لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قتلى وجرحى في إطلاق نار وقذائف صاروخية.. كيف تحولت بيروت لساحة حرب؟ (صور وفيديو)

01:07 م الخميس 14 أكتوبر 2021

كتبت- رنا أسامة:

تشهد العاصمة اللبنانية منذ ساعات توترًا غير مسبوق على وقع احتجاجات نظّمها أنصار "حزب الله" و"حركة أمل" أمام قصر العدل ومنطقة الطيونة، مناهضة للمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، القاضي بيطار، وذلك بعد تعليق التحقيق للمرة الثانية على التوالي.

وتسبب الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 في مقتل 214 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح. وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة.

وتحولت الطيونة، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيف وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح ابنية، رغم تواجد وحدات الجيش وانتشارا سريعًا في المنطقة، التي تعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975-1990).

وبدأ إطلاق النار قبل ساعتين بشكل مفاجئ خلال تجمع عشرات المتظاهرين من مناصري حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل.

وتعرض المحتجون لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو، فيما سارع الجيش اللبناني إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وتسيير دوريات، وباشر البحث عن مُطلقي النار الذين يتوزعون على أسطح عدد من المباني لتوقيفهم.

وبثّت وسائل إعلام لبنانية مباشرة على الهواء مشاهد ظهر فيها مسلحون يطلقون النار في الشوارع وإطلاق رصاص من قناصة في أبنية مهجورة.

قتلى وجرحى ونداءات استغاثة

وأسفرت المواجهات المُستمرة رغم التحذيرات ودعوات الهدوء عن سقوط 6 قتلى على الأقل وأكثر من 30 جريحًا، بحسب وزير الداخلية اللبناني، وهذه الحصيلة مُرشحة للزيادة.

وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، في مؤتمر صحفي، إن التوترات "بدأت باطلاق النار، من خلال القنص، وأصيب أول شخص في رأسه وهذا الأمر غير مقبول"، واصفًا إطلااق النار على الرؤوس بالخطير جدا".

وأكد أن "السلم الأهلي ليس للتلاعب"، مشددا على "ضرورة اتخاذ كامل الإجراءات، وطلب من الإعلام المساعدة "على بث الأخبار الصحيحة". وتابع: "سنطلب من السياسيين اتخاذ الاجراءات اللازمة بالسياسة وخارجها لضبط الوضع، لأن تفلته ليس من مصلحة أحد".

وتوجهت 4 فرق من الصليب الأحمر اللبناني إلى منطقة الطيونة لإسعاف المُصابين ونقل الجرحى إلى المستشفيات، بحسب موقع "المركزية" اللبناني.

وقال الأمين للصليب الأحمر اللبناني لـ"إل بي سي آي"، إن بعض الإصابات بليغة وتم نقلها بسيارات خاصة.

وطلبت وزارة الصحة اللبنانية من جميع المستشفيات الحكومية والخاصة استقبال الجرحى ومعالجتهم على نفقة الوزارة.

وقالت مديرة الطوارئ في مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت، مريم حسن، لوكالة فرانس برس: "لدينا قتيل أصيب بطلق ناري في رأسه وآخر في قلبه"، كما استقبل المستشفى 12 جريحًا على الأقل.

في غضون ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا نشرتها صحيفة "النهار" اللبنانية لعدد من الطلاب قيل إنهم في المدارس المحيطة بالطيونة، وتبدو عليهم علامات الذعر جراء إطلاق النار الكثيف.

اجتماع استثنائي ودعوة للهدوء

بالتزامن، عقد وزير الداخلية اللبنانية اجتماعا استثنائيا لمجلس الأمن الداخلي المركزي، من أجل ضبط الأوضاع الأمنية، وسط انتشار كثيف للجيش في المنطقة.

ودعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي للهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان بعد أعمال العنف الخطيرة، التي وقعت في توقيت حساس للبلاد، وفي منطقة حساسة أيضًا.

وتابع مع قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، الاجراءات المُتخذة لضبط الوضع في منطقة الطيونة- العدلية وتوقيف المتسببين بالاعتداء الذي ادى الى وقوع إصابات، بحسب قناة "إل بي سي آي" اللبنانية.

كما تفقّد عون الوضع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزيري الداخلية بسام مولوي والدفاع موريس سليم، وطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي.

الجيش اللبناني يحذر: سنطلق النار على أي مسلّح

في غضون ذلك، حذّر الجيش اللبناني من أن وحداته سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات، وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار.

وفي تغريدة على حسابه الرسمي عبر تويتر، طالب الجيش اللبناني المدنيين بإخلاء الشوارع.

ويما لا يزال إطلاق النار يتجدد، أعلن الجيش اللبناني أن أحد وحداته ستقوم عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم بتفجير قنبلة يدوية في منطقة الطيونة، حسبما أوردت قناة "الجديد" اللبنانية.

بيان مشترك

وبعد ساعتين من التوترات في محيط الطيونة، أصدرت قيادتا "حزب الله" وحركة "أمل" بيانًا مشتركًا لتوضيح ما حدث.

وجاء في البيان: "في تمام الساعة 10:45 (بالتوقيت المحلي)، وعلى إثر توجه المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر ‏العدل استنكاراً ‏لتسييس التحقيق في قضية المرفأ، وعند وصولهم إلى منطقة الطيونة ‏تعرضوا لإطلاق نار مباشر ‏من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة ‏وتبعه إطلاق نار مكثف أدى إلى وقوع ‏شهداء وإصابات خطيرة حيث أن إطلاق ‏النار كان موجهاً على الرؤوس".

وأكد البيان الذي أوردته صحيفة "النهار" اللبنانية أنّ "هذا الاعتداء من قبل مجموعات مسلحة ومنظمة يهدف إلى جر البلد لفتنة ‏مقصودة يتحمل ‏مسؤوليتها المحرضون والجهات التي تتلطى خلف دماء ضحايا ‏وشهداء المرفأ من أجل تحقيق ‏مكاسب سياسية مغرضة".

ودعت حركة "أمل" و"حزب الله" "الجيش اللبناني لتحمّل المسؤولية والتدخل السريع ‏لإيقاف هؤلاء ‏المجرمين، كما يدعون جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم ‏الانجرار إلى الفتنة الخبيثة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان