هل عرفت واشنطن مسبقًا بالخطوات الأخيرة في السودان؟
كتب- محمد صفوت:
تتابع دول العالم ما يحدث في السودان والخطوات الأخيرة التي اتخذها رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بحل مجلسي السيادة والوزراء، وإعلان حالة الطوارئ وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية.
دافع قائد الجيش السوداني الثلاثاء، عن الإجراءات التي أعلنها أمس قائلاً: "قدمنا كل التنازلات لتحقيق طموحات وأحلام السودانيين.. وكنا نفكر في العبور سويا (مع المكون المدني) لتحقيق أحلام الشعب".
وذكر أن العام الماضي شهد أمورًا استدعت الوقوف أكثر من مرة، وأن الأيام الماضية شهدت تحريضًا ضد القوات المسلحة السودانية، متهمًا قوى سياسية- لم يُسمها- بعسيها إلى الاستفراد بالمشهد في السودان، فرض رؤاها على الجميع من دون تفويض شعبي، ما أدى إلى التحركات العسكرية الأخيرة.
قبل ساعات من الإجراءات الأخيرة في السودان، عقد البرهان لقاءا مع المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك.
وأشاد المبعوث الأمريكي وفقًا للبيان الصادر وقتها من السودان، بالإنجازات التي حققها رئيسا مجلس السيادة والوزراء خلال الفترة الانتقالية، وطالبهما بالعمل معًا من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية.
ودعا إلى عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في البلاد، مؤكدًا دعم واشنطن الصارم والقوي للانتقال المدني الديمقراطي وفقًا لرغبات الشعب السوداني التي عبر عنها بكل سلمية والتزام بعدم العنف، وحث جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل معًا لتنفيذ الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام.
زيارة المبعوث الأمريكي جاءت بعد توترات بين المكون العسكري والمدني في السودان، ومظاهرات مؤيدة ومعارضة لكلا الطرفين، على مدار الأسبوع الماضي، وتصاعد التوتر وإلقاء الاتهامات بين المكونيين السودانيين إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في ٢١ سبتمبر الماضي.
رغم اللقاء الذي عقد قبل ساعات من الأحداث الأخيرة، نفت واشنطن الاثنين، على لسان متحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس معرفتها بتلك الخطوات، قائلاً: "الولايات المتحدة لم تكن لديها أي فكرة عن خطوة الجيش الأخيرة في السودان وتنسق مع حلفائها في المنطقة". ووصف برايس تلك الإجراءات بأنها "انقلابًا عسكريًا".
إلى هذا كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، الثلاثاء، عن أن الولايات المتحدة كانت تعرف مسبقًا بتلك الخطوات المحتملة للجيش السوداني، وحذرت منها خلال لقاء مبعوثها في الخرطوم بقادة السودان مع المكون العسكري والمدني في البلاد.
وذكر الموقع الأمريكي، أن بعد مغادرة فيلتمان الخرطوم وقبل وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة في رحلة العودة إلى واشنطن، اتخذت تلك الخطوات التي تضمنت حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.
ونقل الموقع عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن البرهان أبلغ فيلتمان باحتمالية اتخاذ خطوات وإجراءات عسكرية بسبب التوترات مع المكون المدني في مجلسي الوزراء والسيادة.
وقالت المصادر، إن فيلتمان حذر البرهان خلال اجتماع منفصل من أي إجراءات تعيق المسار الديمقراطي في السودان، مهددًا بقطع بلاده للمساعدات المالية التي أفرجت عنها مؤخرًا عن السودان، وتجميد العلاقات الثنائية.
بعد ساعات من الخطوات الأخيرة في السودان، جمدت الحكومة الأمريكية مساعدات للخرطوم تقدر بنحو 700 مليون دولار ردًا على تلك الخطوات، وأعلنت أنه سيتم في الوقت الحالي وقف الأموال التي كانت مخصصة لدعم انتقال السودان إلى الديمقراطية.
وكشف البرهان اليوم عن مكان حمدوك، قائلاً: "هو ضيفًا في منزلي وليس معتقلا وسيعود لبيته بعد هدوء الأمور، نقدم الشكر له على الفترة الماضية كرئيس للحكومة".
وأعلن عن أنه سيتم تشكيل مجلس سيادة وحكومة بتمثيل حقيقي يشمل الجميع، وسيتم تعيين رئيس جديد للوزراء في السودان، وسيتم اختيار وزير من كل ولاية سودانية في الحكومة المقبلة ولجنة إزالة التمكين ضرورية لتفكيك ما مر به السودان خلال 30 عامًا.
الثلاثاء، أعلن البرهان عن 6 قرارات جديدة بينها حل النقابات والاتحادات المهنية. وقال التلفزيون السوداني الرسمي، في نبأ مقتضب، إن "البرهان أصدر قرارًا بحل كافة اللجان التسييرية في كل مؤسسات الدولة وفي النقابات واتحاد المهنيين والاتحاد العام لأصحاب العمل القومي".
فيديو قد يعجبك: