رئيس أساقفة اليونان يتراجع بعد مهاجمته الإسلام والمسلمين: كنت أقصد المتطرفين
(مصراوي):
تعرّض رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس الثاني لانتقادات واسعة، بعد تصريحات مُتلفزة قال فيها إن الإسلام "حزب سياسي"، واصفًا المسلمين بأنهم "أهل حرب"، ما دفعه لإصدار بيان توضيحي قال فيه إنه قصد من تصريحاته المتطرفين الذين حرفوا الدين الإسلامي ونشروا الإرهاب.
وقال رئيس الأساقفة في تصريحاته لقائه مع قناة "Open TV" اليونانية، الخميس الماضي، "الإسلام ليس دينًا بل هو حزب ذو هدف سياسي، وأتباعه هم أهل حرب".
وأضاف مشيرًا إلى السلطان العثماني محمد الفاتح: "هم الناس الذين انتشروا، وهذه سمة من سمات الإسلام".
وفي وقت لاحق، أصدر المتحدث باسم رئيس الأساقفة بيانًا يوضح فيه أن المقصود هو "تحريف الدين الإسلامي من قبل المتطرفين الذين يزرعون الرعب والموت في أنحاء العالم".
وأكد المتحدث باسم إيرونيموس، أن "رئيس الأساقفة وجميع مطارنة كنيسة اليونان يحترمون جميع الأديان المعروفة ويعاملون جميع المؤمنين بالحب والتضامن المسيحي، الذي لا يعرف أي تمييز، من خلال جميع أعمالهم ومبادرات خاصة في المجالات الاجتماعية والخيرية".
وشدد على أن "كل ما قاله رئيس الأساقفة عن الإسلام، في سياق مقابلته التلفزيونية الأخيرة حول مساهمة كنيستنا في ثورة 1821، لم يكن يقصد شيئًا أكثر من تحريف الدين الإسلامي من قبل الأصوليين المتطرفين، الذين يزرعون الإرهاب والموت في جميع أنحاء العالم".
وتابع المتحدث باسم إيرونيموس بالقول: "هؤلاء هم بالضبط الأشخاص الذين كان رئيس الأساقفة يشير إليهم، أناس يستغلون الإسلام ويحولونه إلى سلاح مميت ضد كل من لهم رأي مختلف عنهم"، وفقا لما نقلته صحيفة "Greek City Times" اليونانية.
من جانبها، أدانت منظمات إسلامية في اليونان، تصريحات رئيس الأساقفة في البلاد أيرونيموس عن الإسلام والمسلمين.
ووجهت الهيئة الاستشارية للأقلية المسلمة في تراقيا الغربية، عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، إدانة لأيرونيموس، بسبب "العبارات التي تلفظ بها ضد الإسلام والمسلمين".
ودعت الهيئة رئيس الأساقفة، إلى استبدال اللهجة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة، وقالت: “في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، نأمل استبدال اللغة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة”.
ودعت جمعية خريجي مدارس الأئمة والخطابة في تراقيا الغربية، رئيس الأساقفة إلى تقديم اعتذار للمسلمين والإنسانية.
ووصفت ألفاظه بأنها “عدوانية لا تليق بالمنصب الديني الذي يشغله، ولا تصدر حتى من إنسان عادي".
وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية التركية تصريحات منسوبة إيرونيموس الثاني عن الإسلام، قائلة: "ندين بشدة تصريحات رئيس أساقفة اليونان إيرونيموس، ضد الإسلام خلال مقابلة تلفزيونية"، مضيفة أن "الإسلام دين سلام قائم على التسامح والرحمة، ويضمن تعايش الأديان والحضارات المختلفة".
وتابعت الخارجية التركية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية اليوم الاثنين: "من المؤسف التطاول على ديننا المقدس، في الوقت الذي ينبغي على الجميع السعي لتعزيز بيئة الاحترام المتبادل والتسامح خلال الوباء الذي يمر به العالم كله"، مؤكدة أنه "ينبغي على رجال الدين العمل لخدمة السلام بدلا من زرع بذور الفتنة في المجتمعات بمثل هذه التصريحات التي لا أساس لها من الصحة".
ووصفت الخارجية التركية تصريحات رئيس أساقفة اليونان بـ"الاستفزازية"، وقالت إن تصريحاته "تحرض المجتمع على العداء والعنف ضد الإسلام، وتظهر أيضا المستوى المخيف الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا". وأضافت أن "الأسباب الكامنة وراء تزايد العنصرية وكراهية الإسلام والأجانب في أوروبا هي في الأساس مثل هذه الأفكار الخبيثة".
فيديو قد يعجبك: