لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جزيرة كاستيلوريزو.. فتيل حرب قابل للاشتعال بين تركيا واليونان

07:16 م الثلاثاء 08 سبتمبر 2020

تركيا و اليونان

أثينا - (ا ف ب)

تتواجد جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، في قلب التوتر والتهديدات المتبادلة بين تركيا واليونان خلال الأسابيع الأخيرة، فالجزيرة الصغيرة الواقعة بالبحر المتوسط تتمتع بموقع جغرافي غني بالمحروقات جعل أنقرة تريد أخذ حصتها منه بإطلاق عمليات تنقيب في المنطقة رغم الانتقادات الأوروبية وخاصة اليونانية منها التي اعتبرتها تدخلا في سيادتها، وبعيدًا عن الهدوء المعتاد للجزيرة التي يقطنها نحو 500 شخص فقط، تعزيزات عسكرية ومناورات قتالية بمشاركة عدة دول باتت تؤرق سواحلها.

رغم صغر مساحتها التي لا تتعدى 10 كلم مربع، إلا أن جزيرة كاستيلوريزو باليونانية و"ميس" بالتركية، تتصدر النزاع الدائر بين أنقرة وأثينا لموقعها الهام في منطقة غنية بالغاز، الذي حولها اليوم إلى فتيل حرب قابل للاشتعال بأي لحظة بين الطرفين، إذا لم يتم تغليب منطق الحوار.

وتقع الجزيرة اليونانية على بعد كيلومترين من بلدة "كاش" التركية الواقعة في محافظة أنطاليا في الجهة المقابلة. وكانت لسنوات قبلة للسياح الأتراك، إلا أن الأزمة الصحية العالمية التي تسبب فيها فيروس كورونا، أثرت في الاقتصاد المحلي للجزيرة بشكل كبير.

ومع غلق اليونان لحدودها مع تركيا، انقطعت الجزيرة عن محيطها التركي، إذ لم يعد بإمكان سكان الجزيرة، البالغ عددهم 500 نسمة، الذهاب إلى البلد الجار لقضاء حاجياتهم في رحلة بحرية لا تتجاوز 20 دقيقة، وأصبحوا مجبرين على تحمل عناء السفر خلال ثلاث ساعات للتوجه إلى الداخل اليوناني لأجل نفس الهدف. علما أن الجزيرة لا يفصلها عن تركيا إلا كلمترين اثنين فقط وأكثر من 580 كلم عن اليونان.

تاريخ الخلاف

بسطت اليونان نفوذها على الجزيرة التي كانت في فترة سابقة تحت الحكم العثماني، بموجب اتفاقية باريس لعام 1947. وهذا، بعد أن كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي بين 1913 و1915 ثم البريطاني منذ 1921 حتى الحرب العالمية الثانية.

واشتعل الخلاف بين أثينا وأنقرة عندما أرسلت تركيا سفينة "عروج ريس" للتنقيب عن المحروقات، تصاحبها سفن حربية، إلى جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في 10 أغسطس، الشيء الذي أثار غضب الحكومة اليونانية.

الرد اليوناني على التحرك التركي كان بإطلاق مناورات بحرية مشتركة مع عدة أعضاء من الاتحاد الأوروبي والإمارات، ليس ببعيد عن مكان مناورات أجرتها أنقرة بين جزيرتي قبرص وكريت. فيما أعلنت البحرية التركية الإثنين تمديد مهمة سفينة "عروج ريس"، حتى 12 سبتمبر.

ولم تستسغ أنقرة وجود الجيش اليوناني بالجزيرة عقب نشر وكالة الأنباء الفرنسية صور وصول جنود إلى الجزيرة الأسبوع الماضي. واعتبرت تركيا العملية بأنها "تسليح" للجزيرة المنزوعة السلاح بموجب معاهدة سلام موقعة عام 1947، "ومحاولات لتغيير وضعها"، واصفة إياها بـ"الاستفزاز".

إلا أن أثينا نفت أن تكون عززت وجودها العسكري بالمنطقة، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول يوناني أن الجنود متواجدون على الجزيرة منذ فترة طويلة، والصور التي نشرت هي "تغيير روتيني للقوات".

موارد طبيعية

ترى أنقرة أن لها كل الحق في الاستفادة من الموارد الطبيعية للمنطقة. ولم يتردد أردوغان في مهاجمة الدول التي يتهمها بأنها تريد حرمان بلاده من "حقها" بالحصول على حصتها من موارد الغاز، دون أن يسميها. وأكد أن تركيا لن يروعها تحالف اليونان مع قوة عسكرية أوروبية مثل فرنسا.

ويعتبر الرئيس التركي "أن محاولات الاستيلاء على ثروات البحر المتوسط، التي تخص جميع البلدان المطلة عليه، هي مثال على الاستعمار الجديد"، بحسب تعبيره، مؤكدا أن سفينة "عروج ريس" "تواصل بتصميم أنشطتها".

لكن اليونان تتهم أنقرة بأنها تنتهك سيادتها، وأعلنت اعتزامها شراء أسلحة وتعزيز الجيش وتحديث الصناعة الدفاعية في إيحاء منها على الاستعداد لأي مواجهة عسكرية محتملة. وكان مسؤول بالحكومة اليونانية أفاد الأسبوع الماضي أن اليونان تجري محادثات مع فرنسا ودول أخرى لشراء طائرات مقاتلة.

وقال وزير الخارجية اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن تركيا "تقوض" القانون الدولي وتعرض الأمن الإقليمي "للخطر" عبر سعيها إلى "تبديل" الجغرافيا.

ويراقب الاتحاد الأوروبي النزاع بقلق متزايد، ودعا باستمرار تركيا إلى وقف أنشطة التنقيب، ملوحًا في الوقت نفسه بفرض عقوبات على أنقرة في حال أدارت ظهرها لإيجاد حل للنزاع عبر الحوار.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان