق الجرعات اللقاحية"

وفي سباق لقاحات كورونا المحموم، سارعت الدول الغنيّة لحجز كميات كبيرة من الجرعات اللقاحية قبل انتهاء التجارب السريرية ومعرفة درجة فاعليتها وسلامتها، كما وقّع الاتحاد الأوروبي عقوداً ضخمة لشراء 300 مليون جرعة من لقاح أكسفورد و300 مليون أخرى من شركة "سانوفي" الفرنسية، إضافة إلى 200 مليون جرعة من شركة جونسون وجونسون و80 مليونًا من شركة مودرنا.

ويقدّر عدد الجرعات اللقاحية التي تعاقدت الدول الغنية على شرائها بما يزيد عن 3 مليارات، لكن حتى الآن لا توجد أي ضمانات على فاعلية أي منها.

ويذكّر خبراء منظمة الصحة العالمية بأنه منذ عامين، تسبب فيروس الإنفلونزا في وفاة ما يزيد على نصف مليون شخص في أوروبا وحدها، وأن فاعلية اللقاح وقتذاك لم تتجاوز 25 بالمائة.

ويقول الأخصائيون، وفق الصحيفة، إنه رغم التفاوت الظاهر حتى الآن بين "كوفيد 19" وفيروس الإنفلونزا الذي تتغيّر مواصفاته باستمرار، ما زالت المعلومات غير كافية عن كورونا وعن تأثيره على البروتين الذي يستخدمه للدخول إلى الخلايا والانتشار في الجسم.

وتفيد دراسة أجريت مؤخرًا في جامعة" سانت لويس" الأمريكية بأن أحد الأسباب التي تحول دون تحصين عدد أكبر من الناس ضد "كوفيد-19" هو التعرّض سابقاً لفيروس آخر مثل الإنفلونزا، ما يدفع نظام المناعة إلى التحرّك ضد الإصابات السابقة أكثر من تحركه ضد السلالات الفيروسية الجديدة.

فيديو قد يعجبك: