إعلان

السياسة الخارجية لبايدن بين القطيعة والاستمرارية مع عهد ترامب

12:04 م الأحد 24 يناير 2021

أنتوني بلينكن

واشنطن- (أ ف ب):

منذ الأيام الأولى لولايته، عمل جو بايدن على تأكيد القطيعة مع سياسة سلفه دونالد ترامب الخارجية عبر إعادته واشنطن إلى اتفاقات دولية وتصريحاته الودية لحلفاء انتقدهم ترامب. لكن في الكثير من الملفات الأساسية وأبرزها المنافسة مع الصين، يبدو أن استمرارية السياسة السابقة هي التي ستحكم المشهد.

وتعهد الرئيس الأمريكي الجديد في حفل تنصيبه بـ"أننا سنعيد ترميم تحالفاتنا". وعكس ذلك التعهد في أولى الاجراءات التي اتخذها.

فانضمت واشنطن من جديد إلى اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، في إشارة إلى عودتها للمؤسسات متعددة الأطراف بعد أربع سنوات من نهج أحادي متشدّد. وفي خطوة أثارت ارتياح المجتمع الدولي، فتح بايدن الطريق أيضاً أمام تمديد العمل باتفاقية "نيو ستارت" لخمس سنوات إضافية، وهي آخر معاهدة دولية كبيرة مع روسيا في مجال الحد من التسلح النووي.

"هدف نهائي"

وبعيدًا عن مواقف القطيعة تلك ذات الرمزية، قد تكتفي إدارة بايدن في بعض الملفات بتغيير في النبرة والأسلوب، لا بتغيير تام للاستراتيجية.

ويرى بول بوست الأستاذ في جامعة شيكاغو أن السياسية الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب الباردة هدفت دائماً إلى إبقاء الولايات المتحدة في الطليعة، وأصبح هذا التحدي أكثر إلحاحاً مع صعود قوة الصين.

وقال لفرانس برس "ربما يتغير الخطاب قليلاً لكن لا يهم من هو الرئيس، الهدف النهائي يبقى نفسه. ومع بايدن، لا أنتظر تغييراً في ذلك".

ووصل الأمر بإقرار بلينكن أمام مجلس الشيوخ بأن دونالد ترامب "كان محقاً في اتخاذ موقف حازم أكثر تجاه الصين". كما أكد وزير الخارجية الأمريكي المقبل أن واشنطن ستواصل اعتبار المعارض خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا، واصفاً الرئيس نيكولاس مادورو بـ"الديكتاتور الوحشي"، وهي عبارة لم يتوان سلفه مايك بومبيو عن استخدامها.

بالإضافة إلى ذلك، لا توجد نية من المعسكرين اليمني أو اليساري في الولايات المتحدة بالتراجع عن الانسحاب من أفغانستان والعراق بعد سنوات من "حروب لا نهاية لها".

كما أكد بلينكن أنه لن يتراجع عن الاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، الذي أحدث ضجة عالمية حينما أعلنه ترامب في بداية ولايته.

"بداية جيدة"

في هذا الإطار، ترى فيليس بينيس من مركز دراسات "انستيتوت فور بوليسي ستاديز" المقرب من اليسار الأميركي أن في ذلك الموقف دليل على أن بايدن لن يكون راديكالياً في مجال الدبلوماسية كما في مجالات مكافحة التفاوتات الاقتصادية والعرقية والتغير المناخي.

واعتبرت أن "الاجراءات التي اتخذها ترامب هدفت إلى إرضاء العناصر الأكثر تطرفاً في المشهد السياسي الاسرائيلي، وما لم يقم بايدن بإلغائها، سيتحول الموقف الأميركي إلى وسيلة لتطبيع تلك الحالات المتطرفة".

ينطبق ذلك على الموقف من إيران أيضاً.

ويريد بايدن العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي انسحب منه ترامب لاعتباره غير كاف في ردع أنشطة طهران النووية. لكن بلينكن وفريقه أعربا عن موقف صلب ضد "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار"، وحذرا من أن على الجمهورية الاسلامية ان تقوم بالخطوة الأولى، ما ينذر بمفاوضات شاقة في هذا الإطار.

وفيما يتعلق بالصين وإيران وكوريا الشمالية، يبقى العنوان العريض للإدارة الجديدة "التنسيق مع حلفائنا"، في تعارض مع ترامب الذي غالباً ما اختار اللعب وحيداً في تلك الملفات.

لكن في العمق، يبدو أن سياسة أنتوني بلينكن، الذي من المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على تعيينه في الأيام المقبلة، تحظى حتى الآن بإعجاب الجمهوريين.

وقال السناتور ليندسي غراهام أبرز داعمي ترامب خلال فترة ولايته "إنها بداية جيدة" في تعليقه على السياسة الخارجية للإدارة الجديدة.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان