في ذكرى مقتل سليماني.. إيران تحذر من فخ إسرائيلي وواشنطن تدرس خططًا للردع

كتب- محمد صفوت:

في الذكرى الأولى لاغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس ومهندس الاتصالات بين الحرس الثوري ووكلاء طهران في الشرق الأوسط، تعيش المنطقة وسط تهديدات وتحذيرات متبادلة بين إيران الساعية للثأر لقائدها، وأمريكا وإسرائيل في الأيام الأخيرة لدونالدترامب في البيت الأبيض.

وتشهد العلاقات الإيرانية الأمريكية توترًا متصاعدًا، بعد الإنسحاب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني، الذي شرع به ترامب، وإعادة فرضعقوبات أمريكية قاسية على طهران، ثم اغتيال سليماني وعددًا من قادة الفصائل العراقية الموالية لإيران.

إيران تحذر من "فخ" إسرائيلي

وحذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمريكا من "فخ" إسرائيلي لجرها إلى حرب مع طهران قبل موعد تسليم السلطة للإدارة الأمريكية الجديدة في ٢٠ يناير الجاري.

واتهم ظريف، السبت، إسرائيل بمحاولة افتعال سبب قد يشعل حربًا في المنطقة، من خلال التخطيط لهجمات على القوات الأمريكية في العراق.

وزعم في تغريدة له، أن هناك معلومات استخباراتية جديدة من العراق تشير إلى أن عملاء إسرائيل يخططون لشن هجمات ضد الأمريكيين، ووضع ترامب في مأزق، وتوريطه في حرب بنيت على أسباب وهمية.

هذا ويشهد العراق، إجراءات أمنية مشددة خاصة في المنطقة الخضراء وسط بغداد حيث تقع السفارة الأمريكية (المنطقة الدبلوماسية) والمناطق المحيطة بالعاصمة بغداد، تحسبًا لهجمات على المنطقة واستهداف المنشآت والمصالح الأمريكية.

وقبل يومين، اتهم ظريف، ترامب بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن حربًا، في توقيت يشهد تصاعدًا جديدًا للتوتر بين البلدين، حسبما نقلتعنه فرانس برس.

وأكد ظريف، أن إيران لا تريد الحرب لكنها سترد بشكل صريح ومباشر دفاعًا عن شعبها وأمنها ومصالحها الحيوية.

وفي كلمة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، خلال مراسم تأبين لسليماني أقيمت قبل يومين، قال إن اغتيالسليماني لن يمنع إيران من مواصلة المقاومة"، مضيفًا أن بلاده لازالت مستعدة للرد على اغتيال سليماني.

ونقلت عنه وكالة تسنيم الإيرانية قوله: "لقد سعيتم طوال 30 سنة إلى اغتيال القائدين سليماني والمهندس، وقد أقدم شخص مدعوم منالصهاينة على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة، جريمة الاغتيال هذه فتحت الباب أمام أبناء الأمة الأحرار للانتقام"، موجهًا رسالة إلى ترامبوواشنطن قائلاً: "قد يأتي فرد من داخل بيتكم يرد على جريمتكم".

أمريكا تدرس خططًا لردع إيران

بعد أيام قليلة من اجتماع في البيت الأبيض لقادة البنتاجون ومسوؤلي الأمن القومي، بحثوا خلاله الخطط المتاحة لردع إيران قبل أيام منتسليم السلطة، اتهم ترامب طهران بالضلوع في الهجمات الأخيرة التي استهدفت السفارة الأمريكية في بغداد.

وحمل ترامب، إيران مسؤولية مقتل أي أمريكي في المنطقة، وحذر في تغريدة قائلاً: "بعض النصائح الصحية الودية لإيران، إذا قُتل أمريكيهناك سأحمل إيران المسؤولية. فكروا مليًا".

وفي نهاية ٢٠٢٠، وقبل أيام من ذكرى اغتيال سليماني، حلقت قاذفتان أمريكيتان من طراز "بي 52"، لأكثر من 30 ساعة في مهمة ذهاب وإياب من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط لتوجيه تحذير جديد إلى إيران.

وذكر مسؤول عسكري رفيع بالبنتاجون لشبكة "فوكي نيوز" أن هذه المهمة تأتي على خلفية وجود تهديدات محتملة جديدة، وعلقت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، قائة إن القاذفات التي انطلقت من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلالالـ45 يومًا الماضية، تقوم بمهام ردع فوق الخليج العربي برفقة حراسة مقاتلة.

كانت قاذفتان تابعتان لسلاح الجو الأمريكي، من نفس الطراز، نفذت قبل ٣ أسابيع، تحليقًا من قاعدتهما في الولايات المتحدة إلى الشرقالأوسط.

يشار إلى أن صدرت تحذيرات استخباراتية أمريكية قبل نحو شهرًا، من شن الفصائل الموالية لطهران في العراق "أعمالاً انتقامية إرهابية" في الذكرى الأولى لاغتيال سليماني، وأكد وقتها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط فرانك ماكينزي أن بلاده "مستعدة للرد" في حالهاجمتها إيران في الذكرى الأولى لمقتل سليماني.

قلق في إسرائيل

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بينها صحيفة "هاآرتس" أن تل أبيب نشرت مؤخرًا غواصة مجهزة نوويًا بالخليج العربي، في رسالة تحذيرلطهران من أي أعمال انتقامية لاغتيال سليماني.

وقالت "هآرتس" إن الإسرائيليين بالجنوب يلاحظون عددًا كبيرًامن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في السماء، لإحباط أي خطر محتمل.

وذكرت الصحيفة أن هناك إجراءات أمنية مشددة في الضفة الغربية والقدس، في ظل الأحداث التي وقعت خلال الأيام الماضية من اعتداءاتعلى جنود إسرائيليين، سواء بإطلاق النار أو بالطعن بالسكاكين، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، تحذيره من فقدان السيطرة على الضفة، التياعتبرها أهم نقطة غليان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ "انتفاضة السكاكين" التي بدأت في خريف 2015.

ورأت الصحيفة، أن المناورات العسكرية بالذخيرة الحية التي أجرتها الفصائل الفلسطينية في غزة الأسبوع الماضي، أثارت قلقًا فيإسرائيل، واعتبرتها الأوساط الإسرائيلية رسالة من طهران خاصة أنها داعمة للفصائل الفلسطينية المسلحة بما فيهم حماس.