لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد السلام مع إسرائيل.. هل تحصل الإمارات على طائرات F35 الأمريكية؟

04:57 م الإثنين 07 سبتمبر 2020

الإمارات وإسرائيل

كتبت – إيمان محمود:

بعد بضعة أيام من إعلان التطبيع التاريخي بين الإمارات وإسرائيل بوساطة أمريكية، بدأ الجدل حول صفقة أسلحة أمريكية متطورة تريد الإمارات الحصول عليها، فيما خيّم الغموض على موقف تل أبيب ما بين تسريبات عن الإعلام الإسرائيلي تفيد موافقتها على الصفقة، وموقف علني يرفضها بشدّة.

ولطالما سعت الإمارات إلى الحصول على أسلحة أكثر تطورًا، لكن إسرائيل كانت تخشى حدوث تحول في ميزان القوة العسكرية في الشرق الأوسط.

وتشمل الصفقة التي يخطط لها البيت الأبيض، والتي من شأنها تغيير التوازن العسكري في الشرق الأوسط، بيع طائرات F35 إلى الإمارات، وكذلك طائرة حرب إلكترونية من طراز EA-18G Growler، والتي تقوم بهجمات التخفي عن طريق التشويش على الدفاعات الجوية للأعداء.

ومن المتوقع أن تتم مناقشة صفقة الأسلحة المحتملة مع الإمارات في الكونجرس في المستقبل القريب، حيث أن مبدأ التفوق العسكري النوعي لإسرائيل تم تكريسه في القانون الأمريكي منذ عام 2008. لكن ما يقوله هذا القانون هو أنه يتعين على الكونجرس أن يقيِّم إلى أي مدى تحقق إسرائيل التفوق العسكري النوعي، فيما يتعلق بالتهديدات العسكرية الموجهة لها، وعلى الرئيس الأمريكي استخدام ذلك في "مراجعة" مثل هذه الصادرات.

بعد ذلك يتعين على الكونجرس التصديق على أن مبيعات الأسلحة "لن تؤثر سلبًا على التفوق النوعي لإسرائيل".

تسريبات ما بعد التطبيع

بعد إعلان التطبيع بخمسة أيام، وتحديدًا في 18 أغسطس الماضي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة ستبيع مقاتلات "إف-35" للإمارات بعد اتفاق السلام مع إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستبيع مقاتلات "إف-35" وطائرات بدون طيار متطورة إلى الإمارات العربية المتحدة كجزء من اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات.

وكتبت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمريكية وإماراتية أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة من الولايات المتحدة تضمن بنداً سريًا ترفع إسرائيل بموجبه معارضتها لبيع أنظمة الأسلحة الاستراتيجية. ولفتت الصحيفة إلى أن بيع أنظمة أسلحة متقدمة للإمارات قد يعني نهاية التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، مشيرة إلى أن هذا كان شرطاً فرضه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قبل إتمام التوصل لاتفاق.

لكن الصحيفة نقلت عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رداً على ذلك، أنه لم يطرأ أي تغير على موقف إسرائيل المعارض لبيع الأسلحة المتطورة، التي تضمن التفوق العسكري الإسرائيلي، لأي من دول الشرق الأوسط.

من جانبها، نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين بارزين، أن إسرائيل لا تزال تعارض بيع مقاتلات "إف-35" للإمارات، وأن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لمنع بيع المقاتلات المتطورة للإمارات رغم اتفاق تطبيع العلاقات.

لكن المسؤولين الإسرائيليين ذكروا للصحيفة، أن هناك مخاوف من أن يكون نتنياهو والمقربون منه قد عقدوا "اتفاقًا سريًا" دون التشاور مع المسؤولين العسكريين.

نفي إسرائيلي

بعد التقارير التي أفادت بأن عمليات شراء الأسلحة هذه ستكون جزءًا من صفقة السلام بين الإمارات وإسرائيل، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا قال فيه إن "اتفاقية السلام التاريخية بين إسرائيل والإمارات لا تتضمن أي اتفاق من جانب إسرائيل على أي صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. وأوضحت واشنطن لتل أبيب أنها ستحرص دائمًا على الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل".

وشمل هذا البيان، جدولًا زمنيًا للمرات العديدة التي أثار فيها نتنياهو وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، اعتراضهما على بيع هذه الطائرات إلى أي دولة أخرى في الشرق الأوسط، حتى لو كانت لديها معاهدة سلام مع إسرائيل.

من جانبه قال السفير الأمريكي، ديفيد فريدمان، إن أي صفقة بيع مستقبلية للأسلحة المتقدمة للإمارات -بما في ذلك طائرات إف 35- ستكون مشروطة بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

وأضاف فريدمان في تصريحاته: "بينما من المحتمل حصول الإمارات يومًا ما على إذن لشراء طائرات "إف 35"، فإن عملية الشراء والتصنيع ستستغرق سنوات عديدة وسيكون هناك متسع من الوقت لهذه العلاقة".

مخاوف التفوق العسكري

في الرابع والعشرين من أغسطس المُنصرم، أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، زيارة إلى إسرائيل لمناقشة القضايا المتعلقة بالتطبيع مع نتنياهو، وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد بومبيو أن الولايات المتحدة تراجع صفقة الأسلحة للإمارات، مؤكدا أن واشنطن "ستحافظ على التزاماتها تجاه إسرائيل".

وقال بومبيو: "واشنطن ملتزمة بالحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة سوف تستمر في "دعم الإمارات بكل ما تحتاجه من معدات من أجل الدفاع عن نفسها".

من جانبه، قال نتنياهو إن بومبيو أكد له الحفاظ على استمرار التفوق العسكري الإسرائيلي بالمنطقة.

وجدد نتنياهو التأكيد على أن اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات لا يتضمن أي موافقة إسرائيلية على صفقات أسلحة أمريكية للإمارات.

وقال: "لقد سمع الوزير بومبيو مرة أخرى وقدم التزاما قويا جدا جدا بأن الولايات المتحدة ستضمن التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. تماما كما حدث خلال أربعة عقود من السلام مع مصر وعقدين ونصف مع الأردن. لقد التزمت الولايات المتحدة بهذا الأمر وليس لدي شك في أنها ستواصل الالتزام بذلك".

"موافقة سرية"

في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، وافق "سرًا" على صفقة الأسلحة، رغم معارضته العلنية لإتمام هذه الصفقة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات التي سبقت الإعلان عن التطبيع، قالوا إن نتنياهو "اختار عدم محاولة عرقلة الصفقة لأنه شارك في جهد أوسع خلال الأشهر الأخيرة لضمان التطبيع بين البلدين".

وأكد المسؤولون أن تصريحات نتنياهو العلنية "كاذبة"، بحسب ما نقلته عنهم الصحيفة الأمريكية.

وقال المسؤولون إنه توقف بعد ذلك عن الاعتراض علنا بشأن بيع الأسلحة المقترح بعد اجتماع مع وزير الخارجية مايك بومبيو في القدس الأسبوع الماضي، والذي ساهم في عودة نتنياهو مرة أخرى إلى الخط الأمريكي.

ومن المرجح أن يؤدي الاعتراف العلني بالاتفاق من قبل نتنياهو إلى غضب في إسرائيل، بما في ذلك حكومته.

وأشارت الصحيفة إلى حرص المسؤولون الأمريكيون على أن صفقة بيع الأسلحة للإمارات "ليست مكافأة مباشرة لدورهم في الاتفاقية"، إذ أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل مقابل تعليق إسرائيل لخطط ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية، لكنهم في الوقت ذاته لا ينكرون أن اتفاق التطبيع أنهى سنوات من الرفض الأمريكي لبيع طائرات F-35 للإماراتيين.

وسافر العشرات من المسؤولين الإماراتيين إلى واشنطن الأسبوع الماضي، للقاء نظرائهم في البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية لمناقشة صفقة الأسلحة واتفاقهم الدبلوماسي مع إسرائيل.

إسرائيل تنفي مجددًا وأمريكا ترفض التعليق

وبعد نشر تقرير "نيويورك تايمز"، أسرع نتنياهو في تكذيب ما ورد به من موافقة على الصفقة، مؤكدًا أنه "لم يعط في أي محادثات مع الولايات المتحدة، موافقة إسرائيل على بيع أنظمة أسلحة متطورة للإمارات، مضيفًا أن "تكرار الكذب لن يجعله حقيقة".

من جانبه، نفى رون ديرمر، سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، في بيان أن نتنياهو وافق على صفقة الأسلحة الأمريكية للإمارات، وأضاف أنه واثق من أن إدارة ترامب "ملتزمة تمامًا بالحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة".

فيما قالت "نيويورك تايمز" أن وزارة الخارجية الأمريكية ومتحدث الأمن القومي امتنعا عن التعليق على ما أبلغتها به مصادرها حول موافقة نتنياهو السرية على الصفقة.

"مطالبة بتعويضات"

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، أن إسرائيل استسلمت لحقيقة أن صفقة الأسلحة بين الولايات المتحدة والإمارات المتعلقة بمقاتلات "أف-35" ستتم بالفعل، وأنها تطالب بـ"تعويضات".

وقالت الصحيفة إن واشنطن أبرمت صفقة أسلحة مع الإمارات، تشمل بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35، وطائرات بدون طيار، "كجزء من اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل".

وأضافت: "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تناقش الآن حزمة التعويضات التي ستطالب بها واشنطن كتعويض للصفقة مع الإمارات، ومن بين الخيارات التي يتم فحصها تقديم موعد توريد أنظمة الأسلحة الأمريكية المتطورة لإسرائيل لمدة عام واحد، كجزء من المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل".

وبحسب الصحيفة فإن طلب التعويض يشير إلى أن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية قد أدركت حقيقة أن صفقة الأسلحة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ستحدث بالتأكيد.

بالإضافة إلى ذلك، وعد ترامب بالحفاظ على الميزة النوعية لإسرائيل عندما يتعلق الأمر بالأسلحة الأمريكية، "مما يجعل المطالبة بالتعويض خيارا مقبولا"، بحسب الصحيفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان