لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لم يبقَ لي شيء"..ذكريات مؤلمة تطارد اللبنانيين بعد شهر من انفجار مرفأ بيروت

11:47 ص الأحد 06 سبتمبر 2020

سيدة في موقع انفجار مرفأ بيروت، في العاصمة اللبنان

بيروت- (د ب أ):

ما زال نبيل حسامي، أحد سكان بيروت، يعاني معاناة شديدة من ذكرى الانفجار الذى أصاب مدينته قبل نحو شهر.

ففي غضون مجرد ثوان من وقوع الانفجار في الساعة السادسة وسبع دقائق مساء ( 15:04 بتوقيت جرينتش) في الرابع من أغسطس الماضي ، فقد حسامى شقته، ومعرض الأزياء الذي يمتلكه بالقرب من مسكنه، وكذلك المكتب الملاحي الذي كان يمتلكه والده في مرفأ بيروت.

وقال حسامي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لن أنسى مطلقا تلك اللحظة".

تقع شقة حسامي في الدور الرابع والعشرين في ناطحة السحاب العصرية الشهيرة، وهي تطل مباشرة على المرفأ الذي شهد الانفجار.

والآن تبدو الشقة وكأن إعصار دكها. فالواجهة مدمرة. وقطع الزجاج متناثرة في أنحاء أرضية غرفة المعيشة، أما الأبواب والأثاث فقد تقطعت أوصالها وتمزقت شر تمزيق.

ولحسن الحظ كانت إصابة حسام طفيفة، على الرغم من أنه كان في شرفة شقته يصور ما كان يعتقد أنه مجرد حريق كبير في المرفأ.

وقد كتبت له النجاة من الانفجار الهائل الذي دمر مرفأ العاصمة اللبنانية والمنطقة المحيطة به، مما أسفر عن مقتل 190 شخصا على الأقل.

وكان لدى رجال الإنقاذ أمل في العثور على ناجين، لكن هذا الأمل تبدد مساء أمس السبت عندما أعلن فريق الإنقاذ التشيلي أنه لا توجد أي دلائل على وجود أي ناجين تحت ركام مبنى منهار في بيروت، وذلك بعد ثلاثة أيام قضاها الفريق في عمل شاق في البحث إثر إشارة بثتها كلبة إنقاذ مدربة يستعين بها الفريق.

لقد أعاد انفجار الشهر الماضي إلى الأذهان ذكريات كئيبة للحرب الأهلية التي دامت 15 عاما في لبنان والتي انتهت عام 1990.

وقال حسامي (40 عاما) " أنا عادة شخص متفائل، ولكن الآن أشعر بالندم لأنني كنت أعيش في الخارج وعدت معتقدا أن بوسعي بناء مستقبل لي هنا".

وأضاف وهو يغالب البكاء أثناء حديثه: "أشعر الآن بالندم، والشك، والغموض... إنني حزين للغاية في حقيقة الأمر".

وتسبب الانفجار في حدوث أضرار شديدة أو طفيفة للمباني الواقعة في أنحاء ثلث العاصمة اللبنانية وتسبب في نزوح حوالي 300 ألف شخص.

ومن هؤلاء النازحين دوريس توباجي التي فقدت منزل أسرتها في حي مار مخايل، الذي لا يبعد كثيرا عن المرفأ.

وقالت توباجى وعيناها مغرورقتان بالدموع " لقد فقدت كل ذكرياتي الجميلة والمنزل الذى بناه جدي عام 1898، لم يبق لي أي شىء".

وفي حقيقة الأمر، لقد ضرب الانفجار دولة منهكة، عصفت بها أزمة مالية شديدة وعدم استقرار سياسي .

وبالنسبة لتوباجي قضى الانفجار على أملها الأخير بأن ينهض لبنان من كبوته مرة أخرى.

وقالت توباجي(60 عاما) "لقد فقدت الثقة في هذا البلد، الذي يحتاج معجزة لإنقاذه".

وقالت توباجي التي تعيش الآن مع اقاربها خارج بيروت" جئت اليوم لأجمع ما تبقى من ذكرياتي الجميلة ووضعها في صناديق".

لقد حول الانفجار مرفأ بيروت إلى صحراء مليئة بركام الفولاذ الملتوي والسيارات المدمرة. كما دمر مناطق سكنية معروفة بهندستها المعمارية القديمة والمذهلة.

كما أدى الانفجار إلى تعميق الفجوة الكبيرة بالفعل بين الطبقة الحاكمة والمواطنين اللبنانيين الذين يدينون الفساد السائد وما يقولون أنه عدم كفاءة من جانب الحكومة.

ورفض سكان مناطق كانت الأكثر تضررا من الانفجار السماح بأي زيارات لأي مسؤولين من الدولة، ويقومون بطردهم إذا ما قدموا لتفقد الأضرار.

ومن ثم فإن جماعات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية هي التي تقود جهود إزالة الركام وإعادة بناء الأماكن التي أصابها الدمار.

ومروان كرم (29 عاما) هو ناشط ومشارك في تأسيس منظمة غير حكومية تحمل اسم" بيتنا بيتك".

وأقام كرم ومتطوعون آخرون مركزا متنقلا في محطة حافلات في حي مار مخايل لمساعدة المواطنين على إعادة بناء حياتهم.

وقال كرم" لدينا هنا اشخاص يقومون بتوزيع الطعام يوميا على العائلات التي تضررت بشدة نتيجة الانفجار، ولدينا أطباء لتلبية مطالبهم- ولدينا أيضا- وهذا هو الجانب المهم- مهندسون لإصلاح مساكنهم".

وتعتمد منظمته أساسا على تبرعات المواطنين. وقال إنهم قاموا حتى الآن بإصلاح200 منزل من بين الألف منزل التي تم تقييمها بأنه من الممكن إصلاحها.

وقال كرم" لقد تضرر حوالي 4000 منزل في مناطق محيطة مباشرة بالمرفأ، وقد لحقت بــ70% منها أضرار متوسطة، مثل تحطم زجاج النوافذ، والأبواب. ولدينا 30% من المنازل تعرضت لأضرار هيكلية رئيسية".

ويرفض كرم طلب الحصول على أي مساعدة من الحكومة. وهو مصر على ذلك حتى لو عرضت الحكومة تقديم المساعدة .

وقد فقد كرم نفسه شقته. وتعهد هو وأصدقاء في نفس موقفه بأنهم سيواصلون الاحتجاج من أجل الإطاحة بــ" الطبقة الحاكمة الفاسدة" على حد قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان