إعلان

قبل رحيله..عزل افتراضي لترامب وأنصاره والحجب يدفعهم لـ تليجرام وبارلير

02:56 م الثلاثاء 12 يناير 2021

الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب

كتبت- رنا أسامة:

تتواصل معركة مِنصات التواصل الاجتماعي ضد الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته دونالد ترامب وأنصاره، لليوم السادس على التوالي، منذ اقتحام الكونجرس وما تبعه من إجراءات اتخذتها كُبريات شركات التكنولوجيا الأمريكية لعزل دونالد ترامب افتراضيًا، قبل أيام من مُغادرته البيت الأبيض رسميًا في 20 يناير الجاري.

طبول المعركة دُقّت على وقع تحريض ترامب أنصاره على العنف الذي شهده مبنى الكابيتول الأربعاء الماضي، وأوقع 5 قتلى، بعد ساعات على توجه ترامب إلى مناصريه بالقول: "لن نستسلم أبدًا، لن نخضع أبدًا".

الأمر الذي دفع مِنصة "تويتر"، سلاح ترامب الأزلي ضد خصومه، إلى تعليق حسابه بشكل دائم، وذلك بعد يوم من إعادة تفعيله بعد "تجميده" والتهديد بإغلاقه في حال واصل انتهاك قواعد الاستخدام المتعلقة بالنزاهة المدنية.

وعزت تلك الخطوة إلى "وجود خطر من استغلال حساب ترامب في التحريض على المزيد من العنف".

1

قالت الشركة في بيان يوم الجمعة: "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الحديثة من حسابrealDonaldTrump، والسياق المحيط بها، وتحديدًا كيفية تلقيها وتفسيرها في تويتر وخارجه، قمنا بتعليق الحساب نهائيا، بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".

وأضافت: "في سياق الأحداث المروعة هذا الأسبوع، أوضحنا يوم الأربعاء أن الانتهاكات الإضافية لقواعد تويتر، من المحتمل أن تؤدي إلى هذا الإجراء بالذات. ويوجد إطار عمل المصلحة العامة لدى الشركة، لتمكين الجمهور من الاستماع مباشرة إلى المسؤولين المنتخبين وقادة العالم، والموقع مبني على مبدأ أن للناس الحق في مساءلة السلطة في العلن".

وتابعت: "ومع ذلك، أوضحنا منذ سنوات أن هذه الحسابات ليست فوق قواعدنا تمامًا، ولا يمكنها استخدام تويتر للتحريض على العنف، من بين أمور أخرى، وسنواصل التحلي بالشفافية بشأن سياساتنا وتنفيذها".

وكذلك، أوقفت "تويتر" حساب حملة ترامب الانتخابية، مرجعة ذلك لانتهاكها قواعدها. وقال متحدث باسم المِنصة إن "استخدام حساب آخر في محاولة للالتفاف" على حسابٍ تم سابقا تعليقه هو أمر "مخالف لقواعدنا".

ما التغريدات التي "حجبت" ترامب؟

يبدو أن تغريدتين تسببتا في حجب ترامب على الواقع الافتراضي.

ففي 8 يناير، غرّد الرئيس المُنتهية ولايته أن "75.000.000 من الأمريكيين الوطنيين العظماء الذين صوتوا لي، أمريكا أولا، وMAKE AMERICA GREAT AGAIN، سيكون لديهم صوت كبير، لفترة طويلة في المستقبل، ولن يتم ازدرائهم، أو معاملتهم بشكل غير عادل بأي شكل من الأشكال!!!".

2

وبعد يومين، أعلن مُقاطعته حضور حفل تنصيب خلفه الديمقراطي، في واقعة لم تشهدها أمريكا منذ قرن ونصف.

وغرّد ترامب: "إلى كل أولئك الذين طلبوا ذلك، لن أذهب إلى حفل التنصيب في 20 يناير".

3

وحلّلت تويتر هاتين التغريدتين، بالنظر إلى التوترات المستمرة في الولايات المتحدة لا سيّما بعد اقتحام الكونجرس، ووجدت أن اللغة المُستخدمة فيهما "تُمجّد العنف".

وفي إطار سياسة "التحريض على العنف" الرامية إلى منع تمجيد العنف الذي يمكن أن يلهم الآخرين لتكرار أعمال العنف، خلُصت تويتر إلى أنهما "من المرجح بشكل كبير، أن تشجعا الناس وتلهمهما لتكرار الأعمال الإجرامية التي حدثت في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير".

وأوضحت أن هذه النتيجة تستند إلى عوامل عدة، بما في ذلك تفسير بعض مؤيدي ترامب تغريدة عدم حضوره حفل تنصيب بايدن " كتأكيد إضافي على أن الانتخابات لم تكن شرعية".

أما تغريدته الأولى، فنُظِر إليها باعتبار أنها "قد تُشجّع أولئك الذين يحتمل أن يفكروا في أعمال عنف". كما تم تفسير عبارة "American Patriots" أو (الأمريكيين الوطنيين)، لوصف بعض أنصاره، بأنها "دعم لمن يرتكبون أعمال عنف في مبنى الكابيتول".

ما مصير تغريدات ترامب بعد إغلاق الحساب؟

تمت أرشفة كل التغريدات السابقة على حساب ترامب الشخصي.

ويمكن إيجادها عبر الرابط: https://www.thetrumparchive.com/

وبعد وقف حسابه الشخصي، اتهم الرئيس الأمريكي المنتهية، تويتر، بالتآمر "لإسكاته".

وهرع ترامب إلى الحساب الرئاسي @POTUS، مُعلنًا أنه "يفكر في احتمال تأسيس منصتنا الخاصة في المستقبل".

وغرّد: "كما قلت منذ فترة طويلة، ذهب تويتر إلى أبعد من حظر حرية التعبير. الليلة نسق موظفو تويتر مع الديمقراطيين واليسار الراديكالي لإزالة حسابي من منصتهم ولإسكاتي. وأنتُم الـ75 مليونًا من الوطنيّين العظيمين الذين صوّتوا لي".

وذكر ترامب في تغريدة أخرى: "سننظر في إمكانية بناء منصة خاصة بنا في المستقبل القريب، لن يتم إسكاتنا، تويتر ليس مع حرية التعبير، هو منصة لليساريين المتطرفين وتسمح بأكثر الناس شرا في العالم بالتعبير عن آرائهم بشكل حر."

لكن تويتر حذفت هاتين التغريدتين فور نشرهما.

أنصار ترامب "في مصيدة تويتر"

بيد أن مصيدة تويتر لم تستهدف الرئيس الجمهوري فقط، لكنها طالت أنصاره أيضًا؛ إذ جمّدت مِنصة التواصل الاجتماعي "بصورة نهائية" أكثر من 70 ألف حساب مرتبطة بـ"كيو آنون"، الحركة اليمينية المتطرفة التي تؤمن بنظرية المؤامرة وتؤيّد ترامب.

وعزت تويتر تلك الخطوة إلى أنها تهدف "للحيلولة دون استخدام هذه الحسابات المِنصة للترويج للعنف".

وقالت في بيان يوم الاثنين: "نظرًا للأحداث العنيفة التي شهدتها العاصمة واشنطن، ولتزايد مخاطر الأذى، بدأنا اعتبارًا من عصر الجمعة تعليقًا نهائيًا لآلاف الحسابات التي كانت مخصّصة بالدرجة الأولى لتَشارك محتوى كيو-آنون".

وبحسب البيان، فإن "هذه الحسابات كانت تشارك، على نطاق واسع، محتويات خطيرة مرتبطة بكيو-آنون. لقد كانت مكرسة بشكل أساسي لنشر نظريات المؤامرة هذه في الشبكة بأسرها".

وتعتبر "كيو آنون" أن ترامب يشن حربًا سرية ضد طائفة ليبرالية عالمية من عبدة الشيطان ومُستغلي الأطفال جنسيًا.

4

على إثر ذلك، أطلقت حفنة من أنصار ترامب دعوات للتظاهر أمام مقر تويتر في سان فرانسيسكو، احتجاجًا على إغلاق حساب الملياردير الجمهوري الذي يواصل الطعن على نتائج الانتخابات الرئاسية والمُتهم بالتحريض على أحداث اقتحام الكونجرس.

ووفقاً لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل"، طلب بعض الداعين للتظاهرات من الراغبين بالمشاركة فيها، أن يجلبوا معهم أصفادًا بلاستيكية لتنفيذ عمليات اعتقال وهمية.

ومع أن القسم الأكبر من موظفي تويتر يعملون عن بُعد، منذ بداية جائحة كوفيد-19، نشرت شرطة سان فرانسيسكو العشرات من عناصرها أمام مقرّ الشركة صباح الاثنين، فيما لم يُلبّي الدعوة في نهاية المطاف سوى حفنة من المتظاهرين المؤيدين لترامب، الذين تظاهر ضدّهم في المكان عينه عدد مماثل تقريبًا من معارضي الرئيس المنتهية ولايته.

فيسبوك وانستجرام وسناب شات

على المنحى ذاته، وفي إطار معركة مواقع التواصل الاجتماعي ضد ترامب، صعّدت انستجرام ومالكتها فيسبوك من القيود على حسابيّ الرئيس المُنتهية ولايته.

وتقرّر تمديد الحظر على حسابيّ ترامب عبر فيسبوك وانستجرام لأجل غير مُسمّى ولمدة أسبوعين على الأقل، "حتى اكتمال الانتقال السلمي للسلطة".

5

والخميس، قال الرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربرج، إن "السماح للرئيس بمواصلة استخدام خدماتنا خلال هذه الفترة ينطوي على مخاطر كبيرة للغاية".

كانت فيسبوك منعت ترامب من النشر عبر مِنصتها لمدة 24 ساعة، وحذفت التعليقات التي نشرها سابقًا، وحرّضت بشكل غير مباشر أنصاره على دخول مبنى الكابيتول، رغم دعواته لهم لاحقًا بالعودة إلى ديارهم.

6

من بين تلك المنشورات، مقطع فيديو ناشد فيه الرئيس الجمهوري أنصاره إثر اقتحامهم مقرّ الكونجرس، "العودة إلى ديارهم"، لكنّه كرّر مزاعمه بأن الانتخابات "سُرقت" منه.

ووصفت فيسبوك الاحتجاجات العنيفة الكابيتول بأنها "وصمة عار". وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "نحظر التحريض والدعوة للعنف على منصتنا. نحن نراجع بنشاط ونزيل أي محتوى يخالف هذه القواعد".

وكذلك أوقف "سناب شات" حساب ترامب يوم اقتحام الكونجرس.

وقبل وقت قصير من إعلان القرار، أكّد الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للشركة، إيفان شبيجل، أنه لا يمكنه ببساطة الترويج للحسابات في أمريكا المرتبطة بالأشخاص الذين يحرضون على العنف العنصري، سواء يفعلون ذلك داخل أو خارج منصتنا

7

وسائل بديلة: "بارلير" و"تليجرام"

فيما تُطبق وسائل التواصل الاجتماعي قبضتها على ترامب وأنصاره، يجري البحث عن وسائل بديلة، لعل أبرزها تطبيق المراسلة المُشفر "تليجرام" ومِنصة "بارلير".

تُشبه "بارلير"، وهي مِنصة تواصل اجتماعي، إلى حد ما تويتر وكذلك فيسبوك وبعض الشيء رديت، (Reddit) حيث يمكن للمُستخدمين مشاهدة منشورات مُتابعيهم. ويمكن تحميل ونشر صور ومقاطع فيديو، وكتابة نص لا يتجاوز طوله ألف علامة وحرف.

تقوم سياسة المِنصة التي تم إطلاقها عام 2018 على فكرة أن "كل مستخدم يحق له نشر ما يريد بغض النظر عن المحتوى، سواء كان ذلك صحيحا أم زائفا وهل يتسبب في كراهية أم لا"، بحسب صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية.

لذا هرع أنصار ترامب إلى "بارلير" بعد تضييق الخِناق عليهم على المِنصات المنافسة. ومنذ فوز بايدن في انتخايات الرئاسة الأمريكية، ازداد عدد مُستخدمي المِنصة، بنحو 4 ملايين ونصف المليون مُستخدم جديد في غضون 5 أيام، حسبما كتب مؤسسها، جون ماتسه.

8

وإلى جانب اليمينيين، نجد في "بارلير" كثير من العنصريين، ومنكري الهولوكوست، ممن يظنون أن السياسة ووسائل الإعلام مخترقة من قبل أشرار مستغلين للأطفال جنسيًا. ومن هذه المعلومات الخاطئة تنشأ صورة عن العالم.

كما يتم في الغالب الحديث عن اقتراب نهاية العالم. "وهذا ينتج عنه ضغط للتحرك. ونرى للأسف بأن هذا الضغط للتحرك يترجم إلى عنف بعيدا عن العالم الافتراضي (في الواقع الحقيقي المعاش)"، حسبما نقلت "دويتشه فيله" عن ميرو ديتريش، الباحث الألماني المختص في شؤون اليمين المتطرف ويتابع أنشطته على الانترنت.

وفي ضربة جديدة لأنصار ترامب، علّقت شركة أبل الأمريكية، تطبيق "بارلير" قبل يومين، مؤكدة أنه استُخدم لتنسيق حصار مبنى الكونجرس الأمريكي.

وقالت أبل في بيان، الأحد، إن "خدمة شبكة التواصل الاجتماعي لم تتخذ التدابير الكافية لمنع انتشار المنشورات التي تحرض على العنف". وأضافت: "لا يوجد مكان على منصاتنا للتهديدات بالعنف والنشاط غير القانوني".

9

فما كان من أنصار ترامب إلا أن يلجأوا إلى ملاذ جديد، وهو تطبيق "تليجرام"، الذي بات ثاني أكثر التطبيقات تنزيلًا في الولايات المتحدة.

وقبل 24 ساعة من إيقاف "بارلير"، دعا مُستخدموه إلى الانتقال إلى "تليجرام".

ومنذ الأربعاء الماضي، قام أكثر من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة بتجميل تطبيق المُراسلة المُشفر.

ومن المرجح أن يسعى الرئيس المنتخب جو بايدن، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد نظريات المؤامرة والتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما يتولى منصبه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان